كشف مسح بشأن الفساد والرشى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن نحو 50 مليون شخص على الأقل دفعوا رشى خلال العام الفائت، ما يعني أن واحدا من كل ثلاثة أشخاص عرب دفع رشوة للحصول على خدمات عامة أساسية في المنطقة؛ أي ما يعادل ثلث العرب.
وبحسب المسح، الذي أجرته منظمة الشفافية الدولية حول الفساد يعتقد 61 في المئة من المستطلعة آراءهم أن مستوى الفساد قد ارتفع بشكل ملحوظ على مدى العام الفائت.
وأظهر المسح أن غالبية من قاموا بدفع البراطيل "الرشوة" هم من الشباب دون سن الخامسة والثلاثين، وأن نسبة الرجال الذين قاموا بالرشوة تصل إلى 34 في المئة، في حين تصل بلغت نسبة النساء 26 في المئة.
وذهبت غالبية الرشى إلى الخدمات العامة، حيث سجلت المحاكم أعلى معدلات الرشوة، تبعتها الشرطة، فالوثائق والتصاريح، ثم الخدمات الصحية والحيوية الحكومية وأخيراً خدمات المدارس الحكومية.
أما أهم الخدمات التي تتأثر بالرشوة فكانت المحاكم، حيث وصلت نسبة الرشوة إلى هذه الجهة 31 في المئة من إجمالي الرشى، وجاءت الشرطة في المركز الثاني بنسبة 27 في المئة، ثم الرشى في مجال الوثائق والتصاريح بنسبة 23 في المئة، فالرشوة في الخدمات الصحية الحكومية بنسبة 20 في المئة، ثم المرافق الحيوية بنسبة 17 في المئة، والمدارس الحكومية بنسبة 13 في المئة.
ووجدت الدراسة أنه من غير المرجح أن تتحسن هذه الأرقام والنسب في حال استمرار الوضع على ما هو عليه.
ومع ذلك فقد أشارت الدراسة إلى أن محاربة الفساد أمر ممكن، فقد عبر 58 في المئة عن اعتقادهم بأن التغيير ممكن بمشاركة المجتمع المدني والإعلام في محاربة الفساد والإبلاغ عنه في إطار بيئة آمنة، حتى يتم إحالة الفاسدين إلى العدالة ليتحملوا عواقب أفعالهم.
كما طالبوا الحكومات بالوفاء بالتزاماتها الإقليمية والدولية، كمقدمة للعمل على عكس الاتجاه المتصاعد لنسب الفساد في المنطقة.
وكان تقرير آخر للمنظمة ذاتها صدر في أول يناير الفائت قد كشف أن هناك دولا عربية عدة بين الدول الأكثر فسادا والأقل أمنا، حيث احتلت الصومال المركز الأخير من حيث الشفافية، والأكثر فسادا، واحتلت المركز 167 متساوية في ذلك مع كوريا الشمالية.
وفي المركز قبل الأخير، جاءت أفغانستان واحتلت المركز 166، بينما احتلت السودان المركز 165، وسبقتها مباشرة دولة جنوب السودان واحتلت المركز 163، متساوية مع أنغولا، ثم ليبيا والعراق واحتلتا المركز 161، وحلت اليمن وسوريا في المركز 154 بين الدول الأكثر فسادا.