"أسلحة الليزر" دمار جديد يدخل الخدمة

الحدث الأحد ١٥/مايو/٢٠١٦ ٢٣:٠٠ م

واشنطن – ش

أسلحة الليزر هي أسلحة تستخدم أشعة الليزر بدلًا من الذخيرة العادية لإصابة الاهداف الانعكاسية.
وتُستخدم لإصابة أهداف طينية وتم إقتراح استخدامها في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية الخامسية الحديثة التي أقيمت عام 2012 وذلك بعد أن حققت نجاحًا تجريبيًا في الألعاب الأولمبية الصيفية للشباب 2010 التي أُقيمت في سنغافورة، واستخدام تلك الأسلحة يفتح المجال واسعًا لرياضات الرماية بسبب مستوي الآمان المرتفع لها.
من جانبها قالت صحيفة ديلي ميل البريطانية إن الولايات المتحدة بصدد اعتماد أسلحة الليزر في حروبها القادمة، إذ ستكون الطائرات العسكرية الأمريكية والطائرات بدون طيار مزودة بأسلحة ليزرية من شأنها أن تكون قادرة على تحقيق الأهداف مع دقة عالية في التصويب، وستكون جاهزة للعمل خلال العقد المقبل.
وبحسب الصحيفة، فإن الخبراء في وكالة الدفاع ومشاريع البحوث المتقدمة (DARPA) يعملون على ما يسمى بأسلحة أشعة الموت في المختبر منذ سنوات عديدة.
ويجري حاليا اختبار هذه الأسلحة على الأرض، والتي تستخدم الضوء الشديد والحرارة في تدمير أهدافها، لكن ما يصبو إليه الخبراء حاليا هو إيجاد وسيلة لتقليل حجم الأسلحة دون الانتقاص من قوتها.
وقال كبير علماء سلاح الجو الدكتور جريج زكرياس إنهم يعولون في هذا النوع من الأسلحة ذات الطاقة الموجهة على كون الكهرباء رخيصة، بالإضافة إلى اعتمادها على خاصية سرعة الضوء مما يجعل تلك الصواريخ سهلة الإطلاق نحو الهدف.
وقد استخدمت نسخة مبكرة من هذه الصواريخ في نيو مكسيكو، ويهدف الخبراء العسكريين حاليا إلى زيادة قوة السلاح من 10 إلى 100 كيلوواط، إضافة إلى جعله قادراً على تعقب الأهداف سريعة الحركة قبل فتح النار.
وأضاف زكرياس "أن ما يميز هذه التكنولوجيا هو أننا ذاهبون إلى التخلي عن الوقود وبعض الأسلحة، إضافة إلى دقة التصويب إذ ستكون قادرة على التعامل مع تدفق الهواء المضطرب عند انطلاقها من المركبة عالية السرعة".
وحالما يتم تصغير الأسلحة، سوف يتم تركيبها على الطائرات المقاتلة مثل F-15 و F-16 و F-35، ويعتقد أنها يمكن أن تكون أكثر دقة وذات آثار جانبية أقل بكثير من المتفجرات التقليدية العادية.
وفقا لما نقلته الصحيفة عن أحد الخبراء فإن أسلحة الليزر هذه يمكن أن تكون فعالة جدا في حملة مكافحة المجموعات المتمردة مثل تنظيم "الدولة".

من السينما الى الواقع

تعد اشعة الليزر القاتلة عنصرا رئيسيا في جميع أفلام الخيال العلمي، وفيها يتم توجيه أسلحة الليزر للطائرات المقاتلة أو لمركبات الفضاء، والآن اصبحت هذه الافكار بالفعل أقرب إلى الواقع.
في مايو الفائت كشفت وكالة (Darpa) للبحوث العسكرية الأمريكية الحديثة أنها قد أتمت بنجاح الاختبارات الأولى لنظام أسلحة الليزر التي يمكن إضافتها للطائرات من دون طيار وللطائرات المقاتلة.
وقالت مصادر إن الإختبارات الأولية قد أظهرت "قوة لم يسبق لها مثيل" لهذه الأسلحة، وستجري تجربتها ضد أهداف حية على نطاقات مختلفة لإطلاق النيران.
نظام السلاح المتطور الجديد يسمى نظام الليزر السائل عالي الطاقة ، ويتضمن المشروع إنشاء جهاز صغير لإنتاج الليزر يمكن تركيبه على متن طائرة من دون طيار أو طائرة مقاتلة.
وقال مسؤولون عن الوكالة: "الهدف من هذا البرنامج هو تطوير سلاح ليزر بقوة 150 كيلوواط، بحيث يكون عشر مرات أصغر حجما وأخف وزنا من أجهزة الليزر الحالية التي يمكنها إنتاج نفس الطاقة المماثلة، مما يتيح التكامل على طائرات الدفاع والهجوم التكتيكية، ومن ثم هزيمة التهديدات المحتملة على الأرض".
وبعد مرحلة الاختبار الميداني، سيكون هدف البرنامج جعل هذا النظام متاحا للخدمات العسكرية، لمزيد من الاختبارات، حتى مرحلة الانتقال إلى الاستخدام العملي.
وتوضح الوكالة: "إن تهديدات العدو من نوع أرض – جو للطائرات المأهولة وغير المأهولة أصبحت متطورة على نحو متزايد، مما خلق الحاجة إلى استجابة سريعة وفعالة لهذه الفئة المتنامية من التهديدات، وكان الحل الأمثل هو الليزر عالي الطاقة، الذي يمكن أن يوفر حلا لهذا التحدي، لأنه يسخّر سرعة وقوة الضوء لمواجهة هذه الأنواع من التهديدات المتعددة، أيضا يمكن استخدام هذا النظام الفعال للهجوم على مواقع محددة بدقة متناهية".

بحث وتطوير
في ديسمبر من العام 2013 أعلن خبراء معهد لكسينغتون الأمريكي أنه من المحتمل التوصل إلى تصميم سلاح ليزر جديد في المستقبل القريب
وفي هذا السياق تركزي مساعي مركز البحوث العلمي التابع للقوات المسلحة على مدى 30 عاماً لتصميم أسلحة الطاقة الموجهة DEW . وفي إطار مبادرة الدفاع الإستراتيجية كان من المفترض إنشاء مجموعة واسعة من هذه الأسلحة- بدءً من الليزر الأرضي الذي يعمل على مبدأ الإلكترونات الحرة، وانتهاءً بأسلحة الليزر الفضائية التي تعمل على مبدأ الأشعة السينية بحيث يصبح التفاعل النووي مصدر الطاقة لهذه الأسلحة. ومن هنا ندرك سبب تسمية هذا البرنامج والذي أطلق عليه بالعامية اسم "حرب النجوم"، أو ما يعرف بالانكليزية “STAR WARS” .
على الرغم من حقيقة أن السلاح أعلاه لم يتم تأسيسه أبداً، إلا أن الأوساط العلمية واصلت أعمال البحث والتطوير في هذا المجال.
فعلى سبيل المثال قامت القوات البرية الأمريكية وقوات الدفاع الإسرائيلية بتطوير ليزر تكتيكي عالي الطاقة في أواخر عام 1990.
وفي بداية العقد الأول من الألفية الثالثة تم إصدار نموذج ثيل تجريبي الذي تمكن من إصابة 33 قذيفة من أنظمة راجمات الصواريخ وأنواع أخرى من الصواريخ. وخلال الاختبارات كانت هناك حالات تم فيها تدمير أنوع مختلفة من الصواريخ بشكل متزامن. جدير بالذكر أن سلاح الجو الأميركي كان في الوقت نفسه يعمل على تطوير سلاح ليزري يتم تثبيته على جسم الطائرة. وفي عام 2010، تبين أن هذا النظام بمقدوره تدمير الصواريخ الباليستية أثناء طيرانها.
ولكن تبين أن البرنامجين تم إغلاقهما والسبب يكمن في التطور التكنولوجي لمنظومة الليزر الجوي، وهيكلية الليزر المبني على مبدأ استخدام كميات كبيرة من المواد الكيميائية السامة اللازمة لضمان عمل هذه الأسلحة، بالإضافة إلى التكلفة العالية لمنظومة التشغيل. ومع ذلك فقد تبين أثناء تصميم منظومة الليزر الجوي أنه بإمكانهما العثور وتدمير الأهداف المتحركة بسرعة وفي وقت قصير.
لذا اشار المراقبون وقتها إلى أنه من المرجح أن يتم تصميم جيل جديد من أسلحة الطاقة الموجهة في المستقبل القريب.

اختبارات
وفي عام 2013 قامت القوات البرية الأمريكية بإجراء اختبار على جهاز تجريبي ليزري محمول ذو طاقة عالية في حقل رمي "وايت-سيندس" للصواريخ في ولاية نيو مكسيكو. وهذا الجهاز عبارة عن ليزر باستطاعة صغيرة تتراوح 10-15 كيلوواط، يثبت على هيكل سيارة. ومع ذلك كشفت خصائص هذا الجهاز أنه يمكن إصابة عدة صواريخ مختلفة، وقذائف الهاون والمدفعية خلال الجزء الأوسط من الطيران. كما ظهر امكانية التعامل مع أجهزة الاستشعار البصرية الالكترونية التي يتم تثبيتها على طائرات بدون طيار.
تقوم القوات البحرية الأمريكية حالياً بإنشاء جهاز تجريبي لليزر بحري من طراز MLD ، حيث تم إجراء أول تجارب بحرية لهذه المنظومة في شهر نيسان/ أبريل من عام 2011 والتي تمت بنجاح. حيث تمكنت هذه المنظومة من كشف الهدف وتسليط شعاع ليزري عليه، وتم معالجة تقنية الإمداد بالطاقة والتحكم باستهلاكها وبدرجة الحرارة ومستوى التكامل مع أنظمة متنوعة لسفن حربية مختلفة. وقد تمكن MLD من تتبع وتدمير الأهداف الصغيرة فوق الماء، وأظهر قدرته على التتبع السلبي وتحديد هوية الأجسام الصغيرة نسبياً كالطائرات بدون طيار أو قوارب بحرية صغيرة الحجم.

امكانات خطيرة
جدير بالذكر أن أسلحة الطاقة الموجهة تتمتع بإمكانيات خطيرة وهامة قادرة على تحويل وظيفة التقنيات العسكرية. فعلى سبيل المثال فإن الليزر المزود بجهاز طاقة مثيل يتمتع بمخزن ذي قدرة غير محدودة، هذا في الوقت الذي تكون فيه تكلفة الطاقة الواحدة منخفضة جداً. وهذا بدوره يقلل من فعالية محاولات خصوم الولايات المتحدة استخدام سلاح هجومي رخيص بشكل مفاجئ أو إجبار الجيش الأمريكي على مواجهة مشكلة النفقات الباهظة عند تطوير مثل هذه الأسلحة. علاوة على ذلك فإن استخدام الليزر يسمح للقوات المسلحة الأمريكية الهيمنة على أرض المعركة في مجال الأجهزة البصرية الالكترونية.
كما يمكن إعادة هيكلة النظام الليزري الذي يعمل على استطاعة منخفضة إلى جهاز استشعار، أو إلى أسلحة غير فتاكة. وبالتالي فإن الخصوم المحتملين الذين يقومون بتصميم معدات استطلاع باستخدام أجهزة استشعار متطورة، عليهم أن يأخذوا الخطر الناجم عن الأسلحة الليزرية على محمل الجد.
يمكن حالياً التوصل إلى نتائج معينة من خلال برامج تصميم أسلحة الليزر، وذلك بتكلفتها المنخفضة نسبياً كما أنه يمكن استخدامه بشكل فعال بالاعتماد على تقنيات متقدمة بالإضافة إلى أن الهدف هو تأسيس وتصميم سلاح متنوع الاستخدامات. وفي حال نشر أسلحة طاقة موجهة براً وبحراً، وربما جواً، فإن القوات المسلحة الأمريكية سوف تتفوق بذلك على خصومها المحتملين.