الشبيبة - وكالات
بلغت حصيلة قتلى جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال عدوانه على غزة أكثر من ضعف حصيلتها خلال الهجوم البري عام 2014، مما يعكس استخدام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تكتيكات حرب الشوارع بشكل فعّال، وتنويع ترسانتها العسكرية.
واستخدمت حماس مخزونا كبيرا من الأسلحة، إضافة إلى معرفتها بالتضاريس الدقيقة للقطاع، وفوق ذلك وجود شبكة أنفاق واسعة، كل ذلك مكّنها من تحويل شوارع غزة إلى متاهة مميتة لجنود الاحتلال الإسرائيلي.
ويقول تقرير لوكالة رويترز إن الأسلحة التي تمتلكها حماس تتنوع بين الطائرات المسيرة المحملة بقنابل إلى أسلحة مضادة للدبابات بشحنات تفجير مزدوجة قوية، حسب "الجزيرة".
ومنذ بدء الحملة البرية الإسرائيلية أواخر أكتوبر الماضي، يقر جيش الاحتلال بمقتل 124 عسكريا يشكل الضباط أكثر من نصفهم، بينما اعترف عام 2014 بمقتل 66 عسكريا فقط.
وقد حاورت رويترز قائدا عسكريا ومحللين عسكريين إسرائيليين، إضافة إلى مصدر في حركة حماس، بشأن المعارك البرية في قطاع غزة.
فيقول يعقوف أميدرو، الجنرال المتقاعد بالجيش الإسرائيلي والمستشار الأمني السابق الذي يعمل الآن في معهد جونسا للأمن القومي الأميركي، إنه لا توجد مقارنة بين ما يجري اليوم وحرب 2014، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي "لم يجد حلا جيداً للأنفاق" التي توسعت شبكتها بشكل كبير خلال العقد الماضي.
قتال عنيف
وتقول رويترز إن حماس نشرت مقاطع فيديو تظهر مقاتلين يحملون كاميرات على أجسامهم ويتحركون من خلال المباني لإطلاق صواريخ يدوية على المدرعات العسكرية الإسرائيلية.
وتضيف الوكالة أن أحد هذه الفيديوهات -نشر في 7 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وكان من منطقة الشجاعية، شرق مدينة غزة- حيث أفاد طرفا القتال بحدوث اشتباكات عنيفة.
وتنقل عن مصدر في حماس من داخل غزة -طلب عدم الكشف عن اسمه- قوله إن المقاتلين "يتحركون قريبًا جدًا من قوات العدو لتنفيذ كمائن، مستفيدين من الأرض التي نعرفها كما لا يعرفها آخرون" وغالبًا ما يتحركون أو يظهرون من الأنفاق.
من جهته، قال قائد إسرائيلي شارك عام 2014 إن توسع نطاق هذه العملية يعني وجود المزيد من القوات على الأرض، مما يمنح حماس "ميزات المدافع" لذا كان من المتوقع حدوث خسائر أعلى في صفوف القوات الإسرائيلية.
وقد أظهرت القناة 12 الإسرائيلية وحدة احتياطية من الجيش تحذر من الأبواب المفخخة، وتكسر حائط مبنى لدخول غرفة واكتشاف مخزن للذخيرة.
كما نشر جيش الاحتلال صورا على وسائل التواصل تظهر طرقًا تم تجريفها في المناطق المبنية باستخدام جرافات حتى يتمكن الجنود من تجنب الطرق القائمة التي قد تحتوي على ألغام أرضية.
حماس تعزز قوتها
ويقول إيال بينكو الذي كان مسؤولا كبيرا بالخدمات الاستخباراتية الإسرائيلية ويعمل الآن في مركز بار إيلان للدراسات الإستراتيجية بجامعة بيغن السادات "إن حماس قامت بخطوات ضخمة لتعزيز قواتها منذ عام 2014".
ويشير إلى أن الحركة حصلت على بعض الأسلحة المتقدمة، مثل الصواريخ المضادة للدبابات من طراز "كورنيت" الروسية التصميم "بمساعدة من إيران".
ويضيف أن حماس أتقنت أيضًا بناء أسلحة أخرى في غزة، مثل قاذفات القنابل الصاروخية (آر بي جي 7) وأصبح لدى المقاتلين مخزون ذخائر أكبر الآن.
وتذكر مقالات نشرتها حماس أن ترسانتها تتضمن أسلحة مضادة للدبابات من نوع "تاندوم" تحمل شحنتين لاختراق الدروع، وهو ما أكده بينكو.
لكن ألكسندر غرينبرغ، الضابط الاستخباراتي الإسرائيلي السابق بمعهد الإستراتيجية والأمان في القدس يختم بقوله "إن حماس قد تقوم بتكتيكات جديدة، لكن من حيث المبدأ، لا تزال حركة مقاومة تخوض حرب شوارع".