47 عاما .. هل يُكرر التاريخ نفسه .. ؟

مقالات رأي و تحليلات الخميس ١٢/مايو/٢٠١٦ ٠٠:٥٧ ص

بسام الرواس
كثيرةٌ هي المباريات العالقة في ذاكرة كرة القدم اللبنانية «محلياً» و»قارياً».. لكن قليلا منها فقط ما يبقى منقوشًا في سجلات التاريخ.

صحيح أن التاريخ ينحاز دائماً إلى الأفضل والأجمل والأمتع في إشارة إلى ما قدمه فريق الأنصار منتصف التسعينيات أمام «عمالقة» القارة الآسيوية وقتذاك .. لكن التأمل والتقليب في أوراق الكرة اللبنانية يؤكد أن زمن الطفرة المميزة على مستوى الأداء والنتائج وصل إلى الذروة خلال ستينيات وسبعينيات القرن الفائت حين توجه فريق النجمة بالفوز «الودي - التاريخي» على ارارات (بطل الاتحاد السوفييتي)..!

يصف العارفون والمواكبون لتلك الفترة بـ «زمان الخير»، «كان كل شيء راقيًا وقتذاك .. كان المواطنون العاديون والمنغمِسون بالشأن العام يَليقون بمستوى لبنان.. سياسيا، إعلامياً، وثقافياً، ورياضياً».
لم يعد لنا متوفراً في هذا الزمان إلا استحضار التاريخ بلسان معاصريه علّنا نصدق أن لبنان سيعود كما كان.
التقليب في صفحات الزمن الجميل قادنا إلى مباراة تاريخــــــية «محـــلية الصنع» قدمها الأنصار في نهاية موســــم 1969.
يقول الراوي: «ذهب الفريق الحديث العهد في دوري الأضواء (صعد العام 1967) ذات أحد إلى ملعب بلدية برج حمود لمواجهة فريق الراسينج «المدجج» بخيرة نجوم الكرة اللبنانية. كان الراسينج يحتاج إلى الفوز ليتوج بطلاً للدوري على حساب الهومنتمن، فيما يخوض الفريق الضيف (ارتدى الطقم النبيذي) المباراة دفاعاً عن سمعته وحضوره بأنه لن يكون ممرًا للفريق الأبيض بعد الشائعات التي غزت الشارع الكروي عن أن الأنصار سيلعب المباراة من دون حافز».
ويتابع الراوي: »احتشدت الجماهير بكثافة في المدرجات لمتابعة المباراة الحاسمة لموسم 1968/‏1969 . تقدم الراسينج بهدف ..وفي وقت كان يعتقد فيه الجميع أن المباراة ذاهبة للحسم لمصلحة الفريق الأبيض، لاحظ عدنان الشرقي تقدم حارس الراسينج يوسف الغول عن مرماه. سدد الكرة من أربعين متراً استقرت في الشباك البيضاء معلنة تعادلاً تاريخياً نَقل لقب الدوري من الأشرفية إلى برج حمود .. لقب تأخر كثيراً الفريق الأرمني حتى يكتشف أنه «الأغلى» في تاريخه بعدما تغيب عن منصة التتويج في الدوري منذ حينها.
نطوي مؤقتاً صفحات التاريخ ونقرأ في الحاضر: كرويا، وعلى أعتاب أسبوع أو أكثر (ربما) من مباراة العهد والأنصار في الجولة ما قبل الأخيرة من الدوري اللبناني، يتأهب الأول للانقضاض على «الأخضر» ومواصلة مزاحمة الصفاء حتى الأسبوع الأخير سعياً للفوز عليه وخطف الصدارة واللقب .. أما الثاني فسيسعى إلى التأكيد مجدداً أنه لن يكون «الجسر الآمن» لأي فريق طامح في الوصول إلى اللقب على ظهره، وهذا ما أثبته أمام الصفاء عندما «فرمل» ابتعاده في الصدارة.
صحيح أن الأنصار لم يعتد أن يلعب دور «المُهندس» لهوية البطل بل كان دائماً معانق الألقاب أو منافساً جِدياً في أسوأ الاحتمالات لكنه يجد نفسه في المباراة أمام العهد (يقابله أيضاً في نصف نهائي كأس لبنان) في دائرة الضوء نظرا للأهمية التي يكسبها اللقاء بسبب صراع الرمق الأخير بين الصفاء والعهد حيث يمنح فوز الأنصار على العهد وتفوق الصفاء على شباب الساحل اللقب رسمياً لأبناء وطى المصيطبة.
47 عاماً مضت على المباراة الأولى، والدنيا تلف على الأنصار مجددًا. هل سيفعلها ويقدم لقبا ثالثاً للصفاء في سجلات الدوري اللبناني ؟

حسن الختام

تحية لـ «راوي» المباراة وأحد صانعي التعادل التاريخي مع الراسينج مدافع الأنصار السابق عدنان الرواس.