مع اعلان مركز القبول الموحد نتائج الفرز الاول لطلبة وطالبات الدبلوم العام المقبولين في الجامعات والكليات والبعثات الدراسية فان المشهد اصبح يتكرر سنوياً ، يفرح من يفرح ويحزن من يحزن ويقلق من يقلق من هذه النتائج السنوية وبالنسبة لهذا العام فقد تقدم لامتحانات الدبلوم العام اكثر من 50 الف طالب وطالبة ومركز القبول الموحد اعلن خلال الايام الماضية عن تقديم حوالي 28 الف و 500 فرصة دراسية مما يعني أن حوالي أكثر من 20 الف طالب وطالبة لم يحصلوا حتى الان على اي فرصة لتكملة دراستهم العليا لهذا العام ، مما يعني ان مصير هؤلاء الطلبة ومستقبلهم التعليمي او العملي غير واضح ومجهول وهذا له تأثيرات كبيرة ليس فقط على مستوى الطلبة او اولياء الامور وانما على مستوى المجتمع وعلى مستوى مستقبل الشباب بشكل عام ليضاف هذا الرقم الي الارقام السنوية السابقة ممن لم يحصلوا على فرصة تكملة الدراسة او العمل في المؤسسات المختلفة لذلك فمن المهم على الجهات والمؤسسات المعنية دراسة هذه المؤشرات وايجاد المقترحات والحلول واتخاذ القرارات التي من شأنها ضمان توفير التعليم العالي لاخواننا الطلبة والطالبات قبل ان يتطور الموضوع اكبر مما هو عليه فالدول تعتمد على شبابها في كافة الامور ومساهمتهم الحقيقية في تنمية وتطوير كافة المجالات والقطاعات واذا كانت هذه الفئة لاتحظى بفرص التعليم المناسبة فكيف ستستطيع ان تقوم بدورها في مجالات التنمية المختلفة وكيف ستساهم وتشارك في بناء الوطن من دون ان تكون مؤهلة بالشكل المطلوب بل العكس قد تشكل هذه الفئة التي لم تجد فرص التعليم ازمة وعالة على الدولة والمجتمع وتأثير ذلك سيكون كبير وغير محدود .
أن قلة المقاعد الدراسية التي يوفرها مركز القبول الموحد سنوياً اصبحت من الامور المهمة التي يجب اتخاذ القرار المناسب بشأنها فاعداد الطلاب في ازدياد كل عام وفي المقابل اعداد المنح والمقاعد الدراسية كما هي بدون تغير مما يشكل ذلك قلق وهاجس كبير عند الطلبة واولياء الامور قد تتحول الي أزمة ومشكلة كبيرة كما اننا ولمواكبة هذه الاعداد المتزايدة فان على الجهات المعنية التخطيط في توسعة المنشآت التعليمية في الجامعات والكليات الحكومية والخاصة حتى تستوعب هذه الاعداد فكما قامت الحكومة بجهود كبيرة خلال الفترة الماضية في تنفيذ خطط التوازن المالي وتحقيق نتائج ايجابية على مستوى الوضع الاقتصادي ووجود مؤشرات ايجابية في العديد من المجالات فان من الضروري الان وليس غدا النظر وبشكل جدي في اتخاذ قرار زيادة المقاعد والمنح والبعثات الدراسية فالوضع حاليا صعب فمن بين الظواهر والامور التي يواجها الطلاب بسبب قلة المقاعد الدراسية هو ازدياد التنافس بين الطلبة والطالبات على الحصول على المنح الدراسية فالجميع تابع المؤشرات والحقائق بالارقام بعد اعلان مركز القبول الموحد هذا العام النتائج فهل يعقل مثلا ان طالبة حصلت على نسبة اكثر من 97 % وكانت رغبتها دخول كلية الطب وللاسف لم تحصل على المقعد الدراسي بسبب شدة التنافس هذا العام وهذا مثال واحد فقط على امثلة عديدة كما ان هناك مجموعة كبيرة من الطلبة الذين حصلوا على نسبة 90% واكثر ولم يحصلوا على رغباتهم التي اختاروها وكذلك من الامور الصعبة والمؤلمة ان مجموعة اخرى من الطلبة كانت نسبتهم اكثر من 85 % واكثر ولم يحصلوا على اي مقعد دراسي وخاصة الطالبات وذلك بسبب التنافس الكبير وهذا طبعا حسب تعليل وتوضيح المسؤولين في مركز القبول الموحد الذين لاحول لهم ولا قوة فالجميع يطالب بسرعة اتخاذ القرار بزيادة المقاعد والمنح الدراسية والبعثات الخارجية حتى يتم استيعاب الاعداد المتزايدة من الطلبة سنويا وحتى يستطيع شبابنا من تكملة دراستهم الجامعية فهذه الموضوع اصبح من الاولويات ويهم شريحة كبيرة ومهمة من المجتمع .
لقد قامت الحكومة خلال الفترة الماضية مع بدء مسيرة النهضة العمانية المتجددة وممثلة في المؤسسات المعنية بالعديد من الخطوات واتخذت مجموعة من القرارات التي تخدم الشباب والاهتمام بهم وفي مجالات عديدة ويتضح في كثير من المناسبات والمبادرات التي تم تنظيمها خلال الفترة الماضية ان هناك نهج في استمرارية تقديم الدعم والرعاية لفئة الشباب حتى يقوموا بدورهم الكامل في مسيرة النهضة والمشاركة في بناء الوطن وازدهارة ويعد التعليم بمختلف انواعة وفئاته من المجالات المهمة والضرورية لذلك لابد من سرعة الانتباة واتخاذ القرارات والخطوات التي تساهم في توفير المزيد من المنح الدراسية في مختلف الجامعات والكليات وان تكون لدى المؤسسات المعنية خطة متكاملة لمواجهة الاعداد المتزايدة من الطلبة والطالبات بحيث يتم بالتدرج رفع هذه المنح الدراسية لتواكب التطورات الحالية والمستقبلية وان تضع وزارة المالية هذا الموضوع ضمن اولوياتها عند اعداد الموازنة العامة للدولة لان الوضع اذا استمر بهذه الاعداد الحالية من المقاعد الدراسية فاننا سنواجه سنوياً مشكلة كبيرة وازمة حقيقية لذلك علينا وقبل ان تتفاقم بشكل أكبر ان نعتمد الخطط ونضع المخصصات المالية المطلوبة لرفع هذه الاعداد وبشكل سنوي لاننا كما ذكرنا فئة الشباب من الفئات المهمة وأهمية تكملة دراستهم الجامعية وتزويدهم بالعلم والمعرفة مهم ويساهم في فتح آفاق وتطلعات مستقبلية لهذه الفئة المهمة ونحن على يقين بان هذا الموضوع الهام وامور اخرى ذات نفس الاهمية واكبر هي ضمن المؤسسات الحكومية وتحظى باهتمام ومتابعة سامية ونأمل خلال الفترة المقبلة ان نشهد تطورات وقرارات تساهم في تعزيز التعليم العالي وتضمن مستقبل أفضل لاخواننا واخواتنا الطلبة والطالبات والاستمرار في تطوير منظومة التعليم العالي لتواكب كل المستجدات الحالية والمستقبلية .