راشيل ريتنر-ترجمة أحمد بدوي
الاحتفاظ بوزن جيد للجسم بعد التخلص من الوزن الزائد ليس بالأمر السهل، كما أن معظم الأشخاص الذين فقدوا الوزن الزائد عادوا مرة أخرى في وقت لاحق إلى زيادة جزئية على الأقل. والواقع أن هذا الامر لا يتعلق بنقص الإرادة أو الجهد ولكنه يرتبط بجانب حيوي، فالمحافظة على وزن الجسم تعني أنك في الأساس تكافح نظاما داخليا لا يألوا جهدا في محاولة إستعادة الوزن السابق.
ورغما عن أن هذه البيولوجيا الخاصة بفقدان الوزن والحفاظ على الوزن عملية معقدة، نعرض في السطور التالية لنظرة مبسطة عما يحدث في أعقاب خسارة الوزن وما يجعل إعادة اكتسابه سهل للغاية.
عندما تخسر الوزن يقل مخزون الطاقة أو الدهون المترسبة وينتج عن ذلك وفقا لدراسة عام 2010 أن تقوم هرمونات في الجسم بما في ذلك هرمون يسمى اللبتين – الذي يتكون من الخلايا الدهنية نفسها ويمنع الشعور بالجوع – بإرسال إشارة إلى الدماغ بانخفاض مخزون الدهون أقل من المستوى الحرج، ويقوم الدماغ بأخذ عدة استجابات في الجسم تهدف إلى استعادة الوزن السابق. ومن بين تلك الاستجابات إرسال إشارة إلى العضلات أن تكون أكثر كفاءة وأن تقلص السعرات التي تحرقها، ونتيجة لذلك تقل حاجتك إلى السعرات الحرارية للقيام بأنشطة الحياة اليومية المعتادة عما هو متوقع على أساس الوزن. وعلى سبيل المثال فالشخص الذي يزن 91 كجم ثم يفقد 9 كجم يصبح بحاجة إلى سعرات حرارية أقل بـ 300 – 400 عن الشخص الذي يزن 82 كجم بدون اتباع نظام غذائي معين للحفاظ على ذلك الوزن كما يقول د مايكل روزنباوم أستاذ الطب في المركز الطبي لجامعة كولومبيا الذي درس الاحتفاظ بالوزن بعد إنقاصه.
وتحد آخر يتمثل في نشاط المنطقة المسؤولة عن مكافأة الشعور بعد تناول الطعام في الدماغ بينما يقل نشاط المنطقة المسؤولة عن الحد من تناول الطعام كما يقول روزنباوم، وهذا يترجم إلى زيادة الشهية والإفراط في الطعام بالمقارنة مع السعرات الحرارية التي يحتاج إليها الجسم.
ومع هذه الاستجابات تنشأ بيئة مناسبة للغاية لاستعادة الوزن الذي فقده الشخص. وبعبارة أخرى فإن الجسم يدافع عن مخزون الدهون ما يجعل الاحتفاظ بانقاص الوزن أكثر صعوبة وبخاصة في بيئة يتوفر بها أنواع الطعام.
ويؤكد روزنباوم على أن أهمية الميل البيولوجي لإعادة إكتساب الوزن يجب ألا يجعلنا نشعر بالهزيمة والاستسلام لزيادة الوزن مرة أخرى. وقال باحثون من كلية أنشوتز للطب بجامعة كولورادو في بحث عام 2011 حول استجابة الجسم لاتباع نظام غذائي أن الدافع البيولوجي لإعادة اكتساب الوزن بعد خسارته يمكن مجابهته بتدخلات بيئية وسلوكية ودوائية.
وعلى سبيل المثال، تشير الدراسات إلى أن أنواع معينة من الأطعمة يمكن أن تقلل من الجوع دون اكتساب عدد كبير من السعرات الحرارية. كما أن زيادة الوقت اليومي المخصص للرياضة يمكن أن يساعد، فهذا القدر من التمارين اليومية لا يقوم بحرق الدهون وحسب بل يمنع أيضا تباطوء عملية التمثيل الغذائي وفقا لجراهام توماس الأستاذ المساعد في الطب النفسي والسلوك البشري في مركز أبحاث مراقبة الوزن والسكري في مستشفى ميريام في رود ايلاند.
وهناك عدد من أدوية خسارة الوزن تمت الموافقة عليها من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، وتعمل هذه الأدوية بطرق مختلفة في الدماغ لقمع الشهية فيما تغير أخرى من أداء الجهاز الهضمي.
عن ساينس لايف