ناصر بن سلطان العموري
يعتبر طيران السلام من خطوط الطيران ذات التكلفة المنخفضة ولعله جاء في الوقت المناسب ليقدّم خيارات أسهل وأرخص تتناسب مع جميع المسافرين وبالأخص المسافر العُماني، ولم تسنح لي الفرصة للسفر رفقة طيران السلام إلا خلال الفترة الفائتة وكانت الرحلة إلى مطار جدة بالمملكة العربية السعودية ميمماً النية للديار المقدسة، وكنت أتوق صراحة لهذه التجربة بعد أن سمعت آراء متعددة ومختلفة عن طيران السلام بين مؤيد ومعارض ولكن كنت على الحياد إلى حين التجربة وهو ما كان حيث سأذكر حيثيات تجربتي عبر هذا المقال الذي هو بين أيديكم.
كانت البداية جميلة من خلال تلك الابتسامة البشوشة والتعامل السلس عند استقبالنا من قِبل موظفي «كاونتر» طيران السلام في مطار مسقط الدولي ولعل من باب الدعابة وعن قصد التجربة قلت لهم ماذا عن الـ 20 كيلوجراماً -الوزن الذي حدده طيران السلام بصفته طيراناً تجارياً- أتراه يكفي؟! ردوا على بدبلوماسية إن زاد فدع الباقي علينا بل وحتى عندما تأخرت رفقة الأسرة عن الصعود للطائرة نظراً لتزامن موعد الإقلاع مع صلاة الظهر ومعرفتي بعدم تمكني ربما من أداء الصلاة فيما بعد الوصول نظراً لارتباطي بزحمة مطار جدة ومن ثم الذهاب إلى مكة المكرمة، فلم أجد منهم إلا كل ترحيب وحرص على لحاقي بالرحلة.
وعند الصعود للطائرة لاحظت أنها طائرة ليست بالحديثة والواضح أنه أُعيد تغيير هيكلها وجلدها بشكل أنيق لتتناسب مع استخدام طيران آخر باستثناء دورات المياه التي كانت بحاجة إلى صيانة جادة بحسب ما لاحظت، وكانت أسعار قوائم الطعام الذي يُباع في الطائرة بصفته طيراناً اقتصادياً معقولة وليس فيها نوع من المبالغة على الإطلاق، كما أن التحليق في الأجواء أثناء الصعود والهبوط جرى بشكل طبيعي عدا بعض المطبات الهوائية التي تحدث بشكل اعتيادي في كل رحلة، والحال نفسه أثناء رحلة العودة فقد كان تعامل «كاونتر» طيران السلام في مطار جدة غاية في اللطافة والابتسامة الهادئة كانت تنطبع على محياهم رغم كثرة استفسارات الركاب، ولكن ما لاحظته أيضاً تلك المقاعد الفارغة في رحلتي الذهاب والعودة والتي تقدّر بربع عدد الركاب، فما سببه يا ترى؟ ولماذا هذا العدد الذي يعتبر كبيراً بمعيار الربح والخسارة! سؤال نوجهه لإدارة طيران السلام؟
باختصار هو طيران اقتصادي يناسب جميع أذواق السفر بحاجة لدعم شعبي ورسمي حتى يستقيم عوده ونراه علامة مميّزة في الأجواء.
حلّق في الأجواء يا سلام عُمان ونحن معك شريطة أن تكون الجودة هي معيارك والسلامة هدفك.
«سيلفي» البيت العتيق
مما لا شك فيه أن الهواتف النقالة أصبحت هي الطاغية على حياتنا اليومية وأصبح «السيلفي» وتصوير كل حركات الإنسان وسكناته وتحركاته هي الموضة، ماذا أفطر؟ وإلى أين سافر؟ وبمَن التقى؟.. ولكن أن يصل «السيلفي» إلى أرقى وأنقى مكان شعائري تعبدي فهذا ما لم أتوقعه! إذ تجد البعض يصوّر «سيلفي» وهو يطوف بالكعبة المكرمة ويعطل المعتمرين عن الطواف، وآخرون تجمّعوا لكي يلتقطوا «سيلفي» جماعي وهم لا يدركون أنهم يسببون ازدحاماً شديداً، بل الأغرب حين رأيت بأم عيني مَن يتواصل عبر الفيسبوك وهو يطوف وهنا لا أستبعد أن هناك مَن ينقل عمرته على خاصية البث المباشرة لأحد برامج التواصل الاجتماعي.
يا جماعة الخير... العمرة وبالأخص الطواف بالبيت عبادة ومن شروط العبادة هي الإخلاص لله وعدم المباهاة والاشتغال بـ«السيلفي» والتصوير ينافي الخشوع والإخلاص لله، فيجب هنا عدم جعل أعمال العمرة أشبه بزيارة المزارات السياحية العادية. نعم لا ضير من توثيق الذكريات ولكن شريطة ألا يتسبب ذلك في إعاقة الآخرين عن أداء المناسك وتعكير صفو خشوعهم.