مسقط - الشبيبة
تنقلت بين العديد من المناصب والقطاعات، لتصل إلى مركزها الحالي كمدير عام إدارة الأصول في المشاريع المشتركة لشركة عُمان شل. خلال هذه الرحلة أعادت ماجان اكتشاف ذاتها مرات عديدة. دعونا نتعرف عليها معاً عن قرب من خلال هذا الحوار مع مجلة "هن" ذائعة الصيت بسلطنة عمان
1-تأمل الذات يمكن أن يخلق فهمًا واعيًا لذواتنا وللآخرين أيضًا. هل يمكنك إخبارنا بالمزيد عن هذا المسعى وكيف قادك في رحلتك نحو إدراك ذاتك؟
لطالما تساءلت عن مكاني في هذه الحياة، وأنا على يقين بأننا جميعاً نملك ذات التساؤل. أذكر أحد الصديقات التي أخبرتني يوماً بأننا نحن أبطال قصتنا وليس أي أحد آخر. ولذلك كان فهم تلك الشخصية هو المحدد لمن هي أنا اليوم. قضيت الكثير من الوقت في التفكير لتحديد من هي ماجان وماذا تريد أن تكون في المستقبل.
هذه الرغبة للعثور على إجابات ساعدتني على فهم ذاتي وإدراك العوامل التي شكلت شخصيتي منذ الصغر وحتى اليوم. لقد أصبحت أكثر وعيًا بنقاط قوتي وضعفي وقيمي ومعتقداتي. لقد أصبحت الصورة أوضح بالنسبة لي لتحديد أهدافي في الحياة من خلال تأمل الماضي ومختلف اللحظات التي مررت بها والبناء عليها.
2- تميل تجاربنا المبكرة إلى تشكيل تصورنا لأنفسنا. لقد حظيت بفرصة الدراسة في الخارج، كيف ساهم هذا التغيير في اكتشافك لنفسك مجدداً؟
يميل الإنسان للاعتماد على محيطه الاجتماعي للحصول على الدعم. عندما تكون طفلاً، أنت تعلم تماماً أن والديك سيكونان حولك لتقديم هذا الدعم إذا احتجت إليه. الحياة في الخارج بعيدًا عن نظام الدعم الطبيعي هذا، تجبرك على النظر إلى الداخل واكتشاف كيف ستتعامل كفرد مع المشكلات المختلفة بدون شبكة الأمان هذه.
في الخارج ستتعامل يومياً مع أشخاص جدد ليسوا من أفراد عائلتك، هؤلاء يملكون وجهات نظر وآراء ومعتقدات ومواقف قد تختلف عما اعتدت عليه. المشاركة في هذه النقاشات واللقاءات اليومية ستتحدى رؤيتك للعالم، وتصنع منك شخصاً جديداً أكثر تفتحًا.
3-لا يمكن التقليل من أهمية الوعي بالذات والاعتراف بنقاط ضعفنا وتقبلها. كيف ساهمت هذه العناصر الأساسية في نموك الشخصي والمهني؟
إن الوعي بالذات بحد ذاته يتطلب نوعاً من الضعف للنجاح، لأننا لا نرغب دائمًا في الشعور بالواقع أو قول الحقيقة الكاملة حتى لأنفسنا.
التأمل الذاتي ساعدني على إدراك أنني وضعت لنفسي معايير عالية في مختلف الأدوار التي ألعبها كأم وابنة، وأخت، وزوجة، وموظفة. هذه العقلية أثرت على أفعالي وعلى تعاملي مع زملائي وأعضاء فريقي، ولكن من خلال مغادرة منطقة الراحة الخاصة بي، اكتشفت أن القوة الحقيقة هي أن أكون عرضة للضعف. تعلمت أن أطلب المساعدة من الآخرين وأن أتقبل حقيقة أن الحياة ليست مثالية دائماً. من خلال المشاركة وتقبل نقاط الضعف، لم أحصل على دعم وقوة كبيرين فحسب، بل اكتسبت أيضًا فرصًا جديدة.
4- لكل رحلة نخوضها في الحياة عقباتها وتحدياتها الخاصة بها. هل يمكنك مشاركة الدروس التي تعلمتها خلال رحلتك في هذه الحياة أو اللحظات الحاسمة التي كان لها تأثير كبير على حياتك المهنية والشخصية؟
قرأت مؤخرًا في إحدى الروايات أن الإنسان يمر بمراحل حاسمة في حياته تكون بمثابة طفرات في حياته. أنا على يقين تام بأن حياتنا تتكون من العديد من هذه اللحظات الحاسمة، والتحدي يكون في كيفية استفادتنا منها واستغلالها بشكل إيجابي في رحلتنا.
من منظور مهني، يمكن اعتبار وجود مدير مباشر غير جيد من اللحظات الحاسمة في مسيرتك المهنية. لقد مررت بهذه اللحظة وعرفت أنني “في المكان الخطأ ويجب أن أنتقل”. من جانب آخر لابد من تقديم كل الشكر للمدراء والمسؤولين العظماء الذين قاموا بدعمي ودفعي نحو تحدي واكتشاف إمكانياتي وتقديم أفضل ما عندي، الكثير من مدرائي لعبوا هذا الدور ومهدوا الطريق أمامي لاكتشاف مسارات جديدة في الحياة تختلف عما كنت أخطط له. مسيرتي المهنية انتقلت من الاستثمارات، ثم إلى المحاسبة، ومنها إلى تمويل الأعمال، وفي النهاية إلى المسار التجاري بسبب هذه اللحظات الحاسمة التي نتحدث عنها.
على مستوى شخصي، كان هناك العديد من اللحظات الحاسمة في حياتي، بعضها أهم من الأخرى، ولكن لكل منها دور في تشكيل شخصية ماجان اليوم. شيء يشبه لعبة تركيب القطع للحصول على الصور الكاملة. معرفة زوجي – الذي كان أكبر داعم لي والشخص الأكثر انفتاحًا في حياتي – وارتباطي به كان من أهم اللحظات الحاسمة التي يمكنني الحديث عنها. عندما أصبحت أماً للمرة الأولى، ثم الثانية ثم الثالثة، جميع هذه المحطات كانت أيضاً لحظات لا تنسى. إضافة، تكوين صداقات حقيقية مع أشخاص ساهموا في تشكيل ذاتي كان أيضاً جزءاً لا يتجزأ من رحلتي في الحياة.
5- ليس من السهل كسر الحواجز وتبديد الشكوك والمخاوف. ما هي النصيحة التي ستمنحينها لأولئك الذين هم في رحلتهم الخاصة لاكتشاف الذات وتحقيق النمو الشخصي؟
أولاً، أنا لا أدعي معرفة كل شيء وهذه هي نصيحتي الأولى: تصالح مع نفسك وتعرف على نقاط ضعفك وتقبلها وتعلم منها. سلوك الناس من حولك هو انعكاس لسلوكك الشخصي، إذا كنت تشعر بالراحة لمشاركة ضعفك وطلب المساعدة والدعم، فإن الآخرين سيفعلون ذلك أيضًا مما يخلق بيئة أكثر تعاونًا وأريحية.
ثانيًا: لا تقسو على نفسك. اسعى دائماً نحو الأفضل وجرب أن تتجاوز حدود إمكانياتك الحالية، ولكن عليك أن تدرك أيضاً أنك لن تحصل على كل شيء بالشكل الذي تريده، لا بأس ألا تكون على ما يرام في بعض الأحيان، ومن المهم الاحتفال بالمكاسب الصغيرة بقدر ما تحتفل بالمكاسب الكبيرة.
أخيرًا، لا تنس التعلم باستمرار خاصة في عالمنا المتسارع. لقد عشنا مؤخرًا بضع سنوات من عدم اليقين خلال مرحلة الوباء، وإذا كان ذلك قد علمني أي شيء فهو أننا بحاجة إلى تبني التغيير، والاستعداد لما هو غير متوقع مع مواصلة التطور الذاتي.