رئيسة الأرجنتين السابقة التي لازالت تثير الجدل.. تلقت تهديدات من تنظيم داعش

الحدث السبت ١٤/مايو/٢٠١٦ ١٩:٥٧ م
رئيسة الأرجنتين السابقة التي لازالت تثير الجدل.. تلقت تهديدات من تنظيم داعش

تم تحريك دعوى قضائية ضد رئيسة الأرجنتين السابقة كريستينا فرنانديز دي كيرشنر بسبب ما وصف بخيانة مهام منصبها.وقالت بوابة "سي آي جيه" المتخصصة في أخبار القضاء إن القاضي الاتحادي كلاوديو بوناديو قرر أن على كيرشنر أن تمثل أمام المحكمة بسبب دورها في الخسائر الكبيرة التي تكبدتها الدولة في سوق العملات الأجنبية.وحرك القاضي أيضا الدعوى ضد وزير الاقتصاد السابق أكسل كيسيلوف، ومدير البنك المركزي السابق أليخاندرو فانولي واثني عشر شخصا آخرين.وفرض القاضي على كل متهم من هؤلاء كفالة مبدئية بخمسة عشر مليون بيسو (900 ألف يورو).

ويتهم بوناديو كلا من كيرشنر والمتهمين الآخرين بالتواطؤ مع الحكومة السابقة في بيع البنك المركزي عملة صعبة قبيل انتخابات الإعادة في نوفمبر الماضي بأسعار أقل من القيمة السوقية.ودعت دي كيرشنر الحكم في ديسمبر الفائت بعد 8 أعوام جعلتها شخصية فاعلة في السياسة الدولية، وغيرت وجه بلادها على أكثر من صعيد، ولم تخل فترة حكمها من الجدل والإثارة والأزمات السياسية والدبلوماسية.ولدت كريستينا عام 1953 في بيونيس إيرس، بالارجنتين، ودرست الحقوق والعلوم السياسية في السبعينات بجامعة لابلاتا.وتعرفت في الجامعة على نيستور كارلوس كيرشنر، ثم تزوجته عام 1975، وأنجبا ماكسيمو عام 1977، وفلورانسيا عام 1980.

وانضمت إلى حركة الشباب البيروني منذ بداية السبعينات، عندما كانت الارجنتين تحت النظام الاستبدادي، ولكنها اعتزلت السياسة لتركز اهتمامها بالقانون.وعادت إلى السياسة في عام 1989، وانتخبت في مجلس محافظة سانتا كروز، وأعيد انتخابها عام 1993، ثم دخلت مجلس الشيوخ عام 1995، وبعدها مجلس النواب في 1997، لتعود إلى مجلس الشيوخ في 2001.حققت كريستينا دي كيرشنر نجاحا سياسيا رفقة زوجها نيستور، الذي ترشح للانتخابات الرئاسية عام 2013، في ظل أزمة اقتصادية واجتماعية شهدتها الأرجنتين.وخاض نيستور كيرشنر حملة انتخابية محتدمة مع منافسيه، من بينهم كارلوس منعم، وفاز بالانتخابات، ونصب رئيسا للأرجنتين في 25 مايو2003
.
وواصلت كريستينا دي كيرشنر تألقها السياسي خلال فترة حكم زوجها، وساهمت في حشد الدعم له، وكانت المرشح الرئيسي في قائمة حزبها لمجس الشيوخ عن العاصمة بيونيس أيرس، عام 2005.وفازت كريستينا دي كيرشنر بالمقعد بفارق 25 في المئة عن منافستها هيلدا غونزاليس دي ديهالد.وفي عام 2007، قرر نيستور دي كيرشنر عدم الترشح للانتخابات الرئاسية، وأعلن دعمه لترشح زوجته كريستينا.ولم تكتف بالفوز بالرئاسة، بل إنها تفوقت على المنافس الأول بفارق 22 في المئة من الأصوات.ونصبت كريستينا دي كيرشنر أول رئيسة منتخبة للأرجنتين

وأعيد انتخابها لفترة ثانية في 2011، بعد وفاة زوجها بأزمة قلبية، بفارق أكبر من أصوات الناخبين، الذين يبدو أنهم أحبوا برنامجها الاجتماعي، الذي رفع الرواتب وحسن رعاية الأطفال، وكرس السيادة الوطنية على الاقتصاد، ودعم الطبقة الوسطى في المجتمع.دخلت في مواجهة مع الصحافة المستقلة، عندما أممت الصناعات الأساسية، وأثيرت ضدها عددا من الفضائح السياسية والمالية.ولعل أكبر هذه التهم تلك التي وجهها النائب العام الراحل، ألبريتو نيسمان، لها بالتآمر من أجل عرقلة تحقيقه بشأن تفجيرات بيونيس إيرس عام 1994، التي أسفرت عن 85 قتيلا.

وتنفي دي كيرشنر مزاعم نيسمان، كما أن العديد من خبراء القانون في البلاد يقولون إن أعضاء فاسدين في جهاز المخابرات لفقوا لها هذه التهم.وعززت كريستينا دي كيرشنر، في فترة حكمها، علاقات بلادها مع الحكومات اليسارية في المنطقة مثل فنزويلا، وكذا مع الصين وإيران، مما ساعدها على إنعاش قيمة العملة الوطنية ألبيسو المتدهورة.وساءت علاقة الأرجنتين خلال فترة دي كيرشنر بالولايات المتحدة، التي تتهمها بالوقوف وراء الأزمة المالية في بلادها.ووجهت انتقادات لاذعة لبريطانيا بخصوص الخلاف بشأن جزر المالوين (الفوكلاند)، التي تعتبرها أرضا أرجنتيتية.

وشنت هجوما عنيفا على الدول الغربية ومجلس الأمن في الأمم المتحدة متهمة إياها "بخداع العالم وقلب الحقائق" في الحرب على "الإرهاب".كما اعترفت الأرجنتين في حكم كيرشنر بدولة فلسطين، وأثارت حفيظة إسرائيل، لمواقفها الداعمة لحق الشعب الفلسطيني.وأعلنت في لقاء جمعها بالبابا فرانسيس أخيرا أنها تلقت تهديدات من تنظيم داعش ".واشتهرت بخطاباتها النارية في الأمم المتحدة، التي تنتقد فيها سياسات الدول الغربية تجاه العالم الثالث.يذكر انه في فبراير الفائت وجهت النيابة العامة في الأرجنتين إلى دي كيرشنر تهمة التآمر في قضية تفجير مركز الرابطة اليهودية AMIA في بوينس آيرس عام 1994
.
وذكرت صحف غربية الجمعة 13 فبراير أن المؤامرة كانت بمشاركة سياسيين اثنينوكان العضو في النيابة العامة ألبرتو نسمان الذي حقق في تفجير المركز اليهودي قد وجد مقتولا في 18 يناير الماضي بطلق ناري في رأسه داخل شقته بالعاصمة وعثر بجوار جثته على مسدس، وأشارت التحقيقات الأولية إلى أن الحادثة قد تكون انتحارا لكن المحققين أعلنوا فيما بعد إمكانية أن يكون نسمان قد أرغم على قتل نفسه.وأعلنت كيرشنر بعد حادثة قتل نسمان عن نيتها حل جهاز الاستخبارات في البلاد. وقالت إنها ستحيل إلى الكونغرس الوطني (البرلمان) مشروع قانون ينص على إقامة جهاز استخباراتي جديد لأن الجهاز الحالي لم يتم إجراء تغييرات فيه منذ الإطاحة بالحكومة العسكرية سنة 1983.
وتؤمن كيرشنر بأن حادثة قتل النائب لم تكن انتحارا بل عملا مدبرا من قبل "فاسدين" داخل جهاز الاستخبارات وضباط من أجل اتهام الرئيسة والحكومة.وفي ديسمبر الفائت ألقت الرئيسة الارجنتينية خطابا عاطفيا امام حشد من مؤيديها في العاصمة بوينس آيرس.وحثت فرنانديز مؤيديها على الخروج الى الشوارع اذا شعروا بأن حكومة يمين الوسط الجديدة قد خذلتهم.ودافعت فرنانديز في الكلمة التي القتها امام عشرات الآلاف من مؤيديها الذين احتشدوا خارج قصر لا روزا الرئاسي عن سجلها في الحكم.

وقالت، “نؤمن بما انجزناه، ولذلك يجب ان نتحلى بالايجابية ونضمن ان هذه الانجازات لن تدمر.”ونصحت مؤيديها بالقول، “عندما تشعرون ان اولئك الذين منحتموهم ثقتكم واصواتكم قد خذلوكم، ارفعوا بيارقكم.”
ولم تحضر الرئيسة المنصرفة حفل تنصيب خلفها، وذلك بعد ان اختلف الاثنان حول المكان الذي ينبغي ان يقام فيه الحفل.وتعد هذه المرة الاولى منذ الاطاحة بالديكتاتورية العسكرية عام 1983 لا يحضر فيها رئيس منصرف حفل تنصيب خلفه.وكانت فرنانديز وزوجها الراحل نستور كيرشنر قد حكما الارجنتين لمدة 12 عاما.وتتمتع الرئيسة المنصرفة بحب وتبجيل بعض الارجنتينيين لسياساتها في توسيع نظام الضمان الاجتماعي وتأميم بعض الشركات واستحداث بعض الحقوق المدنية كزواج المثليين. ولكن منتقديها يقولون إنها شجعت الاتكالية وقوضت الاقتصاد الارجنتيني - ثالث اقتصادات امريكا اللاتينية - بسياساتها التي اتسمت بالتدخل.