
عزيزة راشد
وقفت والخوف بعينيها، تتأمل الطلاء المقلوب، قالت: لا حزن ولا أسى إنْ كان هذا هو المكتوب.
لم تكن تعلم أن يصل الانتقام إلى أن يتم بعثرة طلاء السيارة بأدوات حادة جعلت كل خرائط العالم ترسم على هيكلها، حتى إن كان مستوى الحقد قد وصل أوجه إلا أن الانتقام له أصول أيضاً وليس بطريقة إيذاء السيارة أو المال بشكل عام.
كانت جهود شرطة عُمان السلطانية مبهجة وعملها متقن، مما يخفف الصدمة على مَن تم الاعتداء على ممتلكاته. إن فريق شرطة عُمان السلطانية يستقبلك بكل عناية ويساعدك في إصلاح ما ارتكبته أيدي المخطئين، تشعر أنك مع أسرتك عندما تراهم يعملون بكل جهد من أجل أن يجعلوك راضياً مبتسماً وقد عادت إليك حقوقك، إنهم يقومون بأداء واجبهم ولكن بكل إنسانية ومحبة وإخلاص لهذا العمل وهذا ما ميّز شرطة عُمان السلطانية عن أي شرطة أخرى في العالم.
تتعدد الجرائم وطرق ارتكابها وأساليبها وأدواتها، إذ إن العالم يلقي بظلاله على عُمان مثلها مثل أي دولة في العالم فتسعد بتطوره وتقدمه وبسلبياته أيضاً والمتمثلة في الجرائم المرتكبة بكل أنواعها فلا يوجد مجتمع فاضل ولا مدينة فاضلة إلا في الجنة.
وتبقى لكل قانون ثغرة، ومن ضمن ثغرات القانون الجنائي التي لاحظتها أن الأحداث والذين تقل أعمارهم عن 18 سنة ولا يحملون بطاقة شخصية أو هوية معرِّفة لهم لا يوجد لهم سجل بصمات، لذا يستطيع هؤلاء أن يرتكبوا الجرائم بكل حرية دون أن يتم القبض عليهم لأنه لا يوجد دليل ضدهم وهو البصمات، مما يجعل الملف في النهاية يغلق مقيداً بمجهول!!
إن العالم يتطور تطوراً مخيفاً في مجال الإجرام، ويستهدف عالم الإجرام جيل الشباب خاصة، وعُمان تتكون من جيل فتي يشكّل ثلاثة أرباع المجتمع، مما يجعل هؤلاء الشباب هدفاً رئيسياً ومرمى لشبكات الإجرام خاصة الأحداث.
أنْ يرتكب الحدث والذي يقل سنه عن 18 سنة جريمة معيّنة وهو معفي من وجود سجل بصمات لهو ثغرة خطيرة في القانون الجنائي ومجال الجرائم، وهذه الثغرة ممكن أن تجعل الكثير من الجرائم تُقيَّد ضد مجهول، مما يجعلها تنتشر بسرعة وتجعل المجتمع غير آمن.
إن تطبيق نظام سجل البصمات لكل مواطن منذ ولادته هو الأمر الذي يجب أن تنتهجه السلطات في عُمان وذلك حمايةً للمجتمع من شرور النفس المتقلبة الآمرة بالسوء، ولتبقى سمعة عُمان للأبد بين دول العالم أنها بلد الأمن والأمان.