الفلسطينيون يستذكرون النكبة بالحنين إلى الديار والتمسك بحق العودة

الحدث السبت ١٤/مايو/٢٠١٦ ٠٢:٥٦ ص

القدس المحتلة – زكي خليل

في اليوم الذي احتفلت فيه الدولة العبرية بما يسمى باستقلالها تذكر الفلسطينيون داخل اراضي 48 بما جرى لهم قبل 68 عاماً من تهجير لأكثر من 530 قرية فلسطينية وتشريد قرابة مليون فلسطيني من أراضيهم وبيوتهم، ومنهم من نُكب مرتين وأكثر ولا زالوا.

وتحدث حسن قصيني «أبو نزار» 71 عاما من مهجري أهل الطيرة القريبة من مدينة حيفا ل «الشبيبة» حول نكبة طيرة الكرمل وتهجير أهلها.
ويقول قصيني الذي يقطن اليوم في حي الكبابير في حيفا: «نقوم بالاحتفال كل عام بهذه المناسبة حتى نبقى نتذكر قريتنا التي لن ننساها أبدا لا أنا ولا أولادي ولا حتى أحفادي. إذا سألت أحفادي اليوم من أين أنتم يجيبون نحن من طيرة الكرمل ولا بد أن نعود إليها يوما ما».
ويضيف أن قرية الطيرة تحولت اليوم إلى مستعمرة يهودية تدعى «طيرات هكرميل»، بعد هدم كل البيوت العربية، مشيرا إلى أن النكبة مستمرة وأنه لا سلام دون العودة إلى بيوتنا وقرانا وأراضينا.
ويوضح أن النكبة حدثت بينما كان عمره 3 سنوات وأنه علم عن قصة نكبة قريته من والده الذي توفي عن عمر «107» أعوام، موضحا أنه تم تهجير السكان من بيوتهم عبر شاحنات وإرسالهم إلى منطقة قبر رمانة بالقرب من جنين.
ويسرد بعض القصص التي وقعت خلال النكبة بالقول: «إن حوالي 400 شخص احتموا في مغارة في القرية وعندما اكتشف أمرهم تم إبعادهم إلى منطقة بالقرب من مدينة جنين»، مؤكدا أنه حسب الرواية الفلسطينية، فطيرة الكرمل قاتلت حتى الطلقة الأخيرة، ولم يستسلم سكانها بسهولة، وأكبر مثال على ذلك أنهم ظلوا بمحيط القرية فترة طويلة، وفي تقرير وحدة «الكسندروني» الذي تحدث عن تطهير طيرة الكرمل وعن سقوطها، تم التشديد على أن المهمة أنتهت بعد «مقاومة عنيدة».
ويشير قصيني إلى أنه وفق الروايات التي تم جمعها، فإنه وخلال القتال لم يتمكن بعض العجزة وكبار السن من اللحاق بركب التهجير السائر تحت أوامر الجنود وعصيهم الغليظة، فتم تجميعهم في أحد حقول القمح المجاورة لمفرق اللجون وحرق «18» شخصا منهم وهم أحياء وجميع أسماءهم موجودة عندنا.

ويؤكد أن الطيرة وصفورية كانتا من أكبر القرى في فلسطين، إذ كان يسكنهما حوالي عشرة آلاف شخص بقي منهم حوالي 90 شخصا في الداخل وهؤلاء أصبحوا اليوم حوالي ألف شخص. وقال إن معظم الذين هجروا يعيشون اليوم في مخيمي اليرموك في سوريا، وإربد في الأردن.

ويؤكد قصيني، إنه على اتصال ببعض المهجرين في الخارج ويؤكدون له إنهم يحلمون بالعودة إلى ديارهم وأنهم على استعداد لذلك في أية لحظة، فقد سئموا الغربة والتهجير «وكفى أن نبقى لاجئين طوال هذه المدة».