عيسى المسعودي يكتب: إلزامية الفحص الطبي قبل الزواج

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٠٦/سبتمبر/٢٠٢٣ ١٢:٤١ م
عيسى المسعودي يكتب: إلزامية الفحص الطبي قبل الزواج

تحدث العديد من الاطباء والمختصين خلال الفترة الماضية حول ضرورة توعية افراد المجتمع باهمية القيام بالفحص الطبي قبل الزواج وتم نشر عدد من المقالات الصحفية والدراسات المتخصصة التي تؤكد على ايجابيات القيام بهذا الفحص خاصة للمقبلين على الزواج وان هذا الفحص يحد من ظهور العديد من الامراض الوراثية ووقاية فعالة للحد من انتشار العديد من الامراض المعدية والتشوهات الخلقية خاصة بين الأطفال اضافة الي ذلك ان القيام بهذا الفحص يساهم في معرفة نوعية الامراض الموجودة بين المقبلين على الزواج حتى يستطيعوا البدء في مرحلة العلاج مبكراً وخاصة في الامراض المعدية والوراثية ولاهمية هذا الموضوع للمجتمع قامت وزارة الصحة خلال السنوات الماضية بالعديد من الخطوات والحملات التوعوية لتشجيع الناس على القيام بهذا الفحص الهام والضروري بهدف سلامتهم والوقاية من انتشار بعض انواع هذه الامراض التي تعد منها خطيرة ومعدية وقامت الوزارة ايضا باطلاق برنامج الفحص قبل الزواج وخصصت الاقسام في المراكز الصحية وفي المستشفيات ووفرت الامكانيات لاستقبال المراجعين واجراء الفحوصات بالمجان مع التأكيد على سرية المعلومات وبيانات هؤلاء المراجعين ورغم ذلك لايزال الاقبال دون المستوى بل يمكن ان يوصف بالضعيف ولا يحقق الاهداف المرجوة وكثير من الشباب يقوم بتكملة مراسم الزواج دون النظر او الاهتمام باجراء الفحص الطبي مما يساهم وللاسف الشديد على مواصلة انتشار الأمراض المعدية وبلاشك انه اذا استمر الوضع كما هو عليه الان فان كافة الخطوات والحملات التوعية لن تنجح في الحد من انتشار الامراض والوفيات طالما لايزال اجراء هذا الفحص اختياري وليس اجباري .

لقد شهدنا خلال السنوات الماضية انتشار كبير للعديد من الامراض المعدية والامراض الوراثية وخاصة المتعلقة بالدم مثل فقر الدم المنجلي أو مرض الثلاسيميا ومرض نقص المناعة ( الايدز ) وامراض الكبد الوبائية والسكري والامراض التي تعيق عملية الانجاب عند الرجل او المرأة وغيرها من الامراض المنتشرة مما يجعلنا نفكر وبشكل أكثر جدية لاهمية القيام بالفحص الطبي قبل الزواج للتصدي والحد من انتشار هذه الامراض التي تؤثر سلبيا ولها خطورة كبيرة في بناء الاسرة وفي تمتع افراد الاسرة بالصحة والسلامة فما هو ذنب الرجل او المرأة من نقل العدوى والاصابة بهذه الامراض وللاسف الشديد كم من الشباب من الجنسين اصيبوا بهذه الامراض المعدية بسبب عدم معرفة كل طرف بالحالة الصحية للطرف الاخر وبالتالي تم نقل المرض وهناك العديد من الحالات الصعبة والمؤثرة والحزينة في هذا الخصوص وكذلك بالنسبة للاولاد فبسبب هذه الامراض وجدنا العديد من الاطفال يولدون مشوهيين وبهم امراض وراثية ومعدية وبالتالي يؤثر ذلك على استقرار الاسرة وتأثير ذلك على المجتمع بشكل عام ولهذه الاسباب وغيرها وللظروف والمستجدات الحالية فاننا نطالب بتغير اجراء الفحص الطبي قبل الزواج من اختياري الي الزامي بحيث يتم اتخاذ قرار بعدم اكمال عقد الزواج الا بعد اجراء الطرفين الرجل والمرأة لهذا الفحص الطبي والتأكد من نتيجة الفحوصات وهذا لمصلحتهم قبل كل شي ولمصلحة ضمان قيام أسرة سليمة تتمتع بالصحة والعافية والاستقرار وكذلك فان الفحص الطبي سيساهم في معرفة الحالة الصحية لكلا الشريكين قبل الزواج والكشف المبكر عن أي أمراض وراثية قد تُنقل إلى أولادهم أو وجود أي أمراض معدية قد تضر باحدهم كما ستساهم نتيجة الفحص على معرفة طرق العلاج المناسب لكل واحد منهم قبل فوات الاوان حيث اشارت العديد من الدراسات العلمية في هذا الجانب نجاح واهمية القيام بالفحص الطبي قبل الزواج وهناك العديد من الشباب استفادوا من اجراء هذه الفحوصات والاطمئنان على صحتهم وسلامتهم .

ان القيام بالفحص الطبي قبل الزواج لايحتاج للتردد فعلى جميع الشباب المقبلين على اتخاذ قرار الارتباط والزواج عليهم ان لايكونوا انانيين بل العكس عليهم التفكير بمصلحتهم ومصلحة عائلتهم وعليهم التخطيط لبناء أسرة سليمة تتمتع بالصحة والعافية واولى خطوات هذا التخطيط يبدأ من القناعة باجراء هذا الفحص وان لانخجل سواء من قبل الشباب المقبل على الزواج او من اولياء الامور من هذه الخطوة او المطالبة بها كشرط لاتمام الزواج حيث يجب على المقبلون على الزواج التحلى بقدر من المسؤولية وعلينا جميعاً التشجيع على ذلك والحرص على اجراء هذه الفحوصات التي تتعامل معها وزارة الصحة بكل مهنية وسرية ولتعزيز هذا النهج بين افراد المجتمع وللمحافظة على صحة وسلامة الاسرة العمانية اقترح قيام الجهات المعنية وفي مقدمتها وزارة الصحة وبالتعاون مع المؤسسات المعنية باتخاذ قرار الزام المقبلين على الزواج اجراء الفحص الطبي وعدم تكملة اجراء عقد الزواج الا بعد الحصول على شهادة او تقرير يفيد باجراء هذا الفحص مع المتابعة والتأكد من سريان هذا القرار في كافة محافظات وولايات السلطنة لانه اصبح مطلب مجتمعي ولايخص الفرد بنفسة ، نأمل بالفعل ان نشهد خلال الفترة المقبلة اتخاذ مثل هذا القرار من أجل المصلحة العامة ولضمان سلامة الجميع وتكوين أسر تتمتع بالصحة والعافية .