"كافيه سوسايتي"..وودي الان يعري هوليوود

مزاج السبت ١٤/مايو/٢٠١٦ ٠٢:٤٣ ص
"كافيه سوسايتي"..وودي الان يعري هوليوود

كان - عبدالستار ناجي
هي المرة الثالثة فى تاريخ مهرجان كان السينمائي الدولي التى يتم بها اختيار فيلما للمخرج وودي الان لحفل الافتتاح وهو ما يبث قيمة اضافية لرصيد هذا المخرج النيويوركي الكبير الذى استطاع ان يحلق بعيدا على مدى خمسة عقود من الزمان حصد خلالها الاوسكار وكم اخر من الجوائز التي رسخته كأحد أهم صناع السينما في اميركا والعالم.
وسيظل صناع السينما ونقادها يتذكرون له عدد من التحف ومنها " اني هول " 1977 و "مانهاتن " 1979 و "هانا وشقيقاتها" 1986 وغيرها من الاعمال التى قدم من خلالها لغتة السينمائية المشبعة بالسخرية بالذات في نقد المجتمع اليهودي وهو ابن ذلك المجتمع.
فى فيلمه الجديد "كافية سوسايتي" يأخذنا وودي الان الى تعرية صريحة للمجتمع الهوليودي عبر حكاية حب، حيث يتلقى ستيف كاورل "فيل" المنتج المعروف اتصالا من شقيقته تخبره بان ابنها خيسي ايسنبرغ "بودي" سيصل إلى هوليوود وهو بحاجة الى العمل والدعم.
وفور وصوله يكلف "فيل" سكرتيرته كرستين ستيوارت "فيني" ان ترافق ابن اخته وتعريفه بالمدينة كي يتسنى له العمل معهم لاحقا. وسرعان ما تتطور العلاقة بين "بودي" و "فيني" التي تعترف له بانها ترتط بعلاقة مع صديق وانها تحترم تلك العلاقة رغم ميلها اليه.
وسرعان ما نكتشف بان ذلك الصديق هو "فيل" المنتج وخال "بودي" والذي يحاول ان ينفصل عن زوجته ليرتبط بتلك السكرتيره الشابة.
كل تلك الاحداث تجري وسط كم من المفارقات والمكائد. من اجل الفوز بتلك الصبية. وعلى خلفية تلك الاحداث نتابع كما من الحكايات من احداثيات الاسرة والمجتمع اليهودي سواء فى هوليوود تارة او فى نيويورك لاحقا.
تاخذنا تلك الحكاية الى اللحظة التى تقرر بها الفتاة الارتباط بالشاب بعد ان يخبرها المنتج بانه غير قادر على مواجهة زوجته التى يرتبط بها منذ 25 عاما . وحينما يبدا الشاب بالتحضير للارتباط بالشابة . يأتي قرار المنتج بالانفصال عن زوجته والارتباط بالمنتج . وعندها تختار الشابة المنتج لانه حبيبها الاول وهو الرجل الثري . ولا مجال للمغامرة مع شاب لا يزال فى بداية طريقة.
عندها ينتقل الشاب الى نيويورك ليعمل الى جوار شقيقة الاكبر فى ادارة مطعم شهير يعتبر قبلة الفنانين والمشاهير، حيث نلاحظ ممارسات الاخ الاكبر المافيوية والاجرامية التى توصله الى القتل. وحينما يحكم عليه بالاعدام يرث الشاب كل شيء ويكمل المسيرة فى ادارة املاك الاسرة.
وبعد سنوات ارتبط خلالها بفتاة جميلة انجبت له ابنه. يزوره في المطعم خاله وزوجته "الصديقة السابقة للشاب" وهنا تتداعى الذكريات ولكن الشاب ورغم الحب الجارف الذي ظل يحمله لها يلاحظ تغيرها فى كل شيء حتى فى طبيعة حديثها التي بات يغلب عليها التصنع على طريقة عوالم هوليوود.
انها حكاية حب كبيرة، ولكن بمواصفات وطقوس هوليوود المادية والاختيارات الصعبة حيث تعصف الماديات بالحب والعاطفة، عبر كم من الحكايات ومن بينها الحكاية المحورية للفيلم الذي كتب له السيناريو واخرجه وودي الان وقام بتصويره مدير التصوير الاشهر فى العالم فتوريو ستراورو الحاصل على الاوسكار مرات عدة كافضل مدير تصوير.
في الفيلم اداء جميل وتقمص عال المستوى للنجم ستيف كارل بدور المنتج وايضا كرستين ستيورات بدور فيني وايضا خيسيه اسينبيرغ بدور بودي الشاب الذي جاء محملا بالبراءة الى عوالم هوليوود وطقوسها الملوثة بالماديات والاحلام الزائفة.
فيلم يستحق ان يكون في حفل افتتاح مهرجان كان السينمائي اولا لانه من توقيع مخرج كبير بقامة ومكانه وودي الان وايضا للاحترافية الفنية العالية المستوى في انجاز التجربة التي اعادتنا الى هوليوود في الثلاثنيات من القرن الفائت عبر رؤية بصرية ساحرة صاغها مدير التصوير فيتوريو ستراورو الذي حقق بصمته منذ المشهد الاول للفيلم.