الاحتراف كلمة السر لمشاركات خارجية أفضل

الجماهير السبت ١٤/مايو/٢٠١٦ ٠١:٥٣ ص
الاحتراف كلمة السر لمشاركات خارجية أفضل

مسقط - وليد الخفيف

لم تكلل مساعي ممثلي السلطنة ناديا العروبة وفنجاء بالنجاح في مشاركتهما القارية بكأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم دون أن يشفع ضعف مجموعتيهما في بلوغ الدور الثاني على أقل تقدير، فتذيل فنجاء مجموعته بنقطتين دون أن يتذوق طعم الفوز في ست مباريات كان أخرها الخسارة من المحرق البحريني خارج الديار بهدف نظيف في المنامة، أما العروبة فأنهى المسابقة بوداع حزين إثر خسارته من القوة الجوية العراقية برباعية نظيفه في معقله بمجمع صور الرياضي لينهي السباق محتلاً المركز الثالث برصيد 4 نقاط متساوياً مع صاحب المركز الأخير شباب الظاهرية الفلسطيني، ويبدو أن بطل الثنائية (العروبة) ووصيفه فنجاء عانوا خلال هذه المشاركة، الأمر الذي دعا المراقبون للبحث عن الأسباب وراء هذا الخروج المبكر الممزوج بنتائج ســلبية للحيلولة دون تكراره النسخة المقبلة، إذ يرى المراقبون أن عدم تفريغ اللاعبين كان أحد أبرز أسباب المشكلة لا سيما المنتمين منهم للقوات المســلحة التي تستعد لانطلاق مسابقاتها، الأمر الذي كان سبباً في سفر بعثة فنجاء بـ(17 لاعباً) منهم 6 لاعبين من الفريق الأولمبي وغياب أبرز اللاعبين عن التشكيلة الأساسية التي كان بمقدورها مســاعدة الفريق على الظهور بشكل أفضل بغض النظر عن التأهل الذي تبدد مبكراً من عدمه، وينطبق الحال أيضاً على فريق العـروبة الذي اجتهدت إدارته ســـاعية لتفريغ 6 لاعبين من الجهات العسكرية قبل وقت كافٍ من المــباراة للانضمام إلى الفريق الذي كان يســـتعد لمواجهة القوة الجوية في مباراة حفظ ماء الوجه على حد وصف أحد المقربين من أسوار المارد العرباوي، بيد أن تفريغهم جاء ليلة المباراة مباشرة وبشق الأنفس، ولكن اختلاف وتضارب الأحمال البدينة التي يخضع لها اللاعب مع فريقه ومع جهة عمله إصابته بحالة التدريب الزائد التي يظهر على صاحبها مظاهر الإرهاق وتراجع مردوده البدني وعدم القدرة على العطاء المنضبط طوال فترة اللقاء، الأمر الذي انعكس سلباً على أداء الفريق، لذا فقد أجمع المراقبون أن تفريغ اللاعبين الذي يعد الجانب الأســاسي من تطبيق منظمة الاحتراف كامل المعالم والأركان أحد الحلول الهامة لتحقيق نتائج طيبة على المستوى القاري مستقبلاً.

واشتكى مدربي الفريقين من ضغط مباريات المسابقة المحلية وعدم سماح لجنة المسابقات للفريقين الممثلين للسلطنة لأخذ قسط من الراحة يصلون بموجبها لحد الاستشفاء قبل المواجهات الخارجية، داعين لجنة المسابقات بالاتحاد العُماني لكرة القدم منح لاعبيها فرصة التقاط الأنفاس.
وتجدر الإشارة أيضاً أن ضعف مرحلة الإعداد وعدم إقامة معسكرات خارجية تتخللها مباريات ودية قوية مــع فرق ذي باع في الاســتحقاقات القارية قد يكون أحد أسباب تراجع المستوي وتردي النتائج، بيد أن إدارات الأندية أكدت في هذا السياق أن قدراتها المالية لا تفي بإقامة مثل هذه المعسكرات وأن موازنتها تعاني الإرهاق ومشددين على معاناتهم التي أفقدت كرسي رئاسة النادي وباقي المناصب الإدارية بريقها.
وألمح بعض المحللون أن اللاعبين المحترفين بالفريقين لم يصنعوا الفارق، فظهروا بأداء عادي غير لافت، موضحين أن الاستحقاقات الخارجية تحتاج لمحترف قادر على قلب موازين القوى، ويبدو أن الموازنات المرهقة أيضاً هي وراء التعاقد مع لاعبين “عاديين“ فاللاعب “السوبر“ يحتاج لإمكانيات كبيرة.
وكان لاعبو فنجاء والعروبة قد أكدوا في وقت سابق أن جانباً كبيراً من تركيزهم كان موجها نحو المسابقة المحلية التي لم تحسم إلا في الجولة الأخيرة، ملمحين أن أعينهم كانت شـاخصة نحو لقب الدوري في المقام الأول فيما تأتي المشاركة الخارجية في المقام الثاني، أو كما اطلق عليها أحد إداريي نادي فنجاء بأنها مشاركة من أجل المشاركة عطفا على المعطيات المتاحة التي لا يمكن من خلالها تحقيق نتائج افضل.
ويبدو أن الارتقاء بفكر اللاعب وتحفيزه على الظهــور بشكل لافت في المسابقة القارية كان غائباً، لذا فيتعين على مجالـــس الإدارات أن تسعى جاهـــداً لإعداد لاعبيها ذهنــياً وتعبئتهم نفســياً باعتــبار أن الإعــداد النفـــسي والذهني أحد أركان العملية التدريبية.
واستبعد بعض المراقبون أن ضعف مخرجات المسابقة وعدم تطبيق الاحتراف وراء نتائج الفريقين مستندين في ذلك على مسابقات الفرق المنافسة في سوريا والعراق وفلسطين، ملمحين أن العزيمة والإدارة والرغبة كانت تنقص بعض اللاعبين خلال تلك المنافسة.
وأوصى المراقبون باستعداد الفرق العُمانية لخوض غمار المسابقة القارية مبكراً السعي لتعزيز الصفوف بقائمة جيدة تتيح لهم المشاركة على أكثر من جبهة، مشددين لقيمة مقعد البدلاء في هذا الصدد، داعين أيضاً لجنة المسابقات لبدأ الموسم الكروي 2016/‏‏2017 مبكراً من أجل منح فرصة التقاط الأنفاس للفرق العُمانية المشاركة في الاستحقاقات الخارجية، آملين مزيدا من الدعم المالي لهذه الفرق التي تمثل السلطنة متطلعين لنسخة قادمة تمحو أثار النسخة الحالية.