كان - عبدالستار ناجي
يبدو الحضور العربي في الاختيارات الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي إيجابيا قياسا بالظروف الموضوعية التي تعيشها الكثير من الدول العربية، والتي تأتي انعكاسا سلبيا على النتاج السينمائي في تلك الدول.
وتمثل ثلاث دول السينما العربية، وضمن اختيارات متفاوتة المستوى ولكنها تظل جميعا ضمن الاختيارات الرسمية، فقد اختارت اللجنة المنظمة لمهرجان كان السينمائي في دورته الـ69 التي تتواصل أعمالها هذه الأيام في مدينة كان جنوب فرنسا عددا من الأعمال السينمائية وهي موزعة على عدة تظاهرات:
مسابقة «نظرة ما» تضم عملين عربيين، الأول بعنوان «اشتباك» للمخرج المصري محمد دياب من بطولة نيللي كريم وهاني عادل.
وقد نفى المخرج أن يكون فيلمه سياسيا بعد تكهنات الصحافة المصرية بموضوعه.
وفيلم «اشتباك» هو العمل الثاني لدياب، بعد عمل «678» الذي تناول موضوع التحرش الجنسي بالنساء في مصر ولاقى انتشارا واسعا ووزع حتى في الولايات المتحدة.
أما العمل الثاني: الفيلم الفلسطيني «أمور شخصية» لمهى حاج أبو العسل، والذي يعرض أيضا ضمن فعاليات «نظرة ما» فيطرح مرة جديدة إشكالية التمويل الإسرائيلي لفيلم مخرجه فلسطيني من أراضي الـ 1948، والمخرجة من الناصرة وهي اختيرت لمهرجان كان في عملها الطويل الأول.
الفيلم يتناول موضوع العلاقات الزوجية المركبة في أوساط ثلاثة أجيال فلسطينية منذ النكبة وإلى اليوم وشارك في تمثيله ميساء عبد الهادي ودريد لداوي وعامر حليحل وحنان حلو وآخرون.
كما يتمثل الحضور العربي في مهرجان كان السينمائي بعدد من الأسماء الشابة بالذات في -تظاهرة «أسبوعي المخرجين»، وفي هذه التظاهرة ثلاثة أفلام عربية- فرنسية في مسابقتها الموازية التي أعلن عنها الثلاثاء وحيث دخلت أسماء شابة حملت قصصها العربية في بلدانها الأصلية أو في فرنسا إلى الشاشة. وتقدم هذه الأعمال بجانب أعمال سينمائيين كبار مثل ماركو بيلوكيو وأليخاندرو جودوروفسكي.
في عملها الأول «الهيات»، تروي المخرجة المغربية الفرنسية هدى بنيامين حكاية من حكايات الضواحي، ساردة قصة «دنيا» التي تعيش في حي يعج بالإسلاميين وبكل أنواع التجارة غير المشروعة. وتقرر دنيا الطامحة للسلطة والنجاح اتباع خطى ريبيكا تاجرة المخدرات الأشهر، والفيلم من بطولة أولايا عمامرة ومجدولين إدريسي وإنتاج عربي فرنسي مشترك.
وقالت هدى بنيامين في تصريح صحفي حول فيلمها الكوميدي الدرامي إنه يصور «التربية العاطفية لامرأة ممزقة بين فخ الربح السريع وبين مشاعرها. إنه نشيد للحب والصداقة يجمع الرقص إلى الشعر في اليومي ويدخل الضحك في التراجيدي كما يتجاوز قمقم الضاحية المعتاد ليسائل الإنساني والمقدس والسياسي في مجتمعنا.
هدى بنيامين كانت لفتت إليها الأنظار عبر فيلمها القصير الثاني «على درب الجنة» الذي نال جوائز عدة بينها سيزار الفيلم القصير عام 2013.
من ناحيته يشكل رشيد جعيداني، حالة فريدة في السينما الفرنسية اليوم وقد اختير فيلمه الثاني للمشاركة في «أسبوعي المخرجين».
فهذا الفرنسي المولود لعامل بناء مهاجر من أصل جزائري، بدأ حياته ملاكما ثم صار كاتبا وبعدها أصبح ممثلا ومخرجا.
أما فيلمه الجديد «دورة فرنسا» فيصور قصة حب تجمع بين شاب مهاجر ومدربة سباحة في باريس حيث يقرر الشاب اتباع دروس عندها مع أنه يتقن السباحة جيدا.
وفـــــي «أسبوعــــي المخرجين» أيضا وفي فئة الفيلم القصير، يشارك داميان أونوري بشريطه «قنديل البحر» في المسابقة.
الفيلم التونسي «صوف على الظهر» للمخرج لطفي عاشور شارك في مسابقة الأفلام القصيرة لينافس على «السعفة الذهبية». وجاء اختيار الفيلم التونسي من بين 5008 أفلام قصيرة تلقتها لجنة الاختيارات هذا العام، بحسب ما تم إعلانه على الموقع الرسمي للمهرجان.
وضمت قائمة مسابقة الأفلام القصيرة 2016 عشرة أفلام، معظمها من أوروبا وأمريكا اللاتينية، مع ممثل من آسيا وآخر من أفريقيا.
وتتنافس كل هذه الأفلام على «السعفة الذهبية» للأفلام القصيرة للعام 2016، التي ستمنحها ناومي كاواس، رئيسة لجنة التحكيم في حفل توزيع جوائز الدورة 69 لمهرجان «كان» السينمائي يوم 22 مايو الجاري.
وأعلنت إدارة المهرجان أيضًا اختيارات فئة «سينيفونداسيون»، لنسختها الـ 19، حيث اختارت 18 فيلمًا (14 فيلم خيال و4 رسوم متحركة) من بين 2300 فيلم عرضته هذا العام مختلف المدارس السينمائية عبر العالم. إذ تم تمثيل خمس عشرة بلدًا من ثلاث قارات.
تم انتقاء سبعة أفلام من مدارس تشارك للمرة الأولى. كما تم انتقاء للمرة الأولى أيضًا مدرسة من فنزويلا. وتم إخراج معظم أفلام هذه النسخة، 10 أفلام من بين 18 فيلمًا، من قبل نساء.
وسيتم منح جوائز «سينيفونداسيون» الثلاث خلال الحفل الذي سيسبق عرض الأفلام الفائزة يوم الجمعة 20 مايو بمسرح «بونويل».