غزة – علاء المشهراوي
مع كل طعنة سكين، أو انفجار، أو مواجهة، يعيد الاحتلال حساباته، فبرغم كل إجراءاته الأمنية، وبطشهِ، إلا أن الشعب الفلسطيني لم يسلم لهُ بانتهاء المعركة، وفي ذكرى النكبة، جاء عملية تفجير العبوة على حاجز حزما في القدس المحتلة، لتجدد مخاوف الاحتلال، الذي ينظر إلى هذه العملية بعين أمنية خلصت إلى استنتاجات مرعبة حول تطور أداء المقاومة وتنوع أساليبها.
وبحسب الحصاد الأخير؛ فقد شهد الأسبوع الفائت من انتفاضة القدس، إصابة 16 إسرائيليًا 2 منهم في عملية طعن بالقدس و3 جنود في عملية التفجير قرب بلدة حزما، وهما العمليتان اللتين جرتا خلال الأسبوع، بينما اعتقلت قوات الاحتلال شابًا وفتاةً جراء محاولتهما تنفيذ عملية طعن.
وتم خلال الأسبوع المذكور إحصاء 78 مواجهة في مختلف مناطق الأراضي الفلسطينية، تخللها إلقاء العديد من الزجاجات الحارقة، كما أصيب على إثرها العشرات من المواطنين بالرصاص الحي والمطاطي والغاز المسيل للدموع.
وفي الأثناء؛ كتب موقع "ديبكا" الاستخباراتي تحت عنوان "ليس ذئبا منفردا" تحليلاً لمشهد ما حدث على حاجز حزما في القدس المحتلة، وهو ما تابعه قسم الترجمة والرصد في "المركز الفلسطيني للإعلام".
وذكر الموقع أنه عشية "الأعياد اليهودية" (استُدعي مقاتلو الجبهة الداخلية، للتعامل مع جسم مشبوه عند نقطة تفتيش بلدة حزما بالقرب من مستوطنة "جفعات زئيف" شمال القدس، وأصيب 3 جنود أحدهم ضابط حالته خطرة.
وأضاف الموقع "اشتمل الجسم المشبوه على 4 أنابيب معدنية مليئة بالمسامير والبراغي، وكانت هناك 5 متفجرات أخرى في المكان، وبعضها مُعدٌّ بطريقة مفخخة مربوطة ببعضها على بالون غاز، لم تنفجر نتيجة لعطل فني، وبالتالي منع حدوث كارثة أكبر بكثير".
وبحسب التقديرات، على ما يبدو أن المقاومين وضعوا القنابل الأربع الأولى حتى تنفجر بجنود الحاجز والخمس الأخرى عندما تأتي قوة أخرى من الشرطة وحرس الحدود ورجال الاستخبارات ويتم تفجيرها.
وبحسب الموقع العبري فإن الاستخبارات الاسرائيلية كان لديها خمسة استنتاجات خطيرة للعملية: أولا: ليس عمل "ذئب منفرد"...عملية نقطة تفتيش حزما عملية "إرهابية معقدة"؛ تتطلب المعرفة النظرية في إعداد عبوات ناسفة تنفجر بطريقة متسلسلة، وتحتاج للخبرة العملية اللازمة لتجميع وإعداد المواد الخام، وعمل الأفخاخ وأسلوب تشتيت، ومن ثم الاختفاء بسرعة عن الأنظار، والانسحاب بهدوء، والاتصال بالمراقب بشكل مباشر أو غير مباشر، مع وسيط يشغل المتفجرات عن بعد بواسطة خلوي.
ثانيا: التحضير المسبق: إعداد هجوم بهذا الحجم يتطلب عدة أشهر من التحضير، و5 أشخاص عاملين على الأقل تحت السرية التامة، وثالثا: الأوامر ليست واضحة: يظهر مرة أخرى أن المبادئ التوجيهية التشغيلية غير واضحة ومتناقضة، أو لم تكن موجودة، خبراء المتفجرات لديهم سنوات طويلة من الخبرة والمعرفة ولديهم جميع الأدوات اللازمة، وطرق التعامل مع الأجهزة الإلكترونية والمتفجرات، ولديهم التدابير الوقائية الشخصية الشاملة، والعقدة هنا في قيادة منطقة القدس.
رابعا: مسؤولية القيادة: من المفترض أن يكون المقاتلون على اتصال مباشر مع اللاسلكي الثابت في غرفة العمليات؛ بحيث تتلقى من القوة أي إشارة وبدورها يتم إرسالها للقيادة، حيث يوجد ثلاثة ضباط يعملون معا في غرفة التوجيه العسكري من ذوي الخبرة. وأخيرا: الوعي في الأيام الحساسة: الهجوم الذي كاد أن يخلّف العديد من "الضحايا" في يوم ذكرى سقوط الجنود، وبمثل الأوقات الحساسة الأخرى المعروفة؛ هل تنجح المنظمات الفلسطينية في تنفيذ عمليات في ظل هذه الأجواء الحساسة المهمّة، فمن الواجب رفع حالة الحذر والوعي قبل حدوث أي عمل "إرهابي" (مقاوم)، وفي ظل غياب الإجراءات التشغيلية اللازمة يُمنع المقاتلون غير المهرة من إزالة القنابل وتحييد المتفجرات.
وتخلَص التقديرات إلى أن "الحظ السعيد هو من لعب في العملية لمنع وقوع المزيد من القتلى والجرحى".