استشهادُ عشرات الفلسطينيين في غارات متجدّدة في عدة مناطق بغزة

الحدث السبت ١١/مايو/٢٠٢٤ ١١:٣٥ ص
استشهادُ عشرات الفلسطينيين في غارات متجدّدة في عدة مناطق بغزة

الشبيبة - العمانية 

استشهد عشرات الفلسطينيين، بينهم صحفي وعائلته، وأصيب آخرون، في غارات وقصف مدفعي إسرائيلي لعدة مناطق في قطاع غزة.

وذكرت مصادر محلية فلسطينية أن الصحفي بهاء عكاشة وزوجته وابنه استشهدوا في قصف إسرائيلي استهدف منزلهم بمخيم "جباليا" شمال القطاع، مضيفة أن آخرين ارتقوا شهداء وأصيب آخرون في قصف آخر لأحد المنازل في بلدة "غزة القديمة" وسط مدينة غزة.

كما أشارت إلى ارتقاء 10 شهداء على الأقل وإصابة آخرين، بينهم أطفال جراء قصف الاحتلال منزلا في بلدة "الزوايدة" وسط القطاع، منوهة إلى أن الطيران الحربي الإسرائيلي أغار على شمال مخيم "النصيرات" وبلدة "الزوايدة".

وقصفت مدفعية الاحتلال بكثافة وسط وشرق مدينة /رفح/ جنوبي القطاع، فيما شنت الطائرات الحربية غارة على "حي الجنينة" شرقي /رفح/.

وفي السياق الفلسطيني شدّد أعضاء مجلس الأمن الدولي على ضرورة مساءلة الاحتلال الإسرائيلي عن انتهاكاته القانون الدولي، خاصة بعد اكتشاف مقابر جماعية في غزة، داعين إلى السماح للمحققين بالوصول دون عوائق إلى جميع مواقع المقابر الجماعية في القطاع، وإجراء تحقيقات مستقلة للتحقق من ملابسات ما جرى.

وأعرب أعضاء المجلس، في بيان، عن قلقهم البالغ بشأن التقارير التي تفيد باكتشاف مقابر جماعية داخل وحول مجمعي ناصر والشفاء الطبيين في غزة حيث دفنت مئات الجثث، منها جثث نساء وأطفال وكبار في السن، مجددين مطالبتهم بضرورة امتثال جميع الأطراف بشكل صارم لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، وخاصة فيما يتعلق بحماية المدنيين والأعيان المدنية.

وكان أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة قد شبه بالأمس بعض مستشفيات غزة بالمقابر، لافتا إلى وجود تقارير عن اكتشاف مقابر جماعية في مجمع مستشفى الشفاء شمال غزة، ومجمع ناصر الطبي في /خان يونس/ جنوبا.

وكانت الطواقم الطبية في غزة قد تمكنت قبل يومين من العثور على مقبرة جماعية ثالثة داخل مستشفى الشفاء بغزة، انتشلت منها 49 شهيدا، ليرتفع عدد المقابر الجماعية التي عثر عليها داخل المستشفيات في القطاع إلى 7 حتى الآن، انتشلت منها جثث 520 شهيدا.

واعتبرت غالبية ساحقة في الجمعية العامة للأمم المتحدة أن للفلسطينيين الحق في عضوية كاملة في المنظمة الدولية وقررت منحهم بعض الحقوق الإضافية في ظل غياب انضمام فعلي عرقلته الولايات المتحدة باستخدامها حقها في النقض (فيتو) في مجلس الأمن.

وقال مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور "وقفتُ على هذه المنصّة مئات المرات، وفي كثير من الأحيان في ظروف مأسويّة، لكن لا شيء يمكن مقارنته بما يعيشه شعبي اليوم".

أضاف "وقفتُ على هذه المنصّة مئات المرات، لكن لم يسبق لي أن وقفت من أجل تصويت أكثر أهمّية من هذا اليوم التاريخي".

وفي مواجهة الحرب في غزة، كرّر الفلسطينيّون مطلع أبريل طلباً تقدّموا به عام 2011، ويسعون عبره إلى جعل فلسطين دولة كاملة العضويّة في الأمم المتحدة حيث تتمتّع حاليا بصفة "دولة غير عضو لها صفة مراقب".

ويتطلّب منح العضويّة الكاملة، قبل التصويت في الجمعيّة العامة بغالبيّة الثلثين، توصية إيجابيّة من مجلس الأمن. لكنّ الولايات المتحدة استخدمت حقّ النقض (الفيتو) ضدّ مشروع قرار بهذا الشأن في 18 أبريل.

ورغم أنّ الجمعية العامّة لا يمكنها تجاوز هذا الفيتو، قرّر الفلسطينيون التوجّه إلى الدول الأعضاء الـ193 ليُثبتوا بذلك أنّه من دون الفيتو الأمريكي كانوا ليحصلوا على غالبيّة الثلثين اللازمة للمصادقة على العضويّة.

ويعد مشروع القرار الذي قدّمته الإمارات واعتُمد بغالبيّة 143 صوتا، ومعارضة 9 (الولايات المتحدة، إسرائيل، المجر، جمهوريّة التشيك، الأرجنتين، بالاو، ناورو، ميكرونيزيا، بابوا غينيا الجديدة)، وامتناع 25 عن التصويت (بما في ذلك كندا والمملكة المتحدة والكثير من أعضاء الاتحاد الأوروبّي المنقسم، مثل ألمانيا وإيطاليا)، أنّ "فلسطين مؤهّلة لعضويّة الأمم المتحدة وفقا للمادّة 4 من الميثاق، وبالتالي ينبغي قبولها عضوا في الأمم المتحدة". كما يوصي مجلس الأمن بـ"إعادة النظر في المسألة بشكل إيجابي".

وأعرب مجلس التعاون لدول الخليج العربية، اليوم، عن ترحيبه باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يدعم أحقية فلسطين في نيل العضوية الكاملة بالمنظمة الدولية، ويوصي مجلس الأمن الدولي بإعادة النظر في الطلب الفلسطيني.

واعتبر الأمين العام للمجلس جاسم محمد البديوي، في بيان، أن حصول هذا القرار على تصويت 143 دولة يأتي للتأكيد والإيمان الدولي بالحق الفلسطيني في هذا الاعتراف، لكي تمارس دولة فلسطين كافة حقوقها ومهامها في منطقة الشرق الأوسط.

وأكد الموقف الثابت لمجلس التعاون في دعم القضية الفلسطينية، والتوصل إلى حل يقوم على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية.

كما أعربت منظمة التعاون الإسلامي عن ترحيبها بتبني الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا تاريخيا يدعم حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في المنظمة الدولية، معتبرة هذا القرار إجماعا دوليًّا على دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما فيها حقه في تقرير المصير والحرية والعدالة والاستقلال، وضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية منذ العام 1967.

وأكدت المنظمة، في بيان، دعمها المطلق لحق دولة فلسطين المشروع في تجسيد مكانتها السياسية والقانونية في الأمم المتحدة أسوة ببقية دول العالم، باعتباره استحقاقًا واجب التنفيذ منذ عقود استنادا إلى الحقوق السياسية والقانونية والتاريخية والطبيعية للشعب الفلسطيني في أرضه، التي أكدتها قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وبموجب ما تتمتع به من اعتراف رسمي من 143 دولة، فضلا عن عضويتها الكاملة في عشرات المنظمات والاتفاقيات الدولية.

كما حثت مجلس الأمن الدولي على إعادة النظر إيجابا بطلب دولة فلسطين نيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، داعية جميع الدول التي لم تعترف حتى الآن بدولة فلسطين إلى القيام بذلك، بما يسهم في دعم الجهود الرامية إلى إنهاء الاحتلال، ووقف جريمة الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وتمكينه من ممارسة كافة حقوقه المشروعة بما في ذلك حقه في العودة، وتقرير المصير، وتجسيد إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشريف، وصولا إلى تحقيق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة، على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية.

وأعلنت المقاومة الفلسطينية أن رفض إسرائيل المقترح الأخير لاتفاق هدنة وتبادل أسرى في قطاع غزة "أعاد الأمور إلى المربع الأول"، مشيرة إلى أن ذلك دفعها إلى "إعادة النظر في استراتيجيتها التفاوضية".

في وقت سابق من الأسبوع وفي تحدٍّ للتحذيرات الدولية، توغلت دبابات جيش الاحتلال الإسرائيلي في رفح وسيطرت على الجانب الفلسطيني من المعبر الحدودي مع مصر الذي تمر عبره قوافل المساعدات.

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من أن هجوما بريا إسرائيليا على رفح سيؤدي إلى "كارثة إنسانية هائلة".

وقالت الأمم المتحدة إن نحو 30 ألف شخص يفرون "يوميا" من رفح إلى أماكن أخرى يسودها الدمار.

وقال رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في غزة جورجيوس بتروبولوس "تأثر بأمر الإخلاء الأخير الذي أصدرته الحكومة الإسرائيلية والمرتبط بالعملية العسكرية في غزة حتى الآن 110 آلاف شخص أو أكثر نزحوا شمالا".

أضاف خلال المؤتمر الصحافي الدوري للأمم المتحدة في جنيف أن "معظم هؤلاء الأشخاص اضطروا للنزوح خمس أو ست مرات" منذ بداية الحرب. بعضهم توجه إلى خان يونس المدمرة على بعد كيلومترات قليلة إلى الشمال، بينما كان آخرون يتساءلون إلى أين يذهبون.

ورغم إعادة فتح معبر كرم أبو سالم الأربعاء بعد إغلاقه ثلاثة أيام بسبب إطلاق صواريخ وفقا لإسرائيل، ما زال إيصال المساعدات "صعبا جدا" بحسب ما قال أندريا دي دومينيكو رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في الأراضي الفلسطينية.

ودعت فرنسا إسرائيل إلى أن توقِف "بلا تأخير" عمليتها العسكرية في رفح والتي تهدد بالتسبب بـ"وضع كارثي" لسكان قطاع غزة، حسبما ذكرت وزارة الخارجية الفرنسية.

وهدد الرئيس الأميركي جو بايدن للمرة الأولى بوقف إمدادات الأسلحة إلى إسرائيل التي تعدّ الولايات المتحدة أبرز داعم عسكري لها، في حال نفذ نتنياهو تهديده بشن هجوم على رفح.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن أربعة جنوده على الأقل قتلوا في المعارك المستمرة في شمال قطاع غزة، وإن القتلى كانوا ينتمون إلى الكتيبة 931 من لواء ناحال، وكلهم برتبة سيرجنت، وأن 2 من المقاتلين من الكتيبة أصيبوا بإصابات خطيرة في نفس الحادث، كما أصيب ستة آخرون من الكتيبة التاسعة من اللواء 401 بإصابات خطيرة.

ولا يزال المجتمع الدولي عاجزا عن توفير الحماية اللازمة لسكان القطاع بالرغم من استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، ودفع الاحتلال الإسرائيلي لوقف آلة حربه التي تسببت باستشهاد "34 ألفا و943 شهيدا وإصابة 78 ألفا و572 شخصا" منذ الـ7 أكتوبر 2023.