قبل 68 عاماً, حلت على فلسطين وشعبها كارثة وطنية عرفت بنكبة عام 1948، والنكبة مصطلح يرمز إلى التهجير القسري الجماعي لأكثر من 750 ألف فلسطيني من بيوتهم وأراضيهم.وتمثلت النكبة في نجاح الحركة الصهيونية -بدعم من الانتداب البريطاني- في السيطرة بقوة السلاح على القسم الأكبر من فلسطين وإعلان دولة إسرائيل.
وترافق هذان الأمران مع اقتلاع الفلسطينيين من 20 مدينة ونحو 400 قرية, غدت أملاكها ومزارعها جزءًا من الدولة الجديدة.وخلال تلك الأحداث التي رافقها تدخل عسكري عربي لصالح الفلسطينيين وهدنتان, لقي 10 آلاف فلسطيني على الأقل مصرعهم في سلسلة مجازر وعمليات قتل ما زال معظمها مجهولاً, كما أصيب أكثر من 30 ألف آخرين بجروح وهجر 60% من سكان فلسطين أي نحو 750 ألفًا.
ويعتقد غالبية الناس أن النكبة بدأت عام 1948، إلا أنها في الحقيقة بدأت مع الغزو الفرنسي على العالم العربي عام 1799 حين نشر نابليون بونابرت بياناً يدعو فيه لإنشاء وطن لليهود في فلسطين تحت حماية فرنسية بهدف تعزيز الوجود الفرنسي بالمنطقة، لكن خطته لم تنجح آنذاك.وأعاد البريطانيون إحياء خطة بونابرت منذ عام 1897 حين دعا المؤتمر الصهيوني لإنشاء وطن لليهود في فلسطين، إذ بدأت بريطانيا في تنفيذ مخططها بعد تفكك الدولة العثمانية في أعقاب الحرب العالمية الأولى وقيام الانتداب البريطاني في فلسطين.
وفي عام 1917 أعلن "وعد بلفور" الدعم البريطاني لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، ومنذ ذلك الحين بدأ توافد الصهاينة إلى فلسطين بدعم بريطاني، فيما اشترى اليهود عدداً من الأراضي الفلسطينية لبناء مستوطناتهم، وأدى ذلك إلى تهجير 10 آلاف فلسطيني من أرضهم وبيوتهم.وأدت جهود المقاومة عام 1936 إلى قيام الثورة العربية ضد الاستعمار البريطاني والاستيطان اليهودي، لكن بريطانيا سحقت الثورة، وفي عام 1947 أقرت الأمم المتحدة خطة لتقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية، وشكل اليهود وقتها ثلث السكان.
وكان اليهود حتى ذلك التاريخ يسيطرون على مساحة أقل من 6% من دولة فلسطين التاريخية، إلا أن الأمم لمتحدة خصصت لهم 55% من المساحة وفق خطتها المقترحة، والتي قوبلت برفض فلسطيني وعربي شديدين فأطلق اليهود حملات مكثفة للاستيلاء على مزيد من أراضي فلسطين.ومع بداية عام 1948 سيطر الصهاينة على 20 مدينة ونحو 400 قرية برعاية بريطانية.وفي اليوم الذي انسحب فيه الانتداب البريطاني رسمياً من فلسطين (يوم 14 مايو/أيار 1948) أعلن المجلس اليهودي الصهيوني تأسيس دولة إسرائيل.
واعترفت أكبر قوتين في العالم آنذاك الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي بالدولة الجديدة، ودخلت الأمم المتحدة عام 1949 وتم انتخاب "ديفيد بن غوريون" أول رئيس وزراء لإسرائيل، ومنذ ذلك الحين توالت خطط الصهاينة لتهجير الفلسطينيين حتى أصبح الملايين منهم لاجئين حتى داخل أوطانهم.
وفي كل من الداخل والشتات، يحيي الفلسطينيون يوم 15 مايو/أيار من كل عام ذكرى النكبة بمسيرات احتجاجية وإقامة معارض تراثية تؤكد على حق العودة، وعلى ارتباطهم بأرضهم التي استولت عليها العصابات الصهيونية المسلحة عام 1948 وأقامت عليها ما بات يعرف بإسرائيل. ويحيي الفلسطينيون ذكرى النكبة هذا العام تحت شعار "يوم استقلالهم.. يوم نكبتنا" من خلال فعاليات تشمل فلسطينيي الداخل والصفة الغربية وغزة والشتات، فيما يحتفل الاحتلال الإسرائيلي بما أسموه عيد الاستقلال.
المصدر: الجزيرة مباشر