علي المطاعني يكتب : لماذا الاكتتاب في أوكيو لشبكات الغاز!

مقالات رأي و تحليلات السبت ٠٩/سبتمبر/٢٠٢٣ ٢٠:٤٨ م
علي المطاعني يكتب : لماذا الاكتتاب في أوكيو لشبكات الغاز!
المطاعني
يتخذ جذب الاستثمارات الوطنية والأجنبية عدة مسارات تهدف إلى ضخ رؤوس الأموال في شرايين الاقتصاد سواء بإنشاء مشروعات جديدة، أو الشراكة في مشاريع قائمة عبر إيجاد شركاء استراتيجيين لديهم الخبرات والأموال الجاهزة للاستثمار.
ولعل ‏الاكتتاب في أسهم أوكيو لشبكات الغاز يعد أحد المسارات لجذب الاستثمارات الأجنبية وتوظيف مدخرات المواطنين في أوعية استثمارية ذات عوائد مجزية تدر دخلا سنويا ولفترة طويلة الأمد مثل الأصوال التي يحتفظ بها المستثمرون بدلا من تجميد أموالهم في البنوك كإيداعات، والاستفادة من العوائد السنوية. فالاكتتابات أداة مهمة من أدوات جذب المستثمرين وتوظيف مدخرات المواطنين والمقيمين، وتحقق أهدافا لكل الأطراف المعنية؛ سواء كانت حكومات أو شركات أو مستثمرين. بل إن الاكتتابات كذلك تعمل في المقابل على توسيع قاعدة الاستثمار في الأصوال الحكومية، وتدفق رؤوس الأموال إلى الدول، وتحريك الأسواق المحلية من خلال أعمال الاكتتاب وما يصاحبها من عمليات كشراء الأسهم، والإيداعات النقدية، واسترجاع الأموال الفائضة وغيرها من الأعمال التي يستفيد منها آخرون؛ الأمر الذي يتطلب مضاعفة العمل في المزيد من الاكتتابات للشركات العامة والخاصة كإحدى خطوات جذب الاستثمارات الوطنية والأجنبية وإنعاش بورصة مسقط.
لقد شكل نجاح اكتتاب شركة أبراج لخدمات النفط كأول شركة في قطاع الطاقة تدرج في بورصة مسقط؛ عاملا محفزا لطرح 49 % من أسهم شركة أوكيو لشبكات الغاز للاكتتاب؛ بقيمة تصل إلى 212 مليون ريال عماني كما أعلنت الهيئة العامة لسوق المال، وبذات الأهداف والمرامي الهادفة إلى المزيد من المشاركة في تملك الأصوال الحكومية من جانب المواطنين والمستثمرين، ليكونوا شركاء في مسيرة العمل في هذه الشركات الناجحة وتدوير الأموال من هذه الاكتتابات في استثمارات أخرى تسهم في إضفاء قيمة مضافة للوطن والمواطن، وفتح آفاق أوسع أمام شركاتنا واقتصادنا للمزيد من الانفتاح والتطلع لمستقبل أفضل يسهم في اندماجه بالاقتصاد العالمي والدخول في شراكات جديدة تتم الاستفادة منها في عملية التطوير.
إن من أهداف الاكتتابات كذلك تسييل السيولة المحلية في المصارف والبالغة أكثر من 21 مليار ريال عماني وفق إحصائيات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات في شهر يونيو 2023م؛ منها 17.9 مليار ريال ودائع خاصة بالقطاع الخاص مودعة في البنوك، وتوظيفها في مشروعات اقتصادية‏، فضلا عن توظيف مدخرات المواطنين في أوعية استثمارية تجلب لهم أرباحا مضمونة من شركات لديها المقومات والأصوال والضمانات ما يعزز الثقة في الاكتتاب في أسهمها.
فالسوق يستبشر خيرا بالاكتتاب في أسهم شركة أوكيو لشبكات الغاز كأكبر طرح في سلطنة عمان، ويتوقع أن يجمع أكبر قيمة، تعادل أربعة أضعاف قيمة الطرح، وذلك للعديد من الأسباب أهمها بأن الشركة تتوقع توزيع أرباح بقيمة 33 مليون ريال للأشهر التسعة الأولى من العام الجاري في شهر يناير 2024م، وتوزيع أرباح ثانية بقيمة 11 مليون ريال للأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023م في شهر أبريل 2024م. كما تتوقع أن تدفع أرباحا أعلى بنسبة 90 بالمائة من أرباح عام 2024م، وكذلك عام 2025م.
الجانب الآخر الذي ينظر إليه المستثمر والمكتتب هو الشركة وقدراتها وأعمالها؛
فأوكيو لشبكات الغاز حققت في عام 2022م إيرادات بلغت حوالي 160.4 مليون ريال عُماني، بالإضافة إلى أرباح قبل احتساب الفائدة، والضرائب، والإهلاك والإطفاء بلغت نحو 96,4 مليون ريال عماني.
أما عن إنجازاتها فالإحصائيات تشير إلى أن الشركة في عام 2022، نقلت حوالي 39.4 مليار متر مكعب من الغاز، من ستة منتجين للغاز إلى قاعدة مستهلكين متنوعة تضم حوالي 130 مستهلكًا للغاز على طول 4031 كيلومترًا من خطوط أنابيب الغاز، فضلا عن أن لديها حقوقا حصرية لنقل الغاز لمدة خمسين عاما.
فإذا كانت هذه بعض الحقائق عن أوكيو لشبكات الغاز فمن الطبيعي أن تدفع الكل للاكتتاب لما توفره من ضمانات كبيرة في تحقيق أرباح كعوائد على الأسهم المطروحة للاكتتاب وفي ظل كل الإنجازات والقدرات؛ فضلا عن معرفة ماهية الشركة وأعمالها ومن يقف وراءها.
بالطبع تشهد أوكيو لشبكات الغاز نقلة نوعية بهذا الاكتتاب والتحول إلى شركة مساهمة عامة تدرج في بورصة مسقط، ومن المؤكد أن ذلك سيضاعف من مسؤوليتها، ويدفعها نحو تحقيق الأفضل للمساهمين فيها، وهذا أحد أهداف التحول الذي ينشده ملاكها.
نأمل أن يكلل الاكتتاب في شركة أوكيو لشبكات الغاز بالنجاح، وأن يستفيد الجميع من هذه الفرصة السانحة في توظيف مدخراتهم وتنويع إيراداتهم وأن تفتح آفاقا أوسع للمزيد من الاكتتابات في الأصوال الحكومية كخطوة من خطوات جذب الاستثمارات وتسريع عجلة النمو الاقتصادي في سلطنة عُمان.
علي بن راشد المطاعني