قطبا مانشستر .. الحياة والموت

مقالات رأي و تحليلات الخميس ١٢/مايو/٢٠١٦ ٠٠:٥٧ ص
قطبا مانشستر .. الحياة والموت

حسام بركات

يضع الدوري الإنجليزي لكرة القدم أوزاره في الأمتار الأخيرة ليقرر الفصل بين قطبي مدينة مانشستر، ذلك أن قبلة الشامبيونز ليج لن تطبع «حكما» إلا على خد واحد. أربعة فرق من البريميير ليج ستتأهل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل وقد حجز ليستر سيتي البطل وتوتنهام (الثاني حاليا) وبشكل مؤكد أول بطاقتين، فيما أكدت خسارة مانشستر يونايتد أمام ويستهام في مباراة مؤجلة أن أرسنال حجز بشكل مؤكد وقاطع البطاقة الثالثة.

احتمالات تأهل مانشستر بقطبيها إلى دوري الأبطال كانت قائمة على الورق، ولكنها انعدمت الآن بعد خسارة ملعب ابتون بارك، حيث إن أرسنال سيستضيف في مباراته الأخيرة أستون فيلا الهابط أصلا للدرجة الأولى وفي ملعب الإمارات ولن تحمل المباراة أية أخبار سارة لقطبي مانشستر مهما كانت نتيجتها.
ولم يعد أمام مانشستر يونايتد إذا أراد خطف البطاقة من جاره إلا الفوز على بورنموث في الجولة الأخيرة بشرط خسارة مانشستر سيتي أمام سوانزي.
وإذا ما حصل ذلك فإن الموسم المقبل سيكون صعبا على السيتيزينز ومدربهم الجديد الفيلسوف الإسباني بيب جوارديولا الذي سيجد نفسه في اليوروبا ليج وليس الشامبيونز ليج، بعدما فاز مرتين بدوري الأبطال مع برشلونة، وبلغ نصف النهائي 7 مرات تواليا (آخر 3 مرات مع بايرن ميونيخ).
أما إذا فشل الشياطين الحمر في استغلال الموقف (وهو ما حصل فعلا في فرصة كبيرة كانت سانحة) فإن الأقاويل حول المدرب الهولندي لويس فان جال ستتحول كلها إلى حقائق ويخلي مكانه مجبرا للبرتغالي الداهية جوزيه مورينيو.
لا أنكر أن فكرة وجود مورينيو وجوارديولا في دوري واحد مغرية إلى أبعد الحدود، فقد أضفى هذا الثنائي رونقا خاصا على الدوري الإسباني مع الغريمين ريال مدريد وبرشلونة، وحتى عندما التقيا مرة واحدة في كأس السوبر الأوروبي بين تشيلسي وبايرن ميونيخ كانت المباراة غاية في الروعة والإثارة.
المثير أكثر أن الفيلسوف والسبيشال وان لن يكونا في دوري واحد فحسب بل في مدينة واحدة تضم أحد أقوى الديربيات في العالم، ولعشاق كرة القدم الجميلة أن يذهبوا بخيالهم لأبعد الحدود حيال شكل المنافسة المنتظرة بين الفريقين. لا نزال نتحدث على الورق ولم يحصل شيء مؤكد حتى الآن، فارق النقطتين الذي يصب في صالح الفريق السماوي يعطيه أفضلية كبيرة لإنهاء الموسم في المركز الرابع وخطف البطاقة الأخيرة للشامبيونز ليج. ولكن سواء جاء مورينيو إلى مانشستر يونايتد أم ذهب إلى أي مكان آخر غير إنجلترا، فإن توقعات المراقبين تؤكد أن منافسات الدوري الإنجليزي الموسم المقبل ستكون غاية في الإثارة والتشويق. فإذا ضممنا كلاوديو رانييري مدرب ليستر سيتي إلى قائمة المدربين الأبطال مثل فان جال أو بديله المتوقع مورينيو مع ارسين فينجر (أرسنال)، فإن البريميير ليج سيشهد وجود ثلة من أفضل المدربين الشباب على مستوى العالم يتقدمهم جوارديولا وأنطونيو كونتي (تشيلسي) ويورجن كلوب (ليفربول) وثلاثتهم فاوزا بألقاب الدوريات الأوروبية قبل ذلك. ولا شك بأن جميعنا يعلم بدور وأهمية الشباب الذين يحدثون التغيير أينما ذهبوا.. والتغيير نحو الأفضل ينتظر بلاشك الدوري الإنجليزي الممتاز في الموسم الجديد المشتعل.