غياب الاتفاق بين طهران والرياض يحرم الايرانيين من موسم الحج

الحدث الجمعة ١٣/مايو/٢٠١٦ ٠١:٠٤ ص
غياب الاتفاق بين طهران والرياض يحرم الايرانيين من موسم الحج

طهران - أ ف ب

اكدت طهران ان الايرانيين لا يمكنهم اداء فريضة الحج الى مكة في سبتمبر المقبل بسبب عدم التوصل الى اتفاق مع السعودية بعد عام على التدافع الذي اودى بآلاف الحجاج، متهمة الرياض بوضع "القيود والعراقيل".

وقال وزير الثقافة والارشاد الاسلامي في ايران علي جنتي الخميس في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الرسمية ان "الظروف غير مهيأة والوقت فات". واضاف ان "العرقلة مصدرها السعودية" ولجنة تنظيم الحج الايرانية تابعة لوزارة الثقافة والارشاد الاسلامي.

وعلى الرغم من قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في يناير، جرت محادثات في ابريل في السعودية بين السعوديين والايرانيين لتحديد شروط الحج بعد عام على الصدمة التي اثارها مقتل حوالى 2300 شخص بينهم اكثر من 450 ايرانيا في تدافع كبير في مشعر منى قرب مكة في سبتمبر 2015. واتهمت طهران حينذاك الرياض بانها "غير مؤهلة لتنظيم الحج".

موقف فاتر وغير لائق
وقال جنتي ان "رئيس منظمة الحج عقد اربع جلسات مع وزير الحج السعودي وكان سلوكهم فاترا جدا وغير لائق ولم يوافقوا على مقترحاتنا بشان التأشيرة والنقل الجوي وتوفير امن الحجاج". وتابع ان رئيس منظمة الحج سعيد اوحدي "تعرض لمشاكل عديدة عندما توجه الي السعودية منها الاحتقار والتهديد وبصمات الأصابع وتفتيش حقائبه رغم حيازته علي جواز سفر سياسي". واضاف الوزير ان "المسؤولين السعوديين لم يعدوا بمنح التأشيرة للحجاج الايرانيين ورأوا انه على الحجاج الايرانيين التوجه الي بلد ثالث للحصول علي التأشيرة ما يشير الي عدم توفر الظروف لاداء مناسك الحج".

وطلبت ايران ان تمنح تأشيرة الدخول على الاراضي الايرانية رغم قطع العلاقات الدبلوماسية بين القوتين الاقليميتين الكبريين في الثالث من يناير. من جهته، قال اوحدي الخميس ان الرياض "رفضت ايضا منح تصاريح لشركات الطيران الايرانية بالتوجه الى السعودية" لنقل الحجاج. وكانت هذه المحادثات الاولى بين البلدين منذ قطع العلاقات. واتخذت الرياض قرار قطع العلاقات بعد الهجوم على سفارتها في طهران من قبل ايرانيين كانوا يحتجون على اعدام رجل الدين السعودي المعارض نمر النمر. وبعد الهجوم الذي دانته السلطات الايرانية، قطعت الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع طهران وكذلك كل العلاقات التجارية والاقتصادية ومنعت الرحلات الجوية بين البلدين.

اجواء سياسية معادية جدا
وقال اوحدي "للاسف هناك في السعودية اجواء سياسية مناهضة جدا لايران". والسعودية وايران على خلاف علني حول كل الازمات الاقليمية وتتبادلان الاتهامات بالسعي الى توسيع نفوذهما في المنطقة. فهما تتواجهان بشكل غير مباشر في سوريا حيث تدعم طهران الرئيس بشار الاسد بينما تدعم الرياض مسلحي المعارضة. وتختلفان حول اليمن حيث تدعم ايران الحوثيين وتدين باستمرار عمليات القصف التي يشنها التحالف العربي بقيادة السعودية. اما السعوديون فيتهمون الايرانيين بالتدخل في الشؤون اليمنية. والخلاف بينهما يطال ايضا مواقفهما حيال العراق والبحرين ولبنان. ومنذ الثورة الاسلامية الايرانية في 1979، تشهد العلاقات بينهما تقلبات حادة. وكان البلدان قطعا العلاقات بينهما من 1987 الى 1991، بسبب مواجهات دامية بين الحجاج الايرانيين والقوات السعودية خلال موسم الحج العام 1987 اسفرت عن سقوط اكثر من 400 قتيل معظمهم من الايرانيين. وعلقت ايران في ابريل 2015 رحلات العمرة الى مكة بعد مهاجمة اثنين من الحجاج الايرانيين الشباب من قبل رجال شرطة سعوديين في مطار جدة. وكان نحو 500 الف ايراني يؤدون العمرة سنويا في السعودية. وفي 2015، توجه حوالى ستين الف ايراني الى مكة المكرمة لاداء فريضة الحج.