لمحبي التخييم..قرار وزاري بمنع التخييم بمحمية جزر الديمانيات الطبيعية..والسبب؟

بلادنا الأحد ١٥/مايو/٢٠١٦ ١٨:٤٢ م
لمحبي التخييم..قرار وزاري بمنع التخييم بمحمية جزر الديمانيات الطبيعية..والسبب؟

أعلنت وزارة البيئة والشؤون المناخية منع نشاط التخييم والنزول في شواطئ محمية جزر الديمانيات الطبيعية أمام الزوار وذلك في الفترة من الأول من شهر مايو الجاري ولغاية نهاية شهر اكتوبر من هذا العام وذلك لحلول موسم تكاثر الطيور والسلاحف البحرية حيث يقتصر السماح التخييم على مدار العام لجزيرتين فقط هما : الجبل الكبير والجون.

وخلال الفترة الماضية استمرت المحمية بتنفيذ خطتها لاستقبال الزوار والغواصين، وتنفيذ بعض المشاريع الحيوية كإنشاء محطة لتحلية المياه ودراسة انشاء المشاريع التنموية في المحمية كمركز الزوار بالاضافة الى انشاء برج لمراقبة الطيور وتوفير مطوية تعريفية عن المحمية لتعزيز العلاقة بين الجمهور والطبيعة بالاضافة الى اصدار قصة توعوية باللغتين العربية والانجليزية لمزيد من التوعية والاهتمام تجاه حماية البيئة والمحافظة على الإرث الطبيعي.

وذكر المهندس/ سليمان بن ناصر الأخزمي – مدير عام صون الطبيعية ان عدد زوار محمية جزر الديمانيات الطبيعية خلال العام المنصرم بلغ اكثر من (7197) زائر حسب إحصائيات الوزارة ، وأشار الى أن الهدف من تلك الزيارات هو التعرف على المعالم البيئية سواء كانت برية أو بحرية، حيث تعتبر محمية جزر الديمانيات الطبيعية من أوائل المحميات الطبيعية المعلنة في السلطنة كمحمية طبيعية وذلك وفقا للمرسوم السلطاني السامي رقم (23/1996) ، وتعد هذه المحمية مخزونا استراتيجيا للسلطنة فيما يخص الكائنات البحرية والطيور، حيث يتم حماية الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض بالإضافة إلى المحافظة على التوازن البيئي الطبيعي، وتعزيز التنمية المستدامة للأجيال القادمة.

وأشار مدير عام صون الطبيعة بأن فئات الزائرين للمحمية تختلف وتتعدد أعمارها وجنسياتها ، وتتراوح أنواع الزيارات ما بين الزيارات العلمية والبحثية والزيارات الترفيهية ، وجميعها تلتقي في هدف مشترك يتمثل في التعرف على مناطق السلطنة ومعرفة مواردها الطبيعية ، وتعد هذه الجزر مناطق حماية آمنة ذات أهمية وطنية وإقليمية ، حيث تعشش فيها الطيور البحرية بكثافة عالية ، كما تتفرد الجزر باحتوائها على المواقع الملائمة لتعشيش طيور العقاب النساري والصقر السخامي ، بالإضافة إلى تواجد مجموعة كبيرة من سلاحف الشرفاف للتعشيش فيها ، كما تكثر فيها الشعاب المرجانية المتنوعة.
وذكر الأخزمي بأنه تم استخراج العديد من التصاريح لجهات ومؤسسات علمية لأغراض بحثية نذكر منها جمع عينات إحيائية لرصد التنوع الإحيائي وتركيب أجهزة التتبع عبر الأقمار الصناعية للسلاحف البحرية، وأيضا مشروع دراسة الصقر السخامي بالمحمية.

واضاف الأخزمي بان الوزارة قد نظمت حملة تنظيف شاملة للمحمية خلال نهاية الشهر الماضي لتنظيف المحمية من المخلفات والتي هدفت إلى نشر الوعي البيئي بين أوساط المجتمع ونشر ثقافة أهمية الحفاظ على البيئة العمانية، بالإضافة إلى تحقيق مشاركة القطاع المحلي في نشر ثقافة الحفاظ على بيئة عمان نظيفة وتشجيع روح المبادرة وتنمية القيم الإبداعية لتحقيق الريادة محليا وعالميا ولتهيئة شواطىء المحمية للكائنات البحرية خلال موسم التعشيش للسلاحف البحرية والطيور المهاجرة لمساراتها أثناء الخروج لوضع البيض. وقد تم إشراك الصيادين كفئة مستهدفة أولى ومرتادي المحمية من السياح وأفراد المجتمع المحلي وتوعيتهم بالآثار المترتبة جراء رمي المخلفات في البحر وعلى الشواطئ.

الجدير بالذكر أن محمية جزر الديمانيات الطبيعية تحتل مساحة (203) كيلومتر مربع من البحر وقاع البحر وتشمل تسع جزر وكذلك تشمل على الشعاب المرجانية والمياه الضحلة والتي تبعد بما يتراوح مابين (16-18) كيلومتر من الشاطئ الممتد من ولايتي السيب إلى بركاء.

واكد المهندس سليمان الاخزمي ان الهدف من إقامة محمية جزر الديمانيات الطبيعية هو الحفاظ على المحمية في وضعها الطبيعي وتقييد الاستغلال المفرط للثروات البحرية ، هذا بالإضافة إلى حماية المناطق ذات المناظر الطبيعية سواء كانت بحرية أو برية، وتنفيذ قاعدة معلوماتية للمحمية لسهولة بناء القرارات والأحكام ، وضمان تعشيش السلاحف البحرية والطيور، وتوفير حماية خاصة لمناطق الشعاب القيمة أو المعرضة للتهديد والقيام بنشاطات تتعلق بالبحث والمراقبة والتقييم بالتعاون مع المؤسسات العلمية الوطنية والعالمية ، بالاضافة إلى دور المجتمعات المحلية وضرورة التعاون معها وإشراكهم في اتخاذ القرارات لتعزيز المنافع الاقتصادية والثقافية.

كما أشار الأخزمي بأنه هناك رقابة مستمرة للموارد الطبيعية بالمحمية للحد من حالات العبث والتدهور، ورصد ومتابعة الموائل الطبيعية للأحياء الفطرية والحفاظ عليها من الاستخدام الجائر في ظل التنوع الفريد الذي تتميز به المحمية وذلك من خلال تواجد مشرفي المحميات ومراقبي الحياة الفطرية حيث تم إخضاعهم لدورات تدريبية مختلفة كدورات الغوص ودورة الضبطية القضائية وذلك من اجل القيام بالمسئوليات المناطة اليهم على اكمل وجه.