الشبيبة - العمانية
كشف علماء من جامعة ساينس ألرت الأسترالية عن أن زراعة الأشجار في الأماكن الخاطئة يمكن أن تزيد من ظاهرة الاحتباس الحراري، لذلك وضعوا خريطة جديدة تحدد أفضل المواقع لإعادة زراعة الغابات وتبريد الأرض.
وأفادت الدراسة الجديدة بأن إعادة زراعة الأشجار التي تمتص ثاني أكسيد الكربون، يمكن أن تقلل من انعكاس ضوء الشمس وبالتالي زيادة امتصاص الحرارة في الأرض بالرغم من كونها إحدى أدوات مكافحة تغيّر المناخ في العالم.
وقالت سوزان كوك باتون، المؤلفة المشاركة في الدراسة إنّ هناك بعض الأماكن التي تؤدي فيها إعادة زراعة الأشجار إلى نتائج سلبية مناخية صافية مبينةً أن العلماء قد توصوا إلى نتائج تظهر أن استعادة الغطاء الغابوي أدت إلى تغيرات في انعكاس ضوء الشمس وامتصاص الحرارة، لكنهم لم يكن لديهم الأدوات اللازمة لتفسير ذلك.
وباستخدام خرائط جديدة، تمكّن العلماء لأول مرة من النظر في تأثير التبريد الناجم عن الأشجار والاحترار الناجم عن انخفاض انعكاس الضوء الساطع "البياض" مما يوفّر الأدوات اللازمة لمساعدة صنّاع السياسات على تحديد أفضل الأماكن لتوجيه الموارد الشحيحة لتحقيق أقصى قدر من التأثير المناخي.
وأضافت: "هناك الكثير من الأماكن التي ما تزال فيها استعادة الغطاء الغابوي فكرة عظيمة لتغير المناخ، نحن نحاول فقط مساعدة الناس في العثور على تلك المواقع".
وعادة ما يكون معدل "البياض" أعلى في المناطق المتجمدة والجليدية والثلجية في العالم، إذ يعكس الثلج والجليد النظيف الشبيه بالمرآة مع مستويات عالية من "البياض" ما يصل إلى 90 بالمائة من طاقة الشمس وهو أحد عوامل التبريد الرئيسة للأرض، إلى جانب الأراضي والمحيطات التي تمتص الحرارة الزائدة وانبعاثات غازات الدفيئة التي تسبب الاحتباس الحراري.
وأظهرت هذه الدراسة أن العديد من الدول وعدت بزراعة مليارات الأشجار كحصن ضد ظاهرة الاحتباس الحراري، لكن ليست كل الجهود تؤتي ثمارها على نحو متساو لكوكب الأرض.
وتتميز البيئات الاستوائية الرطبة مثل حوض الأمازون والكونغو بتخزين عالٍ للكربون وتغيرات منخفضة في البياض، ما يجعلها مواقع مثالية لاستعادة الغطاء الغابوي.
وكشفت "باتون" عن أن زراعة الأشجار حتى في أفضل المواقع ربما كانت توفر تبريدا أقل بنسبة 20 بالمائة عما كان مقدرا عند أخذ التغييرات في مستوى "البياض" بعين الاعتبار.
وشددت على أن استعادة الغابات وإعادة زراعة الأشجار حققت فوائد كثيرة لا يمكن إنكارها للناس والكوكب، مثل دعم النظم البيئية وتوفير الهواء النظيف والمياه، إلا أنه لا يمكننا زرع الأشجار في كل مكان والأمر يتعلق بتحقيق أقصى استفادة من الإمكانات المتعلقة بسبل معالجة ظاهرة الاحتباس الحراري.
/العُمانية/
مصعب