تقرير اخباري تونس تواصل مواجهة الارهاب وسط مخاوف متزايدة من تهديدات امنية

الحدث الأربعاء ١١/مايو/٢٠١٦ ٢٣:٣٠ م
تقرير اخباري 
تونس تواصل مواجهة الارهاب وسط مخاوف متزايدة من تهديدات امنية

تونس – ش

تجري مواجهات مسلحة بين وحدات أمنية تونسية وعناصر ارهابية في منطقة قريبة من العاصمة امس الاربعاء.
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية ياسر مصباح إن عملية أمنية تجري منذ صباح الامس في منطقة المنيهلة الواقعة غربي العاصمة.
ولم يكشف المتحدث عن المزيد من التفاصيل حتى الآن. لكن تقارير إعلامية أشارت الى تحصن عناصر ارهابية في منزل بالمنيهلة وإلى تبادل لإطلاق نار مع الوحدات الأمنية.
وقال مصدر أمني لرويترز إن الشرطة قتلت امس الأربعاء شخصين يشتبه أنهما جهاديان واعتقلت آخر في مداهمة لمنزل بضاحية المنيهلة قرب العاصمة تونس.
وذكر المصدر أن الشرطة تبادلت إطلاق النار مع المسلحين بعد مداهمة بيتهم.
وقال مصدر أمني لرويترز "خلال المداهمة تمكنت قواتنا الخاصة من قتل إرهابيين اثنين واعتقال إرهابي آخر".
وتواصل قوات الأمن تمشيط المنطقة وملاحقة آخرين يعتقد أنهم كانوا موجودين في البيت.
وقال بيان مقتضب لوزارة الداخلية إن عملية أمنية تجري دون ذكر مزيد من التفاصيل.
يذكر ان وحدات أمنية تونسية قامت في وقت سابق بعمليات تمشيط مكثفة في المناطق الجبلية المحيطة بمدينة الحمامات السياحية على خلفية وجود تهديدات ارهابية، بحسب ما ذكرت تقارير إعلامية بالمنطقة .
وجرت عمليات تمشيط واسعة تشارك فيها وحدات من الجيش والشرطة لليوم الثالث على التوالي قرب مدينة الحمامات ومدينة نابل المجاورة بحسب ما ذكرته إذاعة "شمس اف ام" الخاصة مساء الاثنين.
وأفادت الإذاعة نقلا عن جهات أمنية بأن معلومات استخباراتية تشير إلى وجود عناصر كانت تقاتل في ليبيا ودخلت الأراضي التونسية خلسة.
وأضافت أن عمليات التمشيط شملت أيضا البحث عن ستة عناصر متشددة تخضع للرقابة الادارية اختفت منذ ثلاثة أيام.
وشددت تونس هذا العام من حملاتها الأمنية في المناطق السياحية ومن بينها الحمامات أحد أشهر الوجهات السياحية في البلاد قبل أسابيع من ذروة الموسم السياحي لتفادي أي ضربات أخرى بعد موسم وصفه خبراء بـ "الكارثي" العام الماضي.
وتعرضت تونس في 2015 إلى ثلاث هجمات كبرى كانت استهدفت متحف باردو وفندقا في مدينة سوسة السياحية وتفجيرا بوسط العاصمة أوقعت 59 قتيلا من السياح و13 عنصرا أمنيا.
وأدت الهجمات الى تراجع القطاع السياحي في 2015 بنحو 30 بالمئة مقارنة بالعام السابق.
و تمكنت الوحدات الأمنية بصفاقس والمنستير والمهدية، من "الكشف عن خلية تكفيرية بالمعهد الأعلى للرياضة والتربية البدنية بصفاقس وسط تونس، تتكون من ستة عناصر وجميعهم طلبةبهذا المعهد"، وفق بيان لوزارة الداخلية .
وقال البيان "التحريات مع أحد أفراد هذه الخلية، بينت أنه على علاقة بعنصر تكفيري آخر اعترف، بعد التحقيق معه، بتبنيه للفكر التكفيري وبوجود أربعة تكفيريين آخرين بالمعهد الأعلى للرياضة والتربية البدنية بصفاقس كونوا خلية تعمل على الإستقطاب في الوسط الطلابي "،بحسب وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات).
وأضاف البيان أن "أحد العناصر المذكورة خطط لتدريب أفراد هذه الخلية في كنف السرية. كما أن أحد أعضاء هذه الخلية مصنف من بين العناصر التكفيرية الخطيرة وكان على صلة بعنصر إرهابي تم القضاء عليه خلال العملية الإرهابية ببنقردان (مارس 2016) وآخر موقوف لتورطه في العملية ذاتها ".
وتابع البيان انه تم "الإحتفاظ بعناصر الخلية المذكورة لإحالتهم على السلط القضائية".
ياتي الكشف عن هذه الخلايا في اطار الجهود التي تبذلها تونس لتطهير البلاد من العناصر الارهابية .
يذكر ان تونس تعرضت لثلاث هجمات ارهابية كبرى العام الماضي أوقعت أكثر من سبعين قتيلا من السياح وعناصر الأمن ، اضافة الى هجوم بن قردان في السابع من مارس العام الحالي . واسفر هجوم على بن قردان عن مقتل 52ارهابيا و13امنيا وعسكريا وسبعة مدنيين .
وادت هذه الهجمات إلى الحاق اضرار جسيمة بقطاعها السياحي الذي يعد من موارد البلاد الرئيسية للعملة الصعبة.
يذكر انه تم منع حوالى 1900 تونسي من الالتحاق بالمنظمات الجهادية في مناطق النزاع في الربع الاول من العام 2016 وفق المكلف بالاعلام بوزارة الداخلية ياسر مصباح.
وقال مصباح لاذاعة "شمس اف ام" الخاصة "في سنة 2016 منع قرابة 1877 تونسيا من المغادرة للالتحاق ببؤر التوتر".
واضاف لفرانس برس لاحقا ان هؤلاء الاشخاص الذين تتراوح اعمارهم بين 20 و23 عاما يخضعون للمراقبة بصورة مستمرة.
والتحق الاف من التونسيين بالتنظيمات المتطرفة في سوريا والعراق وليبيا المجاورة، ما يجعل تونس احد البلدان الاكثر معاناة من هذه الظاهرة.
واوضح مصباح انه منذ بداية السنة، "تم تفكيك 33 خلية ارهابية، وتمت 1733 عملية دهم لمقار سكن عناصر ارهابية ومتشددة".
كما تم في الفترة نفسها، "احالة 1400 شخص الى العدالة بتهمة الانضمام الى تنظيم ارهابي" وتم اعتقال 140 آخرين لتورطهم في قضايا على صلة بتوجه شبان الى مناطق النزاع.
لكنه قال ان "الوضع الامني بصورة عامة جيد، وهناك مؤشرات ايجابية جدا".
وتابع ان وزارة الداخلية تعد سلسلة من التدابير الامنية لتأمين كافة الانشطة والفعاليات المرتقبة ومنها زيارة كنيس الغريبة اليهودي في جربة جنوب تونس في 25 و26 ايار/مايو.
واكد مصباح ان "الحرب ضد الارهاب متواصلة وتتطلب الكثير من اليقظة".
شهدت تونس منذ ثورة 2011 تصعيدا في الاعتداءات الجهادية التي تسببت بمقتل اكثر من مئة من الجنود ورجال الشرطة و59 سائحا.
وتصاعد عنف الجماعات الجهادية بشكل غير مسبوق عام 2015 اذ قتل 59 سائحا اجنبيا و13 عنصرا امنيا في 3 هجمات دامية استهدفت متحفا وفندقا وحافلة للشرطة، تبناها تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف.
وفي السابع من اذار/مارس الماضي، نفذ عشرات الجهاديين هجمات "متزامنة" على ثكنة الجيش ومديريتي الدرك والشرطة في مدينة بن قردان (جنوب) وحاولوا اقامة "إمارة داعشية" في هذه المدينة الحدودية مع ليبيا، حسب ما اعلن رئيس الحكومة الحبيب الصيد.
وأسفرت الهجمات عن مقتل 13 عنصرا من وقات الامن وسبعة مدنيين.
وقتلت قوات الامن يوم الهجوم ثم في عمليات تعقب للمهاجمين في الايام التالية 55 "ارهابيا" بحسب آخر حصيلة اعلنها رئيس الحكومة يوم 25 مارس الماضي.