الشبيبة - وكالات
يواجه نحو 50 ألف امرأة حامل في قطاع غزة أوضاعا مأساوية، في ضوء الأزمة التي تعيشها المستشفيات والقطاع الصحي نتيجة استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة لليوم الـ24 على التوالي.
وأظهرت مشاهد خاصة بالجزيرة، الأوضاع الصعبة التي يمر بها قسم النساء والولادة بمجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، حيث يشهد اكتظاظا بالنازحين والنساء الحوامل، بالتزامن مع نقص حاد بالإمكانيات وظروف صعبة تواجه الكوادر الطبية في التعامل مع الحالات اليومية، حسب "الجزيرة نت".
وقال رئيس القسم في مستشفى الشفاء بغزة الدكتور عائد أبو حصيرة، إن "نسبة الولادة القيصرية زادت بشكل كبير، إضافة إلى ارتفاع نسبة الإجهاض للنساء الحوامل بحوالي 3 أضعاف عن الوضع الطبيعي".
وأضاف أن "النساء الحوامل يواجهن ظروفا صعبة خاصة أن معظم الإصابات التي تصل نتيجة القصف الإسرائيلي تعاني من انفصال في المشيمة".
وأشار إلى أن عددا كبيرا من الإصابات تخللها وفاة مباشرة للمرأة الحامل والجنين، في حين تحاول الطواقم المتخصصة التعامل مع إصابات أخرى بعمليات جراحية لكنها تفقد حياة الأم والجنين في نهاية المطاف بسبب شدة الإصابة.
وأوضح أبو حصيرة أن النساء الحوامل يعشن شعور خوف بسبب عدم وجود بيئة مناسبة للولادة لاكتظاظ المستشفيات بالمصابين والضحايا، لافتا إلى أن أقسام الولادة تأثرت بسبب العجز بالإمكانيات وعدم قدرتها على تقديم خدمة مناسبة، وشمل العجز أيضا الكوادر الطبية والأدوات والغرف، الأمر الذي زاد من نسبة الولادة المبكرة.
ويعاني قسم الولادة بشكل أكبر من الأقسام الأخرى بمجمع الشفاء الطبي بسبب أنه يتعامل مع الأم قبل وبعد ولادتها ومع الجنين كذلك الذي يحتاج لرعاية صحية فائقة، في الوقت الذي يواجه فيه المستشفى أزمة حادة بالإمكانيات، وفق أبو حصيرة.
وأكد أن الأطباء الذين يعملون في قسم الولادة يتم استدعاؤهم بشكل يومي للتعامل مع حالات إصابات نساء حوامل نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
وبيّن أن قسم الولادة اضطر لرفع الرحم للكثير من النساء رغم أنهن صغيرات بالسن للحفاظ على حياتهن، خاصة أن الأطباء لا يستطيعون التعامل مع المضاعفات للعمليات الجراحية المختلفة.
ولا يختلف واقع قسم النساء والولادة والسيدات الحوامل بمجمع الشفاء الطبي عن غيره من باقي المستشفيات في قطاع غزة.
وفي 16 أكتوبرالجاري كشف صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين عن وجود 50 ألف امرأة حامل في قطاع غزة لا تستطعن الحصول على الخدمات الصحية الأساسية.
وأضاف الصندوق في بيان على منصة "إكس"، "50 ألف امرأة حامل في قطاع غزة لا تستطعن الحصول على الخدمات الصحية. 5500 منهن سوف يلدن خلال أكتوبر الجاري".
وأكد الصندوق أن هؤلاء النساء "يحتجن إلى رعاية صحية وحماية عاجلة"، وحث جميع الأطراف على "التقيد بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان".
وقال مدير الصندوق دومينيك ألين في تصريحات صحفية، إنّ "نظام الرعاية الصحية نفسه في غزة في وضع حساس. إنه يتعرض للهجوم، وهو على شفا الانهيار".
وأضاف ألين أنّ "هؤلاء النساء الحوامل، اللاتي نشعر بقلق بالغ بشأنهن، ليس لديهن مكان يذهبن إليه"، مؤكدا أنهن يواجهن تحديات "لا يمكن تصورها".
وتابع "تخيل المرور بهذه العملية في تلك المراحل النهائية والأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل قبل الولادة، مع حدوث مضاعفات محتملة، بدون ملابس، بدون نظافة ودعم، من دون معرفة ماذا سيحدث لهن في اليوم التالي والساعة التالية والدقيقة التالية".
وأكد أن "القصص الواردة من المستشفيات كانت مروعة، وأن إحدى القابلات في مستشفى الولادة في غزة أخبرته أنه منذ بداية العدوان، لم تتمكن بعض القابلات حتى من الوصول إلى جناح الولادة لتقديم المساعدة بسبب البيئة غير الآمنة".