لندن - ستيف كونور- ترجمة: أحمد بدوي
توصل العلماء إلى «مفتاح» في الدماغ يساعد في التحكم في الشهية، والذي يمكن أن يفسر السبب أن بعض الأشخاص يجدون صعوبة في معرفة متى يتوقفون عن الطعام. ويعتقد الباحثون أن مستويات السكر في الدم تشارك في تشغيل هذا المفتاح أثناء تناول الطعام ومن ثم يعطي الشخص الشعور بالشبع، ولكن إذا لم يتم تنشيط هذا المفتاح يواصل الفرد تناوله كميات زائدة من الطعام ما تؤدي بدورها إلى السمنة وفقا للدراسة.
وقد جاءت النتائج كجزء من بحث موسع حول طبيعة السيطرة على الشهية وكيف يؤثر نشاط الهرمونات والدماغ على حد سواء في تحديد الشعور بالجوع والنهم والإفراط في تناول الطعام. واكتشف العلماء هذا المفتاح للشهية في معرض دراسة حول قوة الاتصالات بين الخلايا العصبية في أدمغة فئران المختبر، وهي ظاهرة معروف أهميتها للتعلم والذاكرة.
وكان تركيز الدراسة على معرفة ماذا يمكن أن يحدث عند وقف نشاط إنزيم (جين) يسمى OGT بصورة متعمدة في مناطق معينة من دماغ الفأر. ومن المعروف أن إنزيم OGT يشارك في العديد من جوانب التمثيل الغذائي في الجسم، بما في ذلك استخدام هرمون الأنسولين والجلوكوز في مجرى الدم، الذي يمكن أن يرتفع خلال تناول وجبة طعام أو بعد مشروبات سكرية. ومن بين وظائف هذا الإنزيم إضافة مشتقات كيميائية من الجلوكوز إلى البروتينات، ويبدو أن هذه الخلايا العصبية مهمة في مراكز السيطرة على الشهية في الدماغ. وعندما ألغي أو أوقف نشاط هذا الإنزيم تضاعف وزن الفئران خلال أسبوعين فقط نتيجة لتراكم الدهون.
ويفسر الباحث أولوف لاجرلوف في جونز هوبكنز والمؤلف الأول للدراسة التي نشرت في مجلة ساينس ذلك بأن الفئران لم تفهم أن لديها ما يكفي من الغذاء ومن ثم فقد استمرت في تناول الطعام.
ووجد العلماء أنه عندما توقف الجين OGT عن العمل في نوع معين من الخلايا العصبية في منطقة ما تحت المهاد في الدماغ، كان واضحا أن الفئران لا تعرف متى تتوقف عن تناول الطعام ومن ثم زادت لديها الدهون بشكل مفرط مقارنة مع الفئران العادية كما يقول البروفيسور ريتشارد هوجانير مدير قسم علم الأعصاب في كلية الطب جامعة جونز هوبكنز في بالتيمور، ماريلاند. وأوضح هوجانير أن إنزيم OGT ينظم توازن تأثير الشبع، وعندما قام الباحثون بزيادة نشاط هذا الجين أصبح ممكنا وقف الفأر الطبيعي الجائع عن تناول الطعام.
وأضاف أنه عندما نشطت خلايا الدماغ المعينة التي اكتشفوها وأرسلت إشارات سرعان ما توقفت الفئران عن تناول الطعام، وهذه الإشارات على ما يبدو تبعث برسالة أن لديها كمية كافية.
ويخضع مفتاح الشهية للتحكم من قبل كمية السكر الجلوكوز الموجودة في مجرى الدم، والتي ترتفع بشكل طبيعي بعد تناول وجبة أو مشروب سكري. ويقول هوجانير إنه من المرجح للغاية أن نفس الآلية ونوع الخلايا في الدماغ موجودة أيضا لدى الإنسان، ونحتاج إلى بذل المزيد من الجهود للكشف عنها، ومن الناحية النظرية، إذا أمكننا أن نفهم حقا ما يحدث هنا، ربما نصبح قادرين على استهداف هذه الآلية بالأدوية التي تمكن من السيطرة على الشهية ومن ثم المساعدة في مكافحة السمنة.
ويعتقد الباحثون أن الدراسة يمكن أن تكون جزءا من نهج جديد للسيطرة على السمنة من خلال علاجات أو أدوية تستهدف مسارات محددة في الدماغ تتحكم في الشهية لتكون أكثر فعالية من السيطرة الطوعية أو باتباع نظام غذائي.
خدمة اندبندنت -