كاشان.. مدينة مهمة في خارطة السياحة الإيرانية

مزاج السبت ١٤/مايو/٢٠١٦ ٠٢:٤٧ ص
كاشان.. مدينة مهمة في خارطة السياحة الإيرانية

طهران -العمانية
تعتبر مدینة كاشان ثاني اكبر مدن محافظة اصفهان وهي مدینة عریقة تحتضن منذ قرون نماذج حية وملموسة من تاريخ وحضارة إيران القديمة، ففيها أثار وابنیة تاریخیة قدیمة وقیمة تنضح بتراث عریق يمتد بجذوره في أعماق التاریخ حیث تستقبل زوارها في كل ربیع بنسیمها المنعش وازهارها الزكیة.
وتقع مدينة كاشان عند حافة صحراء كبيرة تشغل معظم وسط إيران وتبلغ مساحة مدينة كاشان حوالي 5 آلاف كيلو متر مربع وتعدادها السكاني يبلغ اكثر من 600 الف نسمة وتحدها مدينة قم من الشمال والشمال الغربي والصحراء الكبرى من الشرق والشمال الشرقي ومدينة أردستان من الشرق ومدينة اصفهان من الجنوب ومدينتا كلبايكان ومحلاّت من الغرب.
وتعد مدينة كاشان معلمًا سیاحیًا وتاریخیًا كبيرا یخفي فی طیاته العدید من المفاجأت لزائریه من ضمنها قصور ومتاحف ومناطق طبیعیة خلابة وأسواق شعبیة وأبنية تاریخیة وتقع مدینة كاشان شمال مدينة أصفهان وتحتل مكانة مهمة فی خارطة إیران السياحية لكنوزها التاریخیة والأثرية القیمة المتمثلة ب 'بامنار' و'بانخل' و' تلال سیلك الأثریة'.وكما تعرف كاشان ب"تیمجه" أي (مركز التسوق) وهي شهیرة ببیوتها التاریخیة وزهورها العبقة وماء الورد المعروف وهي عبارة عن تشكیلة تاریخیة غریبة من نوعها وتتمتع بمناخ متنوع باختلاف مناطقها الجبلیة والصحراویة وتعد الجسر الذی یربط بین شمال إیران وجنوبها.
ومن أهم معالمها الأثرية "تلال سیلك" أقدم منطقة قرویة في إيران وتعتبر هذه المنطقة الواقعة فی الهضبة الوسطی من أقدم المناطق التي عاش فیها البشر حیث تعود الی عصور ما قبل التاریخ ویزيد عمرها علی أكثر من 8 آلاف عام ویعتقد بعض علماء الآثار بأن منطقة سیلك الأثریة تعد أقدم منطقة فی العالم.
ومن أهم المعالم التاریخیة والسیاحیة لكاشان هو سوق كاشان التاریخي الذي یتكون من مجموعة من الأسواق تقع إلی جانب بعضها البعض حیث إن لكل مهنة رئیسیة سوقا مستقلة ویحتوي السوق على أماكن عدیدة كان لها مكانتها ودورها الخاص في النمط التقلیدی للحیاة آنذاك بما فیها المساجد ونزل القوافل والحمامات ومستودعات المیاه القدیمة.
ومن بین المعالم التاریخیة والسیاحیة المتعددة لمدینة كاشان یمكن الإشارة إلی '"قلعة جلالي" و"السیاج السلجوقي " التي تقول الوثائق التاریخیة إن هذا السیاج العالي والقلعة المحكمة أنقذا أهالي مدینة كاشان القدیمة اكثر من مرة من هجمات القوات المعادية وكذلك يوجد مسجد ومدرسة 'آقا بزرك' وعدد من البیوت التاریخیة الفاخرة والجمیلة التي تعد نموذجاً للحضارة والفنون الإیرانیة فی العصر الإسلامي بمختلف أنواعها.
وتعرف مدينة كاشان على أنها رابع أهم مدينة إيرانية من حيث وجود الآثار التاريخية فيها بعد اصفهان وشيراز ويزد، فهي مدينة عريقة في التاريخ ورائدة في الفن المعماري الإيراني وغنية بالجمال التاريخي الأصيل وما زالت بعد مئات السنين تحمل عطر الماضي وعراقة التاريخ وحضارة العصر، كما إن كاشان تعرف عالمياً بسجادها الذي تصنعه أنامل نسائها في أغلب بيوتها فضلاً عن مصانع السجاد الحديثة الموجودة في هذه المدينة.
وبالرغم من وجود الأحياء والمباني والأسواق والشوارع الحديثة في كاشان إلاّ أنها لازالت تحتضن الأزقة القديمة الطويلة المتعرجة والأحواض والمعابر الهوائية والأقبية العميقة المنتهية إلى عيون المياه العذبة، وكذلك تزخر المدينة بالعشرات من المساجد القديمة والمدارس الدينية التي شيدت قبل عدة قرون مضت.
ومدينة كاشان تعد مثالاً وصورة مصغرة عن كل مناطق ايران لاسيما التاريخية، فمن مساجدها الی نزلها وحدائقها الفخمة، من سجادها الی تطريزها الرائع كلها تجسد الفن الإيراني الجميل.
اما حدائق "فين" الخلابة فتعد من أجمل الحدائق في إيران وكانت قد زرعت في البداية في العهد الصفوي وحافظت علی ازدهارها بمياه عين سليمانية وتوسعت في عهد حكم ملوك الزندية والقاجار حيث أضافوا سرادق وأجنحة مفتوحة كثيرة اليها.
وتشتهر كاشان بأبراج الرياح والأبراج المربعة العالية بمنافذها المفتوحة في كل جانب لجذب النسيم المنتشر وإرساله الی أعماق الدار، وكما الحال في جميع المدن الإيرانية فان المسجد الجامع في كاشان يعتبر أقدم مساجد المدينة حيث يعود تاريخه الی العهد السلجوقي ويعد النموذج الاول للبراعة الحرفية بالقرميد والطين.
والذي ينظر إلى الواقع المعاصر لمدينة كاشان يبدو أمامه المخطط المعماري التاريخي القديم للمدينة فضلاً عن وجود آثار كثيرة لنشاطات واسعة وعامة في الفنون المعمارية التي كانت منتشرة في هذه المدينة وهي مختلطة مع الظروف الإقليمية التي كانت سائدة عبر التاريخ والممزوجة مع الفنون التقليدية والمصالح الخاصة لهذه المنطقة.
ويمثل السوق الرئيسي مركز المخطط المعماري التاريخي للمدينة حيث تتوزع المحلاّت والمناطق السكنية على أطرافه.
وهذه المحلاّت تتكوّن من مجموعة من الأزقة الضيقة والمتشابكة والمتعرجة التي تنتهي بساحة واسعة بدورها تتفرع إلى أزقة وحارات.