الاستثمارالحقيقي له شروط وقاعد وجوانب إيجابية تعود على اقتصاد البلد بالنفع والفائدة والكثير من دول العالم تشجع على الاستثمار المحلي و الاجنبي الذي يجلب معه روؤس الاموال والخبرات والتكنولوجيا التي تطور من الصناعة وتجود من الخدمات ، وتخلق من فرص العمل ، وتتسابق االشركات العالمية المتخصصة على استقطاب المستثمرين الاستراتيجيين الذين يضيفون قيمة مضافة الى المؤسسة والى الاقتصاد الوطني واذا توفرت هذه المزايا في أي مؤسسة أو فرد فنستطيع القول إن ذلك هو الاستثمار الحقيقي .
أما ما نره في بلادنا حاليا من بعض من يطلقوا على أنفسهم مستثمرين يمكن أن نسميهم مستثمرين على الورق وتكملة عدد فبعضهم قام بإستغلال التسهيلات المقدمة للمستثمرالأجنبي وعلى سبيل المثال عامل صغير لا يمكلك شي من المال وليس لديه خبرة ولا دراية بالإستثمار يتحول بين يوم وليلة الى مستثمر واخر يقدم الى السلطنة بصفته مستثمر وهو ولا يملك ريال ،ونصادف احيانا في الاماكن العامة اشخاص من جنسيات عربية وأسيوية يبحثون عن وظيفة بعضهم يطلب منك مساعدته في الحصول على وظيفة ولم بسيطه وعندما تسأله عن طريقة دخوله الى السلطنة يقول لك بأنه دخل إما بتأشيرة سياحية او كونه مستثمر.
قصص كثيرة نسمعها من هنا وهناك عن اشخاص دخلوا الى البلاد بصفتهم مستثمرين واصبحوا ينافسوا العماني في كل شي حتى في لقمة العيش ، ولاحظنا خلال الفترة الاخيرة كثرة السرقات والجرائم المختلفة والتي يكون سببها وجود مثل هولاء الاشخاص الذين قدموا من اجل البحث عن عمل تحت عباءة الاستثمار ، وهم لا يعرفون عن الاستثمار الا الاسم ، فقط هدفهم الحصول على الاقامة ومن ثم البحث عن عمل ، السؤال الذي يطرح نفسه الى متى يستمر الوضع هكذا ؟؟ في الوقت الذي يوجد لدينا اكثر من 100 الف باحث عن العمل بعضهم مضى على تخرجه من الدراسة اكثر من خمس سنوات..
لابد من وضع ضوابط وشروط مشددة للحصول على تصريح لزيارة السلطنة كمسثمر أو سائح وهذا ليس صعبا ابدا فمن اهم تلك الشروط هو الملائة المالية لهذا للشخص الراغب في دخول السلطنة كمسثمر وخبرته في المجال الذي يرغب الاستثمار فيه مع تقديم ضمانات تضمن قيامه بتنفيذ المشروع الذي يرغب في اقامته واعطاءه مهلة لا تتجاوزعامين مع المتابعة المستمرة ، البعض أيضا أستغل التأشيرة السياحية السهلة لدخول السلطنة ليس من اجل السياحة بل وصل الامر الى أن البعض يعرض بيع تأشيرات سياحية وتأشيرة مستثمر عبر وسائل التواصل الاجتماعي في وضح النهار وبمبالغ زهيدة .
وفي الوقت الذي كان ينبغي ان يكون المسثمر يحقق قيمة مضافة الى البلد نراه اصبح يشكل عبء على الاجهزة الامنية حيث كثرت السرقات وتجارة المخدرات والدعارة وغيرها من الاعمال الا اخلاقية والمنافية للعادات والتقاليد والقيم الاسلامية الحنيفة ، ناهيك عن ما يترتب على وجودهمم من خللا في التركيبة السكانية للسلطنة.