ترجمة - الشبيبة
أدلى أسرى ومعتقلون فلسطينيون بسجون الاحتلال الصهيوني في سجن جلبوع، بإفادات حول تعرضهم، منذ 7 أكتوبر الماضي، للهجوم والضرب والتعذيب والإهانة من قبل السجانين – فيما تتجاهل قيادة مصلحة السجون ذلك ولا تضع حدًا للاعتداءات.
وبحسب الأسرى الذين تعرضوا للاعتداء، منذ بداية الحرب بدأ السجانون بضربهم وتهديدهم بالعنف إذا لم يُقبلوا علم الكيان الصهيوني.
وقال تقرير لصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية التي تعتبر من الصحف اليسارية المعارضة لحكومة الاحتلال وفق ما رصدته وحدة الترجمة بـ"الشبيبة" فليس لهؤلاء الأسرى أي صلة بمعتقلي قوات النخبة، التابعة لحماس، كما أن بعضهم لم تتم إدانتهم بعد، ووصلت الإفادات إلى صحيفة "هآرتس" ومنظمات حقوق الإنسان، وحتى الآن لم يتم تلقي أي رد على الشكاوى.
وتذكر بعض الإفادات بما نشرته صحيفة "هآرتس"، عن إفادات أدلى بها معتقلون من سجن "مجدو" حول قيام السجنين بضرب المعتقلين الفلسطينيين والإسرائيليين المحتجزين في الأجنحة الأمنية، بشكل منهجي.
وقال أحد الأسرى، الذي تم تسريحه مؤخرا من سجن جلبوع، بعد أن أمضى ثلاث سنوات في السجن بتهم تتعلق بالسلاح: "تم وضع 11 سجيناً في زنزانة كانت تتسع عادة لثلث ذلك العدد، وكانوا يلقون الطعام على الأرض، وأحياناً يدوسونه بالأقدام، وكانوا في كل يوم يقومون – بحجة "التفتيش" – بضرب المعتقلين بعصي حديدية".
ووفقا للأسير الفلسطيني المحرر، "كان السجانون يأتون حاملين العلم الإسرائيلي، وكل من يرفض تقبيل العلم يتم ضربه. لم يهمهم إلا أن نقوم بتقبيله".
وأضاف السجين السابق أن أولئك الذين رفضوا التقبيل تعرضوا للضرب على جميع أنحاء الجسم، وأن السجانين طلبوا من السجناء الركوع على أربع وتقبيل العلم.
ويظهر وصف مماثل أيضًا في شهادة أخرى وصلت إلى مركز حماية الفرد وتم تسليمها مؤخرًا إلى المستشارة القانونية للحكومة، غالي بهراف ميارا. ووصف السجين الذي شهد أن السجانين دخلوا الزنزانة وضربوا النزلاء وأجبروهم على شتم أنفسهم والمشي على أربع وهم يحملون العلم الإسرائيلي على ظهورهم. وذكر أيضاً أن السجانين هددوا من لا يفعلوا ذلك بالضرب.
ووصف الأسير وليد دقة، المحكوم عليه بالسجن المؤبد بسبب ضلوعه في قتل الجندي موشيه تمام عام 1984، أن السجانين في سجن جلبوع اعتدوا عليه بطريقة مماثلة في مطلع نوفمبر.
ودقة، 62 عامًا، هو أحد السجناء الأمنيين القدامى في إسرائيل، وقد تم مؤخرًا رفض طلب إطلاق سراحه رغم مرضه الخطير. وعلى الرغم من مرضه، تم نقل دقة إلى سجن جلبوع أثناء الحرب. وكتب في الإفادة التي قدمها: "وصلت إلى جلبوع وهناك قام السجانون بتقييد يدي إلى الخلف وسحبوني ورأسي محني وبدأوا في ضربي وحاولوا إجباري على تقبيل العلم الإسرائيلي".
وبحسب قوله: "كان الضرب يستهدف منطقة البطن، وأثناء الضرب أمسكوا بوجهي، وكنت بدون بطانية ولا ملابس، وبالكاد كنا نحصل على ثلاث ملاعق أرز للشخص الواحد. وكانوا يضعون الملح على الخضار بكميات، مما جعلها غير صالحة للأكل، وبعد حوالي أسبوع، عندما تدهورت حالتي، تم نقلي إلى المستشفى".
وقال جميع السجناء الذين شهدوا بشأن الانتهاكات إن ظروف السجن كانت صعبة بشكل خاص، وأفادوا عن نقص الطعام والملابس، إلى جانب صعوبة التكيف مع الطقس البارد والإذلال المستمر من قبل السجانين. وفي الأسبوع الماضي، زارت المستشارة القانونية ميارا سجن جلبوع مع طاقم مكتبها، برفقة مفوضة مصلحة السجون، كاثي بيري، ومسؤولي المصلحة.