مفاوضاتٌ بالقاهرة للتوصّل إلى اتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى بغزة

الحدث الأحد ٠٥/مايو/٢٠٢٤ ١٣:٣٥ م
مفاوضاتٌ بالقاهرة للتوصّل إلى اتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى بغزة

الشبيبة - العمانية

  نقلت وسائل إعلامية عالمية اليوم عن المفاوضات الجارية في العاصمة المصرية "القاهرة" بين المقاومة الفلسطينية وممثلي جيش الاحتلال الإسرائيلي، السعي إلى التوصل إلى نتائج إيجابية بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة.

وقالت قناة "CBS News" الأمريكية، نقلا عن مسؤول كبير في المقاومة الفلسطينية، إن المفاوضات التي تجري في القاهرة عبر وسطاء مصريين، انتهت دون نتائج، إلا أنها ستعقد جولة جديدة اليوم الأحد من أجل تحقيق نتائج مبشرة لوقف إطلاق النار.

من جهتها قالت شبكة "CNN" الإخبارية الأمريكية نقلا عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين قولهم إن أي اتفاق محتمل حول إطار عمل من شأنه أن يقترن بوقف إطلاق نار مؤقت وإطلاق سراح الرهائن في غزة، ومن المرجح أن تتبعه مفاوضات متواصلة حول التفاصيل الدقيقة للصفقة.

ولفتت إلى أنه من المتوقع أن يستغرق التوصل إلى اتفاق نهائي بين الطرفين عدة أيام أخرى للتفاوض، وقد أحرز المفاوضون تقدما في الجوانب الفنية للصفقة المحتملة، لكن مصدرين إسرائيليين قالا إن الأمر قد يستغرق أسبوعًا لإتمام الصفقة نفسها.

وردّد مسؤول أمريكي هذه النقطة، قائلا إنه حتى لو قبلت المقاومة الفلسطينية الاتفاق كما هو مقترح، فسيستغرق الأمر عدة أيام أخرى للتوصل إلى بعض التفاصيل التي ستؤدي في النهاية إلى هدنة. وقد تكون تلك المناقشات صعبة وممتدة أيضا.

ويواصل المسؤولون الأمريكيون النظر إلى المحادثات بتفاؤل حذر، ويتحدثون عن التقدم المحرز، ولكنهم ما زالوا يدركون أن الجهود السابقة قد انهارت في اللحظة الأخيرة.

وتظاهر آلاف الإسرائيليين مطالبين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بقبول اتفاق لوقف إطلاق النار مع المقاومة الإسلامية الفلسطينية يشمل إعادة الرهائن الإسرائيليين المتبقين من غزة.

وفي تجمع حاشد في تل أبيب، بالتزامن مع اجتماع مسؤولين من حماس مع وسطاء بالقاهرة، قال أقارب وأنصار أكثر من 130 رهينة ما زالوا في غزة إنه يجب فعل كل ما هو ممكن لإعادتهم إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وتجدّدت الاحتجاجات الأسبوعية ضد حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في تل أبيب ومدن فلسطينية محتلة، حيث جرت المطالبة بإجراء انتخابات مُبكرة، وإبرام صفقة لتبادل الأسرى مع حركة "حماس".

واتهم أهالي الأسرى الإسرائيليين، نتنياهو بالمماطلة وبأنه ينسف الاحتمال الوحيد الذي يمكنه إنقاذ ذويهم، مُشيرين إلى أن الشعب الإسرائيلي يريد الأسرى أحياء ويوافق على دفع الثمن، لكن نتنياهو يفضل التحالف مع الوزيرين اليمينيين المتطرفين بن غفير وسموتريتش. وقال أهالي الأسرى إنه إذا كان ثمن استعادة الأسرى هو وقف الحرب، فيجب وقفها فورا.

من جانبه، قال زعيم المعارضة، يائير لابيد، في مُظاهرة في تل أبيب حسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل: "لا يوجد شيء اسمه انتصار دون صفقة وعودة الأسرى، وبدلا من كل الرسائل السخيفة تحت مسمى (مصدر سياسي)، على نتنياهو أن يرسل الفريق المفاوض ويقول لهم ألا يعودوا من دون صفقة وعودة الأسرى".

وأضاف "حزبنا (ييش عتيد) وعد، وسينفذ وعده بأن يوفر (شبكة أمان) كاملة للحكومة من أجل إتمام الصفقة".

وفي قيسارية، مقابل منزل نتنياهو، تظاهر مئات الأشخاص وطالبوا بإجراء انتخابات مبكرة، كما تظاهر الآلاف في مدن بئر السبع ونتانيا ورعنانا ضد حكومة نتنياهو وللمطالبة بإبرام صفقة لتبادل الأسرى.

وفي سياق الاحتجاجات ألقت الشرطة الأمريكية القبض على حوالي 50 شخصا، من بينهم بعض الطلاب، في معهد "شيكاغو للفنون"، طبقا لما ذكره متحدث باسم المعهد.

وأضاف المتحدث في بيان "اليوم، بدأت مجموعة من الأفراد، من بينهم بعض طلاب معهد شيكاغو للفنون، احتجاجا في حديقة "نورث جاردن" التابعة لمعهد الفنون، وتستمر الاحتجاجات، التي تطالب الكليات والجامعات الأمريكية بسحب أموالها من العمليات العسكرية والحكومية الإسرائيلية في غزة، أو الشركات التي يرى المتظاهرون أنها تستفيد منها، في الانتشار في حرم الجامعات بمختلف أنحاء أمريكا، بما في ذلك جامعات "ييل" و"نيويورك و"هارفارد" ومعهد "ماساتشوستس" للتكنولوجيا وغيرها.

ورفضت بعض الجامعات سحب استثماراتها، بينما قالت جامعات أخرى أنها ستجري محادثات مع الطلاب المتظاهرين، بشأن مخاوف الاستثمار، بينما تحاول قمع احتجاجات واسعة النطاق.

ولدى الكثير من الجامعات، تاريخ طويل من سحب الاستثمارات، في شركات لها صلات بقضايا سياسية ساخنة أو تدعمها، بطريقة أخرى، مثل الإبادة الجماعية والفصل العنصري وغير ذلك من الممارسات.

ونفذت الشرطة الأمريكية عمليات كبرى خلال الأيام الأخيرة لإخلاء مخيمات احتجاج مؤيدة للفلسطينيين، منها مبنى يشغله طلاب في جامعة كولومبيا بنيويورك.

في السياق ذاته شارك عدة مئات من الأشخاص في مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في جامعة لوزان بسويسرا وأفادت وكالة الأنباء السويسرية كيستون آس دي أي، بأن المتظاهرين كانوا يؤيدون مجموعة من الطلبة الذين يحتلون مدخل مبنى الجامعة منذ يوم الخميس.

ويدعو الطلاب إلى المقاطعة الأكاديمية لدولة الاحتلال الإسرائيلي ووقف إطلاق نار فوري في قطاع غزة. وركزت إدارة الجامعة حتى الآن على الحوار مع الطلبة، ومن المقرر عقد اجتماع جديد بين المتظاهرين وإدارة الجامعة غدا الاثنين.

وفي الشأن الفلسطيني قصفت طائرات قوات الاحتلال الإسرائيلي الحربية، والمدفعية، منازل الفلسطينيين، ومناطق زراعية في قطاع غزة.

وأفادت مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال الحربية استهدفت أرضا زراعية جنوب مدينة رفح، بالتزامن مع إطلاق قنابل حرارية بكثافة فوق مدينتي رفح وخان يونس جنوب قطاع غزة.

وأضافت أن طائرات الاحتلال الحربية قصفت منزلا من أربعة طوابق في حي المنارة بمدينة خان يونس، وتدميره بشكل كامل.

وقصفت مدفعية الاحتلال منطقة المغراقة، ومخيم النصيرات، وشمال وشرق مخيم المغازي وسط قطاع غزة.

كما استهدفت مدفعية الاحتلال حي الزيتون شرق مدينة غزة. وكانت بلدية النصيرات أعلنت أن القصف الإسرائيلي أدى إلى تدمير 12 بئر مياه ومحطتي تحلية وآلاف الأمتار من شبكات المياه، وتدمير نحو 27 ألف متر مربع من الطرق الرئيسية والفرعية، إضافة إلى 5 ميادين وتقاطعات رئيسة.

وفي حصيلة غير نهائية، ارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 إلى 34654 شهيدا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، والإصابات إلى 77908 مصابين في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.

ويتواصل العدوان الإسرائيلي غير المسبوق على قطاع غزة بحرًا وبرًّا وجوًّا منذ السابع من أكتوبر الماضي، متسببًا بكارثة إنسانية داخل القطاع يجسدها عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين، والدمار الهائل في البنى الأساسية والمرافق الحيوية.

وحذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ( الأوتشا ) من أن أي عملية عسكرية برية إسرائيلية في رفح قد تؤدي إلى مذبحة وستشل العمل الإنساني المنقذ للحياة في جميع أنحاء قطاع غزة.

وأكد المتحدث باسم الأوتشا يانس لاركيه في مؤتمر صحفي في جنيف أن أي عملية برية ستؤدي إلى المزيد من المعاناة والموت بين السكان المدنيين والنازحين، الذين يبلغ عددهم 1.2 مليون فلسطيني في المنطقة المستهدفة.

وأشار لاركيه إلى أهمية مدينة رفح كمركز للعمليات الإنسانية في غزة، حيث تخزن فيها العديد من منظمات الإغاثة الإمدادات الضرورية للمدنيين.

من جانبها أعدّت منظمة الصحة العالمية خطط طوارئ لمواجهة أي توغّل عسكري محتمل، مع التأكيد على أن هذه الخطط لن تكون كافية لمنع تفاقم الكارثة الإنسانية، وحذرت المنظمة من ارتفاع حاد في حالات النزوح وانخفاض في إمكانية الوصول إلى الغذاء والمياه والرعاية الصحية في ظلّ تدهور الوضع الصحي والأمني.

وأكدت المنظمة أن نظام الرعاية الصحية في غزة مهدّد بالانهيار في حال وقوع عملية عسكرية برية، مما يتسبب في كارثة إنسانية خطيرة.