نم قرير العين.. أيها «الغاش»!

مقالات رأي و تحليلات الخميس ١٢/مايو/٢٠١٦ ٠٠:٥٤ ص
نم قرير العين.. أيها «الغاش»!

محمد بن سيف الرحبي
alrahby@gmail.com
www.facebook.com/msrahby

ما الذي يزعجك وأنت تشاهد نشرة الأخبار؟!

ما الذي يصيب ضميرك وأنت تطعم شعباً من مخازنك العتيقة؟!

لا تأبه لشيء، ولا تحاول أن تأبه أصلاً.. لشيء.
لا تصدّق أرقام وزارة الصحة تعلن عن انتشار الأمراض، الخبيث منها وغير الخبيث، طالما أنك بخبثك تستطيع أن تلقمنا بضاعتك الفاسدة فترتعش جيوبنا من أجلها، حيث تاريح التعبئة واضح، وانتهاء الصلاحية ينتهي بعد انتهاء صلاحيتنا..

لا تلتفت لتلك البطولات التي تدّعيها بعض الجهات، فما تفعله هو من أجل الاستهلاك المحلي، ليحلّل موظفوها رواتبهم، ويجري الكلام على ألسنتهم فيعطونا المزيد من التصريحات، بما يجعلنا نمدح جهدهم، ونلعن من لا نعرفه، ربما لأن التشهير في هذا الأمر ليس بخطورة الإساءة إلى سمعة الوطن من قبل أولئك المثقفين.

استرح في بهاء امبراطوريتك التي أنشأتها من لحم أكتافنا، ومن صحتنا، ومن سقمنا، ما الذي يجعلك مترددا طالما أن مجلس الشورى لن يجتمع في جلسة عاجلة، ما فعلته لن يضرّ شعباً اعتادت معدته على هضم الصخر، ما مشكلته إن بقيت بضع حصوات في جسده، سيذهب إلى تايلند ويفتتها بمبلغ رمزي لن يؤثر على مقدرته المالية، إن لم يقتنع بالمستشفيات الخاصة.

لا تجفل أبداً، ولا تترك عينيك ترمشان من خوف.. سيصادرون ما وجدوه، ما المشكلة؟ فلديك رصيد هائل سيعوّض ذلك الفتات الذي وجدوه بسهولة ويسر، وقد أطعمتنا عشرات السنين..

ترفع الأسعار فنغضب قليلاً ثم ننسى، تربح كثيراً فنحسدك قليلاً.. ثم نمضي نحو حياة علينا واجب تذكرها.

هل ستخشى محاكمتك؟
لا تخش شيئاً.. العارفون يعرفون كيف يخرجون من العثرات الصغيرة، وما يحدث في كل مرة ليس إلا عتب بسيط على أنك لم تحسن مداراة الأمر، وأخطأ بعض موظفيك في تقدير ما..
ما يجري محض مسرحية، هناك من يكتشف، وهناك من يقرأ الخبر، وبالطبع هناك من يغضب.. ثم يعود كل شيء إلى الصمت، بانتظار.. مسرحية أخرى، جديدة، قد لا تكون بالضرورة حولك، ربما آخرون، يشبهونك، أو يشبهوننا.. بالتواطؤ.
نم قرير العين، سنموت في صمت.. كما سيدفن الأمر.. بصمت!