بيروت – ش – وكالات
قتل القائد العسكري لحزب الله اللبناني مصطفى بدر الدين في انفجار كبير استهدف أحد مراكز الحزب قرب مطار دمشق الدولي ولم يتضح ما إذا كان ناتجا عن قصف مدفعي أو جوي.
ونعى حزب الله الذي يخوض مقاتلوه معارك بجانب قوات الرئيس السوري بشار الاسد في سوريا، في بيان جاء فيه "قال قبل شهور، لن أعود من سوريا إلا شهيداً أو حاملاً راية النصر. إنه القائد الكبير مصطفى بدر الدين (ذو الفقار). وها هو اليوم عاد شهيدا ملتحفا راية النصر"، على حد وصف البيان.
ثم أصدر بيانا ثانيا أعلن فيه أن "المعلومات المستقاة من التحقيق الأولي تفيد أن انفجاراً كبيراً استهدف أحد مراكزنا بالقرب من مطار دمشق الدولي" ما تسبب بمقتل بدر الدين "وإصابة آخرين بجروح"، دون أن يحدد التاريخ.
لكن صحيفة "الاخبار" اللبنانية القريبة من الحزب اشارت إلى أنه قتل ليل الخميس. وأوضح الحزب أن "التحقيق سيعمل على تحديد طبيعة الانفجار وأسبابه، وهل هو ناتج عن قصف جوي أو صاروخي أو مدفعي. وسنعلن المزيد من نتائج التحقيق قريبا"ً.
وبدر الدين البالغ من العمر حوالي 55 عاما، أرفع القادة العسكريين في الحزب، وهو شقيق زوجة القائد السابق عماد مغنية الذي اغتيل في 2008 بتفجير سيارة مفخخة في دمشق. وقد حل محله، وكان مسؤولا عن العمليات في سوريا التي تشهد نزاعا مستمرا منذ 2011.
وبدر الدين مدرج على لائحة العقوبات الأمريكية في حق مسؤولين في حزب الله على خلفية تورطهم في النزاع السوري، وأبرز المتهمين من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري العام 2005.
وأعلن حزب الله صباح أمس الجمعة أنه سيتقبل التعازي ببدر الدين طوال يوم الجمعة في مجمع في الضاحية الجنوبية لبيروت. وحزب الله الذي عادة ما يتهم "إسرائيل" باغتيال قادته، هذه المرة لم يوجه أي اتهام إلى الدولة العبرية.
ويعد حزب الله أكبر حلفاء الحكومة السورية ويقاتل إلى جانبها بشكل علني منذ العام 2013 وقد خسر مئات المقاتلين. واستهدفت إسرائيل مرارا بغارات جوية مواقع لحزب الله في سوريا وشحنات صواريخ يتم نقلها لحسابه.
وقتل مغنية في فبراير 2008 في تفجير سيارة مفخخة في دمشق، واتهم الحزب إسرائيل بالعملية، لكن الدولة العبرية نفت أي تورط.
وقتل القيادي العسكري سمير القنطار بغارة إسرائيلية في ديسمبر الفائت قرب دمشق، وفق ما أعلن الحزب. كما قتل ستة عناصر من الحزب في غارة إسرائيلية في يناير 2015 على منطقة القنيطرة في جنوب سوريا. وكان بين القتلى جهاد مغنية نجل عماد مغنية.
وتتم محاكمة بدر الدين مع خمسة من رفاقه في الحزب غيابيا أمام المحكمة الخاصة بلبنان قرب لاهاي، وهم متوارون عن الأنظار بعدما رفض حزب الله تسليمهم بشكل قاطع، متهما المحكمة باستهدافه والانحياز لإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.
وبحسب نص الاتهام، فإن بدر الدين هو "المشرف العام على العملية" التي أدت إلى مقتل الحريري و22 شخصا آخرين بينهم منفذ الاعتداء في تفجير ضخم.
وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية في يوليو 2015 على بدر الدين ومجموعة من القادة والمسؤولين العسكريين في حزب الله عقوبات قالت انها تأتي في سياق "كشف واستهداف الدعم النشط الذي يقدمه حزب الله لنظام بشار الأسد، فضلاً عن أنشطة الحزب الإرهابية الاخرى".
وفي بيان نشر على موقعها عند فرض العقوبات، اتهمت وزارة الخزانة بدر الدين بأنه "مسؤول عن عمليات حزب الله العسكرية في سوريا منذ 2011، بما في ذلك حركة مقاتلي حزب الله من لبنان إلى سوريا دعما للنظام السوري".
وتابع "منذ سبتمبر 2011، يجري التنسيق الاستراتيجي بين الاسد وزعيم حزب الله حسن نصرالله على قاعدة أسبوعية، حيث يرافق بدر الدين نصرالله خلال الاجتماعات في دمشق".
وجاء في البيان "منذ 2012، يقوم بدر الدين بتنسيق انشطة حزب الله العسكرية في سوريا. وقاد هجمات حزب الله على الأرض في مدينة القصير السورية في فبراير 2013".
وفي الخامس من حزيرايونيو 2013، سيطرت القوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني على مدينة القصير في ريف حمص، بعد معركة ضارية تسببت بتهجير الاف الاشخاص.