زيـــادة وزن الحــــامــــــــل يترك بصمة «البـــــدانـــــة» على المولود

سامانثا أولسون- ترجمة: أحمد بدوي

استسلام الأم الحامل للإقبال النهم على تناول الطعام قد يؤدي إلى معاناة المولود لزيادة غير صحية في الوزن لسنوات. حيث أجرى باحثون من مركز «كايز برماننت» لبحوث الصحة Kaiser Permanente Center for Health Research دراسة للوقوف على تأثير زيادة وزن الأم أثناء الحمل على طفلها خلال السنوات الـ 10 الأولى من حياته، ونشرت الدراسة في مجلة صحة الأم والطفل Maternal and Child Health Journal.

وقالت د. تيريزا هيلير أستاذة الغدد الصماء وكبيرة الباحثين في المركز وقائدة الدراسة: عندما ترتفع مستويات السكر في الدم لدى الأم أثناء الحمل ويزيد وزنها بصورة مفرطة فإن ذلك على ما يبدو يؤدي إلى تغيير عملية التمثيل الغذائي للطفل وترك بصمة البدانة خلال مرحلة الطفولة.

وقالت هيلير: لسنا متأكدين بعد من الآلية الدقيقة لهذا التغيير، ولكن يبدو أن الطفل يتهيأ مع بيئة السمنة سواء بسبب الجلوكوز (سكر الدم) أو الوزن الزائد.
وشملت الدراسة التي أجراها فريق هيلير 24 ألفا من الأمهات وامتد إطارها الزمني من وقت الحمل وخلال السنوات العشر الأولى من عمر الأطفال. وأظهرت أن الأمهات اللاتي زاد وزنهن بـ 20 كجم أو أكثر خلال الحمل زادت احتمالات إصابة أطفالهن بالبدانة بنسبة 15 في المئة مقارنة بالأمهات اللاتي زاد وزنهن أقل من 20 كجم، كما أن الأمهات اللاتي ارتفعت لديهن مستويات السكر في الدم خلال فترة الحمل زاد خطر تعرض أطفالهن للبدانة، في حين أن الأطفال الذين ولدوا لأمهات يعانين مرض السكري كانوا أكثر عرضة لخطر البدانة. ووجد الباحثون أنه حتى الرضع الذين كان وزنهم عند الولادة في الحدود الطبيعية ( من 2.5 إلى 4 كجم) كانوا أكثر عرضة لاكتساب وزن زائد والإصابة بالسمنة.
ولكن على الجانب الآخر ما هي حدود الزيادة الصحية لوزن الأم الحامل؟ وفقا لمجلة Parents فإن زيادة وزن الأم أمر جيد للطفل ولكن من المهم أن تكون الزيادة ببطء وثبات للحفاظ على الوزن ضمن النطاق الصحي. وفي الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل من المستحسن أن تكون الزيادة ما بين 1.5 إلى 2.5 كجم من خلال تناول 200 سعرة حرارية إضافية في اليوم، وفي الثلث الثاني من الحمل تكون الزيادة بمعدل نصف كجم في الأسبوع بمجموع من 6 إلى 7 كجم من خلال تناول 400 سعرة حرارية إضافية في اليوم، وبحلول الثلث الأخير من فترة الحمل تكون الزيادة نصف كجم أسبوعيا ما مجموعه 5 إلى 7 كجم بتناول 300-500 سعرة حرارية إضافية في اليوم.

إلا أن التغييرات في زيادة الوزن تعتمد على وزن الأم قبل الحمل، فإذا كان وزن المرأة صحي قبل الحمل تكون الزيادة الصحية ما بين 12 إلى 16 كجم حسب الوزن قبل الحمل، في حين إذا كان وزنها أقل من المعدلات الصحية من الضروري أن يزيد وزنها ما بين 13 إلى 18 كجم للحفاظ على الطفل في صحة جيدة، أما إذا كانت الأم تعاني السمنة قبل الحمل فإن قصر الزيادة على 5 إلى 9 كجم يساعد في الحفاظ على سلامة الحمل.
تقول هيلير: لا يمكننا الانتظار حتى ولادة الطفل لتحديد ومعالجة انعكاس ذلك وتأثيره على تعرض الأطفال للسمنة، وهناك حاجة إلى التدخل أثناء الحمل لمساعدة الأم في تبني تغييرات غذائية وفي أسلوب الحياة والتي من شأنها أن تؤدي إلى اكتساب وزن صحي والمحافظة على مستوى صحي للسكر في الدم ومن ثم الصحة الجيدة للأطفال.
عن «ميديكال ديلي».