المعارض الخارجية ليست ترفا

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٠٨/أكتوبر/٢٠١٧ ٠١:٥١ ص
المعارض الخارجية ليست ترفا

علي بن راشد المطاعني

في الوقت الذي تبذل فيه الحكومة الجهود لإقامة معارض للمنتجات العُمانية في دول العالم، سعيا منها للتعريف بهذه المنتجات وتعزيزها في الأسواق الخارجية، والإسهام في إيجاد شراكات مع الشركات النظيرة لها في دول العالم، إلا أن استجابة بعض الشركات لهذه الجهود ليست بالمستوى الكافي، الأمر الذي يدعو إلى تكاتف الجهود وتضافرها في هذا الشأن وغيره لما يمثله من أهمية كبيرة في تسويق المنتجات العُمانية وإيجاد أسواق خارجية لها.

إن الجهود التي تبذلها اللجنة الوطنية للمنتجات الوطنية (أوابكس) المشكلة من وزارة التجارة والصناعة، والهيئة العامة لترويج للاستثمار وتنمية الصادرات، والمؤسسة العامة للمناطق الصناعية وغرفة تجارة وصناعة عُمان من جهود في تبني المنتجات الوٍطنية والتعريف بها عبر معارض في الدول الشقيقة والصديقة نحسبه جهدا يستحق الإشادة والتقدير.
المعارض بشكل عام لا يجب أن يُنظر إليها من زاوية حادة، إذ إن الزاوية المنفرجة هي الأنسب دوما لقياس جدوى المعارض ذات المردود الاقتصادي والاستثماري، فهي تهدف إضافة للهدف الأول للتعريف بالشعوب والأمم وتقديم فكرة عن الأبعاد التاريخية والحضارية والسياحية للبلاد، فليست كل مشاركة مشروطة بالحصول على أعمال Business فقط، فهي تعرف ببلادنا ونهضتها الاقتصادية ومجالات الاستثمار فيها في جميع المجالات، فهي بالتالي تجذب رؤوس الأموال لتصب في خانة تنويع مصادر الدخل، وهو هدف نسعى جميعا لتحقيقه في ظل الأزمات التي تعايشها المنطقة والمصاحبة لتأرجح أسعار النفط، هذه الأهداف عالية المستوى نتمنى أن تغدو راسخة تماما لدى كل رجال الأعمال بالسلطنة، ونحن على ثقة من إنهم سيفعلون فوطنيتهم لا مزايدة عليها.
إن الشركات العُمانية العاملة في القطاع الصناعي والاتصالات والنفط والغاز والزراعة هي الأحق بالاستفادة من هذه السوانح للتعريف بنفسها في الدول الشقيقة والصديقة وتمكنها من دخول أسواق تلك الدول ومن أوسع الأبواب وعبر مشاركات عالية المستوى.
إذن فهذه المعارض تعد أداة ولا أروع للولوج إلى الأسواق البعيدة، وتروم الجهات الرسمية من إقامتها تقديم خدمات متميزة للشركات العُمانية على اختلاف أنشطتها ومنتجاتها، لتبقى الكرة من بعد ذلك في ملعب الشركات نفسها لترينا كيف ستتصرف في هذه الكره الملقاة على ملاعبها العشبية الجميلة، هل ترى ستغض الطرف عنها، أم إنها ستسددها مباشرة باتجاه المرمى الخالي لتسجل أهدافا سهلة يحقق لها وللوطن الانتصار الاقتصادي المنتظر والمأمول.
إن العمل على بناء وإيجاد قواعد تصدير واكتشاف مجاهل أسواق خارجية ليست بالأمر السهل كما يعتقد البعض، فالمنافسة محتدمة وقاسية بين جميع الدول في هذا المجال الذي لا رحمة فيه، ولا مكان فيه لأنصاف الحلول، وبالتالي لا يجب الاتكال على الوافدين أو ترك الأمر للرياح وللصدف لتسوقنا إلى حيث تشاء.
إننا نقدر ونثمن عاليا الجهود المبذولة من قبل الجهات المختصة لتفعيل هذا الأمر لنأمل من القطاع الخاص التفاعل بإيجابية مع هذه الجهود، وذلك لما فيه مصلحة الوطن والمواطن على حد سواء.