الشبيبة - العمانية
بلغ عدد المحميات الطبيعية في سلطنة عُمان 30 محمية طبيعية بعد إصدار المرسوم السلطاني السامي بإنشاء 3 محميات طبيعية جديدة وهي: محمية الجبل الغربي، ومحمية الظاهرة الطبيعية، ومحمية واحة البريمي الطبيعية.
وأكدت هيئة البيئة أن هذه المراسيم تمنح المحميات الطبيعية اهتمامًا كبيرًا لحماية الحياة الفطرية الحيوانية والنباتية المهددة بالانقراض، والحفاظ على مكوناتها وتنوع تضاريسها وتشكيلاتها الجيولوجية الثرية سواء البرية منها أو البحرية مشكلة توازنا طبيعيا للمنطقة وحماية للمعالم الطبيعية التي بدأت تدريجيًا في الاندثار، كما تعزز السياحة البيئية.
وتقع محمية الجبل الغربي الطبيعية في شمال سلطنة عُمان بين محافظتي شمال الباطنة والبريمي، وهي عبارة عن سلسلة جبلية ممتدة يفصلها من الجنوب وادي الجزي ومن الشمال وادي رجمي، وتبلغ مساحتها قرابة 485 كم2.
وتتميز المحمية بتنوع أحيائي واسع، حيث رصد فيها 58 نوعًا نباتيا منها الشوع والعسبق والحبن والهندبوب، و5 أنواع من الثديات حيث أثبتت الدراسات الميدانية البيئية وجود الوعل العربي (الطهر)، وأنواع متعددة من الزواحف، بالإضافة إلى تسجيل 13 نوعًا من الطيور المهاجرة والمستوطنة منها الحجل الرملي وحمام الجبل.
وأما محمية الظاهرة الطبيعية فتقع في محافظة الظاهرة وتحديدًا ضمن السلسلة الجبلية الممتدة من جنوب وادي الفتح بولاية ينقل وحتى منطقة المازم شمال غرب ولاية عبري، حيث تعتبر منطقة المازم من المواقع الهامة لطائر الحبارى أثناء هجرته في موسم الشتاء، وتبلغ مساحة المحمية أكثر من 860 كم2.وتمتاز المحمية بوجود السلسلة الجبلية التي تقطعها بعض الأودية الرئيسية بالمحافظة والتي تتجه إلى الجنوب الغربي لتصب في صحراء الربع الخالي.
وأشارت هيئة البيئة إلى أن المسوحات الميدانية أثبتت تسجيل أكثر من 70 نوعًا من النباتات البرية، أبرزها الغاف والراك والسلم والسدر، وأنواع من الثديات الكبيرة فقد رصد الوعل العربي (الطهر) والغزال العربي والوشق والثعلب الجبلي والأرنب البري والقط البري، كما تم تسجيل 17 نوعًا من الطيور البرية، بالإضافة إلى انتشار الضب العُماني بشكل ملحوظ.
أما محمية واحة البريمي الطبيعية فتقع في 3 محافظات وهي: محافظة البريمي، ومحافظة شمال الباطنة، ومحافظة الظاهرة، وبالتحديد ضمن السلسة الجبلية من شمال الشوعية بولاية عبري بمحافظة الظاهرة تحدها قرية العقير بولاية صحم بمحافظة شمال الباطنة من جهة الشرق وقريتي الخد وخضراء المكاتيم بولاية صحار بمحافظة شمال الباطنة من جهة الشمال وحتى وادي صاع بولاية البريمي بمحافظة البريمي من الشمال الغربي.
وتضم المحمية أنظمة بيئية مختلفة وتنوعا أحيائيا حيوانيا ونباتيا غنيا، فقد تم تسجيل 80 نوعًا من النباتات، و17 نوعًا من الطيور، ورصد بعض أنواع الزواحف، بالإضافة لرصد الوعل العربي (الطهر) والغزال العربي والوشق والثعلب الجبلي والثعلب الأحمر. كما يطلق السكان المحليون على هذه المنطقة بحصن الوعل نظراً لوعورتها وارتفاعها وتضم في جنباتها مجموعة هامة من الوعل العربي المهدد بشدة لخطر الانقراض.
وقال المهندس سليمان بن ناصر الأخزمي مدير عام صون الطبيعة بهيئة البيئة إن هيئة البيئة بصدد التحضير لإصدارها النهائي من صياغة المسودة النهائية لاستراتيجية المحميات الطبيعية التي تتضمن اعتماد سلسلة من السياسات الشاملة للمحميات الطبيعية، وذلك بالتنسيق مع شركاء يمثلون مجموعة من القطاعات الحكومية الفاعلة في مجال التنمية.
وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية أن استراتيجية المحميات الطبيعية تتضمن عدة محاور، أهمها السياسات العامة لإنشاء المحميات الطبيعية وكيفية إنشاء المحميات الطبيعية وكيفية إدارة المحميات الطبيعية وكيفية تقييم فاعلية إدارة المحميات الطبيعية وأهم المعلومات الخاصة بالمحميات المعلنة والمقترحة، بالإضافة إلى المؤشرات البيئية التي تخص المحميات والمستهدفات بحسب المذكور في استراتيجية عُمان للبيئة.
وبيّن أن الهيئة تعمل حاليًّا على توسيع شبكة المحميات، مع إتمام الأعمال الميدانية والاتفاق على التحسينات النهائية لبعض التفاصيل الفنية، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن يصل العدد الإجمالي للمحميات الطبيعية المُعلن عنها خلال هذا العام إلى 6 محميات.
وأشار إلى أن صدور المراسيم السلطانية السامية رقم 23 و24 و25/ 2024 للمحميات الثلاث الجديدة سيكون موقعها في محافظات لم تحظَ بوجود محميات طبيعية سابقًا؛ ما سيعزز من حماية عناصر مهمة من التراث الطبيعي لسلطنة عُمان، موضحًا أن المواقع ذات أهمية حيوية وتعزز جهود الصَون.
وفيما يتعلق بتعزيز السياحة البيئية في المحميات الطبيعية أوضح أنه سيتم طرح 7 من الفرص الاستثمارية للعام الجار، تتضمن تطوير بعض المحميات الطبيعية، مضيفًا أن الهيئة تقوم بالعديد من البرامج والحملات التوعوية المستمرة من أجل حماية وصون البيئة ومواردها الطبيعية، لافتًا إلى أن الهيئة طرحت مجموعة من الفرص الاستثمارية في المحميات الطبيعية بمختلف المحافظات للقطاع الخاص منذ نهاية العام الماضي، وهي: محمية الحجر الغربي لأضواء النجوم، ومحمية الجبل الأخضر للمناظر الطبيعية، ومحمية الأراضي الرطبة بمحافظة الوسطى، ومحمية خور طاقة، ومحمية خور المغسيل، ومحمية خور الدهاريز، ومحمية خور القرم الكبير، مشيرًا إلى أن هناك (3) فرص في مراحلها النهائية للتوقيع.
وقال إن المحميات الطبيعية تمثل أهمية كبيرة للبشرية ولكوكب الأرض، وتشمل قيمها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية العديد من الجوانب، فالقيم الاقتصادية تتمثل في توفير مساحة لأنشطة السياحة والترفيه ومصادر وفيرة للموارد الطبيعية والخدمات البيئية المعنية بجودة الهواء والماء والحد من تآكل الشواطئ والتغيير المناخي وغيرها.
أما القيم الاجتماعية فإن المحمية توفر فرصًا للتعليم والبحث البيئي ومتنفسًا يساهم في تعزيز الصحة والرفاهية، إضافة إلى المحافظة على الهوية الوطنية والإرث الطبيعي، والقيم الثقافية التي تتمثل في الممارسات المتعلقة بإدارة الأرض والموارد الطبيعية وكذلك توفير بيئة ملهمة للمبدعين من الكُتّاب والشعراء والفنانين عبر مختلف الأزمنة.
وحول الآلية التي تعمل عليها هيئة البيئة في إدارة النفايات المشعة، وإجراءات الحد أو التقليل من التعرض لها قالت الدكتورة ثريا بنت سعيد السريرية المديرة العامة المساعدة لصون الطبيعة بهيئة البيئة إن الهيئة أصدرت لائحة الوقاية الإشعاعية وأمن وأمان مصادر الأشعة والمواد النووية بالقرار الإداري رقم 79 /2023 وتحتوي على فصل خاص بالنفايات المشعة، كما أصدرت دليلًا استرشاديًّا حول اشتراطات الإدارة السليمة للنفايات المشعة طبيعية المنشأ والنفايات المحتوية عليها، ويحتوي على أحكام ومواد تنظم الإدارة والرقابة على النفايات المشعة في مختلف القطاعات.
وتابعت: إن الهيئة تقوم بزيارات رقابية للشركات لمتابعة مدى التزامها بالقوانين والاشتراطات الفنية المطلوبة، من خلال أخذ عينات من التربة ليتم فحصها والتأكد من خلوها من أي ملوثات إشعاعية، كما تقوم الشركات بتسليم تقارير الالتزام البيئي كل 6 أشهر ليتم دراستها وتحليلها من قبل المختصين لدى الهيئة.
وذكرت في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية أن لدى الهيئة محطات لنظام الإنذار المبكر للرصد الإشعاعي موزعة على مختلف محافظات سلطنة عُمان والتي ترصد الملوثات الإشعاعية العابرة للحدود والمحلية، كما أن للهيئة برنامجًا سنويًّا للرصد البيئي الإشعاعي يقوم بأخذ عينات من التربة والمياه من مختلف المحافظات للتأكد من مستويات الإشعاع في الوسط البيئي.
وأضافت أن الهيئة تقوم بعقد العديد من الندوات وحلقات العمل التوعوية في مجال الوقاية الإشعاعية وأمن وأمان المصادر المشعة والتطبيقات النووية السلمية، إلى جانب المشاركة في الاجتماعات التي تعقدها الوكالة الدولية للطاقة الذرية للمختصين بالهيئة والشركات ذات العلاقة في مجال النفايات المشعة والمواد المشعة طبيعية المنشأ الناتجة من عمليات النفط والغاز التي تنظم بواسطة مكتب التقنية النووية السلمية بوزارة الخارجية.