الرياض - ش
يُستخدم مصطلح "المدن الذكية" للإشارة إلى الوجهات الحضرية المترابطة، حيث تشكل التكنولوجيا الأساس لتوفير مستويات رفيعة من المعيشة والعمل للجميع. وتعتبر المدن الذكية نموذجاً حديثاً للتخطيط الحضري، وتأتي دول الخليج العربي في صادرة الدول التي تعتمده، باعتباره فرصة لتحسين فعالية القطاعين العام والخاص، وتعزيز الفوائد الاقتصادية، وتحسين حياة المواطنين. ويتزايد التركيز العالمي حول إعادة النظر في تخطيط المدن وتسهيل الوصول إلى الخدمات الرئيسية، مثل الرعاية الصحية ونُظم النقل والتعليم. ووفقاً للأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة، ستضم المدن أكثر من 2.5 مليار شخص بحلول عام 2050، مما يجعل المدن الشاملة والآمنة والمستدامة أولوية على مستوى العالم. وتدمج الرؤى الوطنية في جميع أنحاء المنطقة المدن الذكية في خطط التنمية. وبدأت كل من قطر ودولة الإمارات والبحرين والمملكة العربية السعودية والكويت بالفعل بمسيرة التنمية الذكية، لتنضم إليها مؤخراً سلطنة عُمان من خلال رؤية 2040.
وتنسجم رؤية عُمان 2040 مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030، حيث تتعاون الدولتان في العديد من الاستثمارات في مجموعة واسعة من مجالات التنمية الاقتصادية والمجتمعية، بدءاً من الصحة ووصولاً إلى العقارات والخدمات اللوجستية والبتروكيمياويات. وستشكل الصناعات التحويلية والتكنولوجيا القوة الدافعة وراء الحركة التنموية.
ويسهم التزام دول الخليج تجاه تطوير المدن الذكية في تمكينها من الارتقاء بمستوى المعيشة لسكانها بالاستفادة من إنترنت الأشياء والحلول البرمجية وواجهات المستخدم وشبكات الاتصال والأتمتة وتحليلات البيانات والتعلم الآلي. ويشمل ذلك عدة مجالات، بدءاً من السيارات الآمنة ووصولاً إلى المنازل المترابطة، والتي صممت لتوفير الأمان والاستدامة، فضلاً عن الراحة.
وتتطلع دول المنطقة إلى توفير مدن مريحة وصحية للعيش والعمل والسياحة، تتوفر فيها إدارة ذكية لحركة المرور لتخفيف الازدحام، ووسائط نقل ذكية لخفض الانبعاثات الكربونية، مع إعطاء الأولوية للإدارة الفعالة للنفايات والصرف الصحي. ويبحث ليب 2024، المؤتمر التقني الأكثر حضوراً في العالم، في دورته الثالثة الإقبال المتسارع على تكنولوجيا المدن الذكية في جميع أنحاء المنطقة، والتي تُقام في مركز الرياض للمؤتمرات والمعارض بملهم من 4 حتى 7 مارس. ويتضمن المؤتمر منصة المدن الذكية كواحدة من 15 مساراً رئيسياً للمحتوى.
ويناقش الخبراء مواضيع متعلقة بأسس تخطيط المدن الذكية، بما في ذلك دور التوائم الرقمية في تمكين إدارة المدينة، بدءاً من التخطيط ووصولاً إلى تحسين استخدام الأراضي، وكيفية حماية البنى التحتية ضد التهديدات السيبرانية والأمنية، لا سيما أنها تصبح أكثر اتصالاً ببعضها. ويسلط عمالقة التكنولوجيا الضوء على الابتكار، كما تستكشف منصة المدن الذكية كيف يمكن للمناطق الحضرية الجديدة الاستفادة من التكنولوجيا مع المحافظة على "الطابع الإنساني" لهذه التجمعات العمرانية. وتناقش مجموعة من الخبراء موضوع المدن الذكية المتمحورة حول الإنسان، بمن فيهم بورجي إيكهولم، الرئيس التنفيذي لشركة إريكسون؛ ونيكولاس ديركس، رئيس أكاديمية نيويورك للعلوم؛ وإليزابيث آدامز، زميل منتسب ومستشار رئيسي سابق لأخلاقيات وثقافة الذكاء الاصطناعي، معهد ستانفورد للذكاء الاصطناعي المتمحور حول الإنسان.