علي المطاعني يكتب: مركز الشباب وسر الانبهار

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٠٦/نوفمبر/٢٠٢٣ ١١:٥٧ ص
علي المطاعني يكتب: مركز الشباب وسر الانبهار

هالني مركز الشباب وما يقدمه من خدمات للشباب العماني وإعداد المستفيدين من خلال الدورات التي يقدمها لإكسابهم مهارات عملية وعلمية وحيوية لتطوير ملكاتهم ومواهبهم الابداعية .

حدث هذا الانبهار عميق الأغوار أثناء الزيارة الخاطفة التي نظمها مجلس الخنجي صباح يوم السبت الماضي للمركز ، اطلعنا خلالها على المرافق التي يتميز بها و ما يوفره من مساحات إبداعية ، كما إنه ومن خلال مايضمه من إمكانات يعمد لتعزيز التعاون مع المؤسسات الشبابية داخل البلاد وخارجها ، فضلا عن توفير بيئة ديناميكية لفائدة المواهب الشابة لإبراز قدراتهم وتشجيع وتحفيز التعليم والابتكار والاستفادة من الخبرات وتوظيفها لاكساب الشباب المهارات اللازمة. 

 الأمر الذي يبعث على الارتياح لما لهذا المركز من دور حيوي في استيعاب الطاقات الشبابية وافساح المجال أمامها لحصد المزيد من ملكات الإبداع والتحليق عاليًا في سماوات الإجادة والابتكار الذي يشبع طموحاتهم ويلبي تطلعاتهم إلميممة شطر مستقبل مشرق ينتظرهم باللهفة كلها فيما خلف الحجب.

فلغة الأرقام وعندما تتحدث فان الصمت المهيب هو الأولى بالاتباع إذ يبلغ عدد المستفيدين منه 1,825546 شابًا وشابة من العمانيين والمقيمين في الفئة العمرية من 15 إلى 34 سنة ، منهم 928،533 عماني وعمانية و 897,013 من المقيمين في العديد من البرامج والدورات والخدمات التي يقدمها في العديد من الجوانب العلمية والعملية الهادفة لولوج أجيال الشباب لرحاب الحياة العملية بكفاءة عالية مع ترسيخ ثقافة المبادرة والإبداع .

 

ففي الفترة من يناير من 2022 إلى سبتمبر 2023 أي أقل من عامين استفاد من المركز 457 مؤسسة صغيرة ومتوسطة وصاحب عمل حر ، ونفذ المركز منذ افتتاحه في يناير عام 2022 ، عدد 158 برنامجا ، وبلغ عدد المستفيدين من مساحات المركز أكثر من 122 ألف مستفيد ومستفيدة خلال أقل من عامين ، أما المستفيدين من برامج مركز الشباب فقد بلغ أكثر من 328 ألف مستفيد .

 وعلى صعيد الأعمال فالإحصائيات تتحدث عن نفسها بلسانها ذاك العربي المبين وخلاصتها أنها مبهرة وخاطفة لآهات الإعجاب والتقدير ، وباعتبار أن المركز يعمل بعيدا عن صخب الأضواء وضوضاء الإعلام ، غير إنه وفي هذا المنعطف يحتاج المركز لإماطة اللثام الذهبي عن ما يقدمه إمتنانا واحقاقا للحق الحصيف ، فما يقدمه عملياً للشباب يعكس نجاح مثل هذه المراكز ودورها في استيعاب طاقات الشباب العماني الخلاقة. 

 لقد أثلج صدورنا جميعا توسيع أعمال المركز لتغطي محافظات سلطنة عمان من خلال توقيع اتفاقية مركز في ولاية صور على نفقة الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال ، وما تمثله هذه الخطوة من أهمية في التوسع في أعماله لتشمل كل المحافطات وليستفيد أبناء عمان من خدماته التي تمزج بين الإبداع والابتكار وريادة الأعمال وبناء وإعداد قيادات شابة قادرة على بناء نفسها في عالم يموج بالتحديات العلمية المتمثلة في استئساد منظومات الذكاء الإصطناعي على مفاصل الحياة في كوكبنا ، آملين أن تتبنى الشركات بناء المزيد من المراكز الشبابية في المحافظات لتسهم في توسيع الاستفادة من ما يقدمه المركز من أفكار إبداعية تستوعب الطاقات المشرئبة طموحا لأبناء عمان الأعزاء في إطار سعيهم المحمود لبناء وطنهم بشغف غير محدود وتطلعات مشروعة تسابق الضوء بلاغة في سرعته.

فالأهداف التي يروم المركز تنزيلها لأرض الواقع تتمثل في بناء مجتمع شبابي قادر على المشاركة بقاعلية وكفاءة عالية لتحقيق أهداف رؤية عمان 2040 واكتشاف وتطوير المواهب الشبابية وتنميتها وتوفير مساحات تتناسب مع متطلبات الشباب في مختلف المجالات والإهتمامات من بعد التكامل مع الجهات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني في دعم وتطوير قطاع الشباب وتعزيز مشاركة الشباب في مختلف المشاريع والمبادرات والفعاليات المتنوعة ، وتنفيذ برامج ومبادرات تسهم في صقل المواهب والمهارات فضلا عن تنمية المعارف و الخبرات الشبابية في مجالات الإبداع والابتكار والتجويد والتجديد وتعزيز التعاون مع المؤسسات الشبابية المحلية والإقليمية والدولية . 

الآن ما يتطلبه المركز تسليط المزيد من الأضواء على هذه الجهود وتلك الأعمال التي يقدمها ليأخذ وضعه الطبيعي في المجتمع ويفتح الأبواب للجميع للمساهمة في هذا الجهد الوطني الخلاق ولنوسع من استفادة الأجيال الشابة المتطلعة لخدمة وطنها كما ينبغي. 

وكذلك عليه أن يعمل على الاستفادة من الخبرات المتوفرة في تقديم الإستشارات للشباب وتأهيلهم في العديد من المجالات وفق برامج محددة تعمل على نقل الخبرات والتجارب للأجيال الشابة في العديد من الميادين حيث تتوفر الكثير من الخبرات المتقاعدة والتي يمكن أن تسهم في تعزيز دور المركز في العديد من الجوانب. 

بالطبع الحديث عن المركز والذي جاء إنشائه بناء لتوجيهات من صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم بن طارق آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب ليكون منارة للشباب العماني يصهر فيها طاقاته ويصقل فيه مهاراته ويفتح آفاقا أوسع لمستقبل أفضل لشبابنا وللوطن العزيز . 

نأمل أن تكلل جهود مركز الشباب بالنجاح في تحقيق أهدافه تلك السامقة وصولا لرحاب غد أفضل للشباب العماني ، مع دعوتنا للجميع للإسراع لدعم هذا المركز ماديا ومعنويا ليغدو الواحة الغناء التي تنطلق منها إبداعات أبناءنا الشباب و تفتح أمامهم فضاءات أوسع وارحب .

على بن راشد المطاعني