كتبت: بلقيس الحبسية
قدمت فرقة "مسرح الدن للثقافة والفن" يومي 25 و 26 فبراير الجاري العرض المسرحي المتوج بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون و الآداب في دورتها التاسعة عن فرع الفنون عام 2022.
وتم عرض المسرحية على مسرح كلية الدراسات المصرفية والمالية بولاية بوشر، مستقطباً عدداً من الفنانين العمانيين والخليجين و المهتمين بالعروض المسرحية المحلية.
وحمل العرض المسرحي الذي كان من إخراج و تأليف محمد بن خلفان الهنائي، قصة مستلهمة من واقع إحدى القصص الشعبية القديمة في ولاية سمائل بمحافظة الداخلية وتحديدا بقرية يقال أنها تسمى "هيل".
وقال عبد الحكيم بن سالم الصالحي ممثل مسرحي للشبيبة: في القصة الحقيقية تدور الاحداث حول فتاة تثأر لأبيها المزارع الذي انتقل للعيش في ولاية سمائل فتزوج منها و أنجب فتاة وبعد ذلك قُتل على يد جاره ولم يكن هناك من يأخذ بثأره سوى ابنته، إلا ان المسرحية اختلفت في الاسقاطات و طريقة السرد بحيث أن الزوجة هي من تثأر لزوجها، و أن المسرحية قد حملت إسقاطات للواقع العربي من ناحية مظاهر الجماعات الإرهابية رغم أنها في قرية صغيرة.
وأضاف الصالحي: البعض يواجهه صعوبه في أول الامر من فهم القصه و معنى دلالة الإسم الذي تعود تسميته الى إسم مُركب من جزئين و هما قرن و الذي يقصد به اسم المكان و الجارية الذي يعنى به الفتاة؛ و هذا يدل على مساحة الحرية في إختيار طريقة سرد القصة و إختيار الإسم بما يتقارب مع نوع المسرح النخبوي الذي تتضح فيه الجماليات على عكس المسرح الواقعي الذي يعكس الاحداث الواقعية للقصة.
وفي السياق نفسه قال مؤلف ومخرج المسرحية محمد بن خلفان الهنائي في تصريحات خاصة لـ"الشبيبة": مسرحية قرن الجارية هي مسرحية تتناص مع قصة قرن الجارية الواقعية، تلتقي معها في بعض الجوانب و تختلف عنها في أشياء عدة، هذا التناص يتمثل في عنوان المسرحية "قرن الجارية" و هو عنوان فني يعود لمكان الواقعة، هذا العنوان يفرض نفسه بشكل كبير، إضافة الى أن النص المُتخيل و العرض المسرحي لم يختلف كثيراً عن القصة الحقيقية لأن النص الفني يستخدم لو السحرية "ماذا لو حصل كذا" و هي معروفه في المسرح.
وأكد قائلا: :اختلف النص عن القصة و هذا الامر مطلوب لأنه ليس من مهام المسرح أن يؤرخ، المسرح مكان للفن، نحن نقلنا القصة بما يتناسب مع المسرح و بما يتناسب مع الفترة التي تم فيها كتابة النص.
بينما قالت أحدى ابطال العرض المسرحي أنغام علي "مؤدية دور غزالة" للشبيبة: دور غزالة يعتبر من الأدوار الرئيسية، نوعاً ما هي التي تدور حواليها أحداث القصة بحيث أنها يجب عليها إنقاذ المكان من خلال زواجها رئيس التنظيم الذي قتل زوجها، و أخوها كان ضمن التنظيم كذلك. لكن حتى نهاية العرض ظلت غزالة متمسكة بمبادئها حفاظاً للوعد الذي أعطته زوجها. بالنسبة لتناغم الادوار أثناء العرض كان جداً جميل و هذا انعكس على الخشبة أيضا بالنسبة لردود فعل الجمهور كانت جميلة خلال اليوم و الامس و هذا يدل على حبهم للدوار لاسيما دور "غزالة".
وأضافت عواطف بنت عاجب المشرفية مؤدية دور المعوبة "فن التعويب"، و هو فن عماني قديم معروف و كان يمثل ثيمة المسرحية بالكامل و يصاحب جميع المشاهد، يرمز هذا الفن الى الطابع العماني التقليدي الأصلي، و هو يعود لكلمات كانت ترددها النساء قديماً في القرى عند مزاولة عملية الاحططاب "جمع الحطب" كأحد اساليب الترفيه و الترويح على النفس.
أما محمود السبع مؤدي دور أحد أبطال المسرحية "جفّاف" فقال: كان لي شرف كبير أن أمثل أحد أدوار المسرحية الاساسية، لكون هذا العرض من أعظم العروض التي اشتغلت عليها، و لنا شرف فوزه بجائزة السلطان قابوس رحمه الله للآداب و الفنون، دوري فس المسرحية يتكلم عن شخصية جفّاف و هو دخيل على القرية، وقع في حُب "غزالة"، و هناك أيضا كان دور السبع الذي يمثل الشخص المستحوذ على القرية بنفوذه راغباً بامتلاك كل شيء في القرية، و هو ايضا واقع في حُب "غزالة" و لكن غزالة يبقى ولائها و إنتمائها و قربها لشخصية "جفّاف" الذي بادلته مشاعر الحُب، و لهذا الأمر قرر "السبع" أن ينتقم من "جفّاف" و يتخلص منه حتى تبقى له "غزالة" على طبق من ذَهب. إلا ان غزالة حاولت ان تثأر لزوجها بقتل "السبع"، و انتهت قصة العرض بأن الشخص الابكم في المسرحية و الذي كان مقرب من شخصية جفّاف، قرر ان ينتقم من الوضع المأساوي في هذه القرية من خلال تفجير القرية بما فيها.