مسقط - ش
مع انتهاء العطلة الرسمية لطلبة المدارس والجامعات وعودتهم إلى مقاعد الدراسة، ومع قضاء الطلاب لإجازة تتسم باللعب واللهو وخاصة مع طغيان إدمان كثير منهم للألعاب الإلكترونية وقضاء أوقات طويلة مع الهاتف، وما يعتبره هؤلاء الطلاب راحة من الواجبات الدراسية، قد يصعب على البعض منهم العودة للعام الدراسي بسهولة، وهذا ما يخلق في بعض البيوت حالة من القلق أو ما يمكن أن نطلق عليه "حالة من الطوارئ" لكيفية العودة للدراسة بسهولة ويسر..
الدكتورة هناء البلوشية، استشارية علم وتربية معتمد، والمؤسسة والرئيسة التنفيذية لـ " دليلك مع د. هناء" توجه بعض النصائح التي يمكن أن تأخذ بيد ابناء الطلاب إلى طريق العلم و التعليم، حيث قالت: في البداية أود أن أنوه إلى أنه على الآباء والأمهات ضرورة الاهتمام والاستعداد بجانب التهيئة النفسية وتوفير البيئة المريحة لما هو قادم لأبنائهم لما له من تأثير إيجابي على نفسياتهم وعلى طاقة البدايات للمرحلة الدراسية الجديدة، يتم الاستعداد بشكل خاص للملتحقين بالمرحلة الابتدائية وبشكل عام للملتحقين في المراحل المتوسطة والثانوية وحتى الجامعات وذلك بسبب الفارق وعامل العمر بينهم وأيضا اختلاف احتياجاتهم النفسية والذهنية..
وأضافت الدكتورة هناء البلوشية قائلة: أتوجه بعدد من النصائح التي يمكن أن تساهم في تيسير الأمر على الطلاب:
أولا) أنصح أولياء الأمور بضرورة الاستعداد لأبنائهم قبل بدء العام الدراسي للملتحقين بالصفوف الأولى: وهذا يتطلب توعية الطفل عن البيئة الجديدة التي سوف يلتحق بها قريبا بطريقة حضارية تشجع وتحبب الطفل في الذهاب إلى المدرسة، ويمكن أن تكون هذه التوعية من خلال حكي قصص بسيطة وطريفة عن المدرسة وما يمكن أن يناله الطفل من أشياء جميلة بها مثل التعرف على أصدقاء جدد واللعب معهم، أو عما توفره المدرسة من برامج ومقاطع فيديو أو أفلام في التلفاز، أو حتى حكي الأب أو الأم قصص طريفة لهم عن تلك المرحلة وعندما كنا صغار وكيف اصطحبنا أباءنا أو أمهاتنا، وما هي ذكرياتنا عن تلك المرحلة، وقد يكون ذلك في صورة ألعاب مكونة من عدة أسئلة للطفل ماذا تفعل إذا قابلت طفل جديد لأول مرة وأراد أن يلعب معك، ماذا تختار إذا أراد طفل جديد أن يشاركك طعامك تشاركه معه أم لا؟ وغيرها الكثير من طرق التمهيد لتلك المرحلة المقبلة وما قد يقابله هذا الطفل من مواقف.
واوضحت قائلة: لتخفيف معاناة مرحلة التغيير الجديدة التي يمر بها الطفل وأولياء الأمور، أنصح باصطحاب أي من الأبوين للطفل للمدرسة مما يعطيه نوعا من الإحساس بالأمان النفسي والطمأنينة والتعرف على عناصر البيئة المدرسية من معلمين وصفوف دراسية وغيرها... ومن ثم يكتسب الثقة الكافية بالنفس ليشعر أن البيئة الجديدة عليه مريحة وليس بها ما يقلقه.
وقالت د. هناء البلوشية: حاور طفلك عن أهمية الذهاب للمدرسة وأهمية العلم في حياته بطرق وتكنيكيات ذكية تتناسب مع عمر وثقافة وبيئة الطفل، وليكن دائما أسلوب الحوار الراقي والبناء القائم على الاستماع للطفل وعدم التوجس لما يقول أو إلقاء اللوم عليه حتى وإن أخطأ هو وسيلتك المثلى للوصول إلى عقل وقلب الطفل.
وأردفت قائلة: اصطحب طفلك في شراء مستلزمات المدرسة للتعرف على الأدوات المدرسية لما له من تأثير في دخوله جو الاستعداد للمدرسة، وفي ذلك يمكنك أن تبث في داخله روح حب الشيء وما يملك وحب الحفاظ عليه وعلى نظافته وكيف يمكنه أن يكون مميزا بين زملائه بحفاظه على جودة ما يملك.
واضافت: ساعد طفلك في التحرر من المشتتات السلبية تدريجيا قبل بدء العام الدراسي، فأنت بحاجة إلى أن تعطي الطفل الفترة الزمنية الصحية لركوب عجلة التغيير الجديدة لتجنب الضغوط النفسية أثناء فترة الدراسة، كأن تقوم مثلا بتغيير الأنشطة تدريجيا بما يتناسب مع جو الدراسة مثلا القيام بترتيب بيئة الدراسة بالمنزل. والقيام بتعديل موعد الذهاب للنوم والاستيقاظ مبكرا لما فيه من تغيير وتأثير على طاقة ونشاط الجسم وأيضا على قوة التركيز والانتباه لدى الطفل. وقد تصادفك صعوبة في تغيير مواعيد نوم الطفل، أي جعله ينام مبكرا خاصة مع تعود كثير من الأطفال على السهر أثناء فترة العطلة الصيفية، وليكن ذلك حتى قبل بدء العام الدراسي، حيث تبدأ بنوع من التدرج في ذهاب الطفل إلى النوم حتى تصل إلى الوقت المثالي لنومه ومن ثم استيقاظه مبكرا.
للطلبة في المراحل الثانوية
وأما بالنسبة للطلبة في المراحل الثانوية فقالت الدكتورة هناء: بشكل خاص أقدم لكم بعض النصائح التي تساعد في الاستعداد للدراسة ومنها:
قم بالتخطيط الجيد للعام الدراسي، وفكر كيف تقوم بصناعه أهداف لك لتحقيقها في العام الدراسي وما هي آلية وطرق صناعتها في واقعك. فمثلا يمكنك التركيز على سبل تحسين مهاراتك العلمية خلال العام الدراسي.
التحرر من مضيعات الوقت السلبية بشكل تدريجي، وتوظيف مضيعات الوقت الإيجابية خلال فترة الدراسة. سجل في مدونتك الخاصة أهم مضيعات وقتك السلبية وقم بالتحرر منها بشكل تدريجي كان تسأل نفسك ما هي الفائدة المرجوة من هذه المضيعات. قم باستبدالها بمضيعات الوقت الإيجابية بما يتناسب مع أهداف وأنشطة رحلتك الدراسية.
يجب رفع الوعي عن أهمية المرحلة الثانوية ومدى أهمية التركيز على خط رحلة العلم في تشكيل المسار الأكاديمي او المهني للطالب. ضرورة تحديد الرغبات للمجالات الدراسية. وهنا أنصح بجلسات صناعة الأهداف والواقع التي ترغب به. ليتم دراسة الرغبات مع وضع خطة الأهداف لصناعتها على أرض الواقع.
نصائح للطالب الجامعي
وأما عن النصائح التي تقدمها الدكتورة هناء البلوشية للطالب الجامعي للاستفادة في الرحلة التعليمية، فقالت: بكل الحب أقول لكم:
لطفًا أرفع وعيك جيدا وأنتبه إلى المفاهيم والقيم التالية، لما لها من تأثير في تشكيل وصنع مسار رحلتك الجامعية، فأنت كطالب علم بحاجة للتعرف على سمات الطالب الجامعي وماهية الرحلة الجامعية، ومن أهم المفاهيم والقيم الاخلاقية التي قد تساهم في تطورك وتقدمك في رحلتك العلمية: الوعي، الوقت، الاحترام، الصدق، القيم، العلم، المعرفة، المهارات، التقدم، الأخلاق، المصادر، الاستعداد، الالتزام، الانضباط، التغيير، الارتقاء، الهوية والتميز.
أجعل من ضمن أهدافك أن تتخرج بـعلم، معرفة، وعي، مهارات، هوية مميزة ومتفردة، تؤهلك للتنافس على الفرص الوظيفية ما بعد التخرج أو التي تمكنك من بدء عملك الخاص.
استثمر جيدا في رحلتك الجامعية العلمية، واستغل جميع الطاقات خير استغلال، واستخدم الخدمات والمصادر المتوفرة في المؤسسات التعليمية سواء كنت في مدرسة أو جامعة.
تأكد يا عزيزي طالب العلم بأن الدراسة رحلة حياتية ممتعة، فإذا رفعت وعيك عن ماهية هذه الرحلة ومتطلباتها وحقوقك وواجباتك كطالب علم، حتما ستحبها وسترى أثرها الطيب عليك مستقبلا.
أساس التغيير هو وجود أهداف تطمح وتسعى لها لصناعتها على أرض الواقع التي تنبع من الرغبة الشديدة للتغيير للأفضل وتوصيل رسالة عظيمة وسامية على هذه البسيطة.
وقالت: أخيرا وليس بأخر، ينبغي عليك أولا وقبل كل شيء أن تهب كل الطاقات والمال والجهد والتعب والمتعة والنجاح والعلم والوصول والتحقيق بنية أن يكونوا في سبيل الله سبحانه وتعالى.