اسابيع فاصلة تحدد مصيربريطانيا "اوروبيا "

الحدث الأحد ١٥/مايو/٢٠١٦ ٢٢:٥٩ م
اسابيع فاصلة تحدد مصيربريطانيا "اوروبيا "

لندن - ش - وكالات

قبل أقل من ستة أسابيع على الاستفتاء تنقسم أصوات البريطانيين بالتساوي بين من يرغبون في البقاء في الاتحاد الأوروبي ومن يفضلون الخروج وفقا لاستطلاعات رأي.
من جانبه قال سياسي بريطاني يقود حملة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قبل استفتاء تجريه البلاد الشهر المقبل إن الاتحاد يسير على خطى أدولف هتلر ونابليون بونابرت بسعيه لخلق دولة أوروبية كبرى.
وأضاف بوريس جونسون في مقابلة مع صحيفة (صنداي تليجراف) أن الاتحاد الأوروبي يفتقر إلى الديمقراطية ووجود سلطة موحدة وأن مصيره الفشل.
ونقل عنه قوله في المقابلة "نابليون وهتلر وآخرون حاولوا فعل هذا وانتهى الأمر نهاية مأساوية."
وقال جونسون وهو رئيس بلدية سابق للندن "الاتحاد الأوروبي ما هو إلا محاولة لفعل هذا بأساليب مختلفة. لكن في الواقع فإن النقطة الغائبة هي المشكلة الأبدية وهي أنه لا يوجد ولاء لفكرة أوروبا.
"لا توجد سلطة واحدة يحترمها أو يفهمها أحد. ويتسبب هذا في فراغ ديمقراطي هائل."
وجونسون من أقوى المرشحين لخلافة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ويعتبر أهم صوت في معسكر "الخروج" قبل الاستفتاء المقرر في 23 يونيو حزيران.
ويقول كاميرون الذي يقود معسكر "البقاء" إن عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي تجعلها أكثر أمنا ونفوذا ورخاء. ويرى أيضا أن بريطانيا -وهي خارج منطقة العملة الأوروبية الوحدة- لن تنجرف وراء أي اتحاد أقوى بين الدول الأعضاء للاتحاد الأوروبي.
وفي مقابلته مع (صنداي تليجراف) قال جونسون إنه يريد أن يصبح البريطانيون "أبطال أوروبا" مجددا وذلك في ترديد للهجة رئيس الوزراء البريطاني السابق وينستون تشرشل.
ونقلت عنه قوله إن التوتر بين الدول الأعضاء في الاتحاد سمح بتنامي سلطة ألمانيا داخل الاتحاد "واستيلائها" على الاقتصاد الإيطالي "وتدميرها" لليونان.

حملات مكثفة
تكثفت الحملة في شان الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، وسلط رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الضوء على التاثير الاقتصادي الذي يمكن ان يخلفه خروج بلاده من الاتحاد.
وقال كاميرون الذي بات مستقبله السياسي على المحك مع اقتراب موعد الاستفتاء المقرر في 23 يونيو والذي تشير الاستطلاعات الى تقارب نتائجه، ان بريطانيا يمكن ان تدخل في مرحلة انكماش اقتصادي في حال التصويت على الخروج من الاتحاد.
من ناحيته سجل زعيم حزب العمال جيريمي كوربن اهم ظهور له في الحملة في تجمع بوسط لندن.
ورغم التنافس الشديد بين كاميرون وكوربن الا انهما يرغبان في بقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي وهما جزء من الحملة التي وحدت معظم اكبر الشخصيات السياسية في البلاد.
ويقول المنادون بخروج البلاد من الاتحاد الاوروبي مثل رئيس بلدية لندن السابق بوريس جونسون ان بريطانيا يمكن ان تزدهر في حال خروجها من الاتحاد الذي يضم 28 بلدا، اذ ستتمتع بحرية التفاوض على الاتفاقيات التجارية كما ستحرر الشركات من الروتين.
كما جرت حملات شعبية في جميع أنحاء البلاد.
وقالت الحملة الرسمية لانصار البقاء في الاتحاد انها عقدت اكثر من الف فعالية وتجمع السبت، بينما جرت تجمعات لانصار الخروج من الاتحاد الاوروبي بعد انطلاق الحملات عقب انتخابات المجالس البلدية والمناطق الاسبوع الماضي.
انقسامات حادة
وقبل اقل من ستة اسابيع على التصويت، فان المعسكرين المؤيد والمعارض للبقاء في الاتحاد الاوروبي حصلا على النسبة نفسها في الاستطلاعات الستة الاخيرة التي اجراها موقع "ماذا تريد بريطانيا".
وتسببت الحملة بانقسامات مريرة في صفوف حزب المحافظين الذي يتزعمه كاميرون اذ أن اكثر من 100 من نواب الحزب في البرلمان البالغ عددهم 330 يؤيدون الخروج من الاتحاد الاوروبي.
ويشير المحللون الى ان كاميرون سيجبر على الاستقالة في حال خسر الاستفتاء.
وبعد اسبوع من تحذيرات مؤسسات مثل البنك المركزي البريطاني وصندوق النقد الدولي من تاثيرات خروج بريطانيا من الاتحاد، شدد كاميرون على ان اقتصاد بريطانيا يمكن ان يواجه انكماشا اذا خرجت بلاده من الاتحاد.
وقال في كلمة في دائرته اوكسفوردشاير (جنوب شرق) "اذا صوتنا على الخروج من الاتحاد في 23 حزيران/يونيو فسنصوت من اجل اسعار اعلى، وسنصوت على وظائف اقل، وعلى نمو اقل، سنصوت من اجل الانكماش".
وصرح سابقا ان مشاريع البنى التحتية وبينها مشروع القطارات ستتاثر في حال الخروج لان بريطانيا ستخسر مليارات الجنيهات التي تحصل عليها من بنك الاستثمار الاوروبي الذي ضخ 16 مليار جنيه استرليني (20 مليار يورو) في مشاريع بريطانية في السنوات الثلاث الاخيرة.
الا ان جونسون، المحافظ وابرز شخصية سياسية منادية بالخروج من الاتحاد فيعتبر ان بريطانيا "ستشهد اكبر ازدهار في تاريخها" في حال تحقق الخروج.
وقال في كلمة في بريستول جنوب غرب انكلترا السبت "حان وقت تحرير بريطانيا من قيودها، وهو وقت الدفاع عن الحرية في جميع انحاء القارة" الاوروبية.
واضاف "اذا صوتنا في 23 حزيران/يونيو واستعدنا السيطرة على بلادنا واقتصادنا وديموقراطيتنا، نستطيع عندها ان نزدهر كما لم نزدهر من قبل".
اما كوربن، الاشتراكي المخضرم والذي انتقد الاتحاد الاوروبي طوال حياته السياسية، فقد حضته شخصيات داخل حزبه على بذل مزيد من الجهود في اطار حملة "البقاء" في الاتحاد.
ومع سعيه في كلمة السبت الى النأي بحزب العمال عن كاميرون، الا انه اكد ان قضايا مثل حماية مكان العمل والتلوث يجب معالجتها من داخل الاتحاد الاوروبي.
وقال ان الحكومة المحافظة وليس الاتحاد الاوروبي، مسؤولة عن "العديد من المشكلات" التي تواجهها البلاد.
واضاف ان "الاتحاد الاوروبي كان يمكن ان يقدم الينا الكثير لو كانت لدينا حكومة تتخذ خيارات جيدة وتعرف اختيار اولوياتها".
وتابع "لذلك نصوت حتى نبقى ونصلح ونعمل في اطار اوروبا من اجل تحسين حياة الناس هنا في بريطانيا".
واكد ان "الخروج من الاتحاد الاوروبي لن يحل المشكلة (...) نحن ندعو الى الوحدة والعولمة، والعدالة الاجتماعية".
وقبل اقل من ستة اسابيع من الاستفتاء، اظهرت ستة استطلاعات للرأي اجريت مؤخرا ونشر نتيجة معدلها العام معهد "وات يو كي ثينكس" على موقعه الالكتروني ان البريطانيين منقسمين مناصفة بين مؤيد للبقاء في الاتحاد الاوروبي ورافض له (50% لكل من المعسكرين).
كما اظهر استفتاء اجري لحساب صحيفتي صنداي ميرور وذي اندبندنت ونشرت نتيجته مساء السبت ان خمس البريطانيين فقط مقتنعون بان كاميرون صادق في ما يقوله بشأن اوروبا.
وبحسب هذا الاستفتاء فان 21% فقط ممن شملهم قالوا انهم يثقون بكاميرون اكثر من جونسون في ما خص عضوية بلادهم في الاتحاد الاوروبي.
كما اظهر الاستفتاء نفسه ان 39% من البريطانيين يعتقدون ان الداعين لخروج بريطانيا من الاتحاد هم اكثر صدقا من الداعين لبقائها، مقابل 24% كان رأيهم معاكسا.

رسالة كاميرون
و أظهر استطلاع للرأي أن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون يجد صعوبة في إقناع الناخبين بأنه يقول الحقيقة بشأن ضرورة بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي في حين يوجه منافسه بوريس جونسون الذي يقود معسكر الداعين للخروج من الاتحاد رسالته بشكل أفضل.
وكشف الاستطلاع الذي أجرته شركة كومريس أن 21 في المئة فقط ممن شاركوا في الاستطلاع يرون أن كاميرون يقول الحقيقة بشأن الاتحاد الأوروبي أكثر من جونسون في حين قال 45 في المئة إن الناس يصدقون جونسون أكثر من كاميرون.
وأظهر الاستطلاع الذي أجرته كومريس لحساب صحيفة صنداي ميرور وموقع الاندبندنت على الانترنت أن 33 في المئة ممن شاركوا في الاستطلاع يعتقدون أن من الأفضل لبريطانيا البقاء في الاتحاد مقابل 29 في المئة يرون أنهم سيكونون في حال أفضل إذا خرجت بلادهم منه