6ر4 مليون نازح بسبب الصراع بالشرق الأوسط

الحدث الأربعاء ١١/مايو/٢٠١٦ ٢٣:٣٢ م
6ر4 مليون نازح بسبب الصراع بالشرق الأوسط

بيروت – ش – وكالات ذكر تقرير صدر امس الأربعاء أن الصراعات في اليمن وسورية والعراق تسببت في سعي 6ر4 مليون شخص إلى النزوح إلى مكان آخر بتلك الدول العام الماضي.

وجاء في التقرير الصادر عن مجلس اللاجئين النرويجي ومركز رصد المشردين داخليا أن مناطق الصراعات الثلاث بها أكثر من نصف العدد الإجمالي للمشردين داخليا ، وهو 6ر8 مليون شخص بسبب الصراع في 2015 .

وسجل اليمن 2ر2 مليون نازح ، ثم تأتي سورية بـ 3ر1 مليون نازح والعراق بـ 1ر1 مليون نازح. ولا يشمل هذا الرقم اللاجئين الذين سعوا إلى الأمان خارج بلدانهم.

وقال جان إنجلاند، الأمين العام لمجلس اللاجئين النرويجي إنه يوجد حاليا 8ر40 مليون نازح في الداخل على مستوى العالم بسبب الصراع.

وأضاف: "هذا أعلى رقم على الإطلاق يتم تسجيله وهو ضعف عدد اللاجئين في العالم".

وقال كارستين هانسن، المدير الإقليمي لمركز رصد النازحين داخليا لشؤون الشرق الأوسط: "بينما يتركز اهتمام العالم على تدفق اللاجئين خارج المنطقة، هناك الملايين من النازحين داخليا في الشرق الأوسط وهو ما يزيد (على عدد النازحين في الداخل) ببقية دول العالم قاطبة".

وجاء في التقرير السنوي أن حركة النزوح تسارعت منذ بدء الربيع العربي في نهاية 2010 وظهور تنظيم داعش .

وقال انجلاند، احد موقعي تقرير المرصد الذي يتخذ مقرا له في جنيف، مبديا أسفه إن "هذا هو أعلى رقم يسجل في التاريخ ويمثل ضعف عدد اللاجئين في العالم".

وهي رابع سنة على التوالي يصل فيها عدد النازحين داخل بلادهم إلى رقم قياسي.

كما يشير التقرير إلى نزوح 19.2 مليون شخص عام 2015 بسبب الكوارث الطبيعية، مع تسجيل اكبر أعداد في الهند والصين والنيبال.

وتسببت النزاعات والكوارث الطبيعية معا بـ27.8 مليون نازح جديد داخل بلادهم عام 2015 كعدد إجمالي.

واضاف انجلاند "هذا الرقم يوازي تعداد سكان نيويورك ولندن وباريس والقاهرة معا، وهم لا يأخذون معهم لدى فرارهم، وغالبا وسط الذعر، سوى الأغراض القليلة التي يمكنهم حملها، وينطلقون في رحلة محفوفة بالغموض، وبكلام آخر، اضطر 66 ألف شخص إلى مغادرة بيوتهم يوميا عام 2015".

وما يبعث على اليأس أن حالة النزوح تبقى مستقرة دون أن تسجل تحسنا. وتأكيدا على ذلك، فان خمس دول هي أفريقيا الوسطى وكولومبيا والعراق وجنوب السودان والسودان بقيت منذ العام 2003 بين الدول العشر التي تسجل اكبر عدد من النازحين.

وقالت مديرة المرصد الكسندرا بيلاك "هذا يثبت مرة جديدة أن الضحايا يستمرون في حالة النزوح سنوات بل حتى عقودا ما لم يحصلوا على مساعدة".

وأورد التقرير السنوي لأول مرة عدد النازحين جراء الجريمة المنظمة وعنف العصابات. وفي كانون الأول/ديسمبر 2015، بلغ عددهم مليون شخص في سالفادور وغواتيمالا وهندوراس والمكسيك، بحسب المرصد.

شبح الموت

غادروا مدنهم وقراهم متجهين إلى المجهول بعد أن حاصرهم الموت من كل جانب. هذا هو حال النازحين العراقيين في 5 مدن شهدت صراعا عسكريا بين القوات الحكومية ومسلحي تنظيم داعش الذي بات نفوذه يزداد.

النازحون اليوم يعيشون ظروفا غاية في التعقيد إضافة إلى انتشار القوارض والعقارب والأفاعي السامة في مخيماتهم، ناهيك عن فقدان الرعاية الصحية والخدمات الأساسية ومخاطر احتراق الخيام التي كان آخرها في مخيم (بهار تازة) شمالي بعقوبة في حادث راح ضحيته 6 أطفال.

مليونا نازح استقبلتهم مدن إقليم كردستان وأماكن أخرى قادمين من مدن الأنبار والموصل وديالى وصلاح الدين، إضافة إلى أكثر من 700 ألف نازح آخرين قرروا السكن في الفنادق وإيجار البيوت والسكن في هياكل المباني التي هي قيد الإنجاز أو عند أقاربهم أو في مخيمات أخرى في بقية مدن العراق.

وتقول: «أم حارث»، 44 سنة، النازحة من مدينة الرمادي غرب العراق والمقيمة مع أسرتها في مخيم قرب أربيل: «خرجت من المدينة في أحلك الظروف وأصعبها برفقة زوجي وأولادي الـ4 بعد أن خيم الرعب على أجواء المدينة وخرج كل أهلها ووجدت نفسي أمام أمر واقع: إما البقاء ومواجهة الموت في أي لحظة بعد وصول المعارك بين القوات الحكومية ومسلحي تنظيم داعش إلى أزقتنا أو الرحيل». وتضيف «خرجنا من البيت فورا وبلا شعور اتجهنا حيث يتجه بعض الهاربين من المعارك وبعد مسير قارب الساعتين استقللنا زورقا لعبور نهر الفرات للضفة الأخرى من النهر بعد ذلك أمضينا قرابة الـ5 أيام في التنقل والمبيت في مناطق مختلفة وأحيانا نفترش الأرض في العراء إلى حين وصولنا إلى مخيمات النازحين في مدينة أربيل بإقليم كردستان وها نحن هنا منذ عدة أشهر عانينا فيها الكثير بدءا من معاناتنا من العيش في أجواء حر الصيف اللاهب وعدم توفر الخدمات الأساسية إلى العيش في ظروف أكثر قسوة ومواجهة برد الشتاء والأمطار وتفشي الأمراض ونقص الأغذية والرعاية الصحية.. مما تسبب في حالات وفاة للكثير من الأطفال وكبار السن نتيجة الصعوبات التي مرت بها العوائل الساكنة في المخيم».

لاجئون

على صعيد الوجه الاخر للماساة استقبلت قوات حرس الحدود الأردنية خلال الـ24 ساعة الماضية، 300 لاجيء سورى من مختلف الفئات العمرية ومن كلا الجنسين. وأفاد بيان صادر عن مديرية التوجيه المعنوى التابعة للقوات المسلحة الأردنية صباح امس الأربعاء، بأن قوات حرس الحدود الأردنية نقلت هؤلاء اللاجئين إلى مراكز الإيواء والمخيمات المعدة لاستقبالهم، كما قدمت كوادر الخدمات الطبية الملكية الرعاية الصحية والعلاجات الضرورية للمرضى منهم. ويبلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة فى الأردن أكثر من 700 ألف منهم نحو 80 ألفا يقطنون مخيم (الزعتري) وحوالى 24 ألفا بمخيم (الأزرق) وقرابة 4 آلاف و500 لاجئ فى مخيم (مريجيب الفهود) الإماراتى .. فيما أظهر التعداد العام للسكان فى الأردن للعام 2015 أن إجمالى عدد السوريين الموجودين فى المملكة منذ اندلاع الأزمة السورية فى منتصف مارس 2011 وحتى الآن يبلغ مليونا و300 ألف سوري. ويعتبر الأردن من أكثر الدول المجاورة لسوريا استقبالا للاجئين منذ بداية الأزمة هناك وذلك لطول حدودهما المشتركة التى تصل إلى 378 كم والتى تشهد حالة من الاستنفار العسكرى والأمنى من جانب السلطات الأردنية عقب تدهور الأوضاع فى سوريا يتخللها عشرات المعابر غير الشرعية التى يدخل منها اللاجئون السوريون إلى أراضيها.