كان –
تمثل لجان التحكيم في مهرجان كان السينمائي المفتاح الأساسي لترسيخ هوية هذا العرس السينمائي الذي بات الأهم على خارطة المهرجانات السينمائية الدولية.
وأمام تلك المعطيات نستدعي حكاية في غاية الأهمية، حيث اختارت اللجنة المنظمة للمهرجان في الدورتين الأولى والثانية على التوالي الناقد الفرنسي جان كوكتو ليكون رئيسا للجنة التحكيم وهو أمر لم يتكرر وساهم في ترسيخ منهجية عمل حددت هوية المهرجان بالذات على صعيد الأعمال السينمائية التي تفوز بالسعفة الذهبية وهي في الغالب تمزج بين الفن السينمائية باحترافية عالية والقضايا الكبرى ذات المضامين الفكرية العالية الجديدة.
ووفق هذا الأساس راح الاشتغال على تشكيل لجان التحكيم، بل إن اللجنة المنظمة تختار رئيس لجنة التحكيم في مطلع العام، قبيل المهرجان بستة أشهر، ليصار بعدها تشكيل فريقه الذي يضم في الغالب مبدعين من كافة الفنون.
وفى هذا العام كان الاختيار على المخرج الأسترالي القدير جورج ميلر الذي عرف عالميا من خلال سلسلة أفلام «ماد ماكس» «ماكس المجنون» وميلر استطاع أن يدهش العالم عبر فيلم «ماد ماكس» الجزء الأول الذي تم من خلالة تقديم النجم الأسترالي ميل غيبسون إلى السينما العالمية.
مع ميلر في اللجنة المخرج الفرنسي ارنو ديسبلين وهو من رموز السينما الفرنسية يمتاز ببصمته وذكائه الجديد في تقديم نتاجات ذات مضامين اجتماعية ذات بعد إنساني عالمي.
وتشاركهم في اللجنة أيضا النجمة الإيطالية فاليريا جولينو وهي تمتلك موهبة عالية المستوى على صعيد التمثيل، وأعمالها تجاوزت السينما الإيطالية إلى الأوروبية بشكل عام، كما مارست الإخراج عبر عدد متميز من الأعمال السينمائية التي رسخت حضورها كسينمائية عالية الكعب.
من الدنمارك يشارك في لجنة التحكيم الممثل مادس مكليسون الفائز بجائزة أفضل ممثل في مهرجان كان السينمائي عن فيلمه «الصيد» الذي قدم خلاله شخصية مدرس تتهمه طفلة في الخامسة من عمرها أنه اعتدى عليها.
ومعهم في اللجنة النجمة الألمانية الأصل كرستين دينست وهي تعمل في السينما الأمريكية والأوروبية وتتحدث بعدة لغات وبطلاقة تامة وفي رصيدها كم من الأعمال السينمائية من أهمها صناع السينما في العالم.
وضمن المجموعة المنتجة الإيرانية كاتيون شهابي وقد عرفت بدعمها لأكبر عدد من السينمائيين الإيرانيين في إطار السينما الإيرانية المستقلة وقد عرض لها المهرجان أكبر عدد من الأعمال السينمائية التي تعاونت في إنتاجها.
وضمن تلك الكتيبة الضاربة يأتي اسم النجم الكندي دونالد سارثرلاند الذي يعتبر أحد أهم النجوم في السينما الأمريكية ولعل آخر تلك الأعمال سلسلة أفلام «جيم هانجر» «ألعاب الجوع» بالإضافة لرحلة طويلة عامرة بالنتاجات السينمائية المتميزة.
وضمن الفريق النجمة الفرنسية فانسيا باردي وهي مطربة وممثلة مرموقة بالإضافة إلى كونها الزوجة السابقة للنجم جوني ديب.
كما التحق بالفريق المخرج المجري لاسلو نيمز الفائز بأوسكار أفضل فيلم أجنبي هذا العام كما فاز بالجائزة الكبرى في مهرجان كان في الدورة الفائتة عن تحفته «ابن شاؤول».
ومن خلال الإطلالة على تلك الأسماء نكتشف بأننا أمام مجموعة لا ترتضي أنصاف الحلول بل الإبداع هو رهانها.. لهذا نحن أمام عام غير تقليدي.. وهذا هو المتوقع دائما من كان وأعماله ولجانه التحكيمية.