يعتبر العنب من المحاصيل الاقتصادية والتي تجود زراعتها في بعض محافظات وولايات السلطنة وكنا في السابق نعرف فقط نوع واحد او نوعين من العنب ذات الحجم الصغير والطعم الحامض أما اليوم فيوجد اكثر من 35 صنف من العنب ذات المذاقات والاحجام والالوان المختلفة والمتنوعة ، هذه الاصناف تم استجلابها من مختلف دول العالم واقلمتها على ظروف السلطنة ، وقامت وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بتشجيع المزارعين على التوسع في زراعة محصول العنب وأنشأت حقول ارشادية للعنب في بعض المناطق من اجل تدريب وارشاد المزراعين على طريقة زراعته وطرق تقليمه ةالعناية به ، كما أن صندوق التنمية الزراعية والسمكية مول عدد من مشاريع زراعة العنب.
من هنا جاءت فكرة إقامة مهرجان متخصص للعنب في كل عام مع بداية موسم الانتاج على غرار مهرجان التمور والذي استمر لسنوات ومؤخرا إنطلقت فعاليات مهرجان العنب بمحافظة شمال الشرقية في نسخته الثانية بنيابة سمد الشأن قرية الروضة والتي تعتبر من افضل المناطق لزراعة العنب على مستوى السلطنة وذلك بمشاركة 45 مزراعا من مختلف ولايات ومحافظات السلطنة وقد أستمر المهرجان لمدة يومين وشهد حضورا مكثفا من مختلف فئات المجتمع وعلى هامش المهرجان اقيمت بعض الفعاليات مثل الندوات ومسابقات الاطفال والمسابقة الإعلامية ومسابقة التصوير الضوئي، ومسابقة التصوير عبر الهاتف النقال.
ودائما المهرجانات المتخصصه يكون لها دور كبير في تشجيع المنتجين ودعهم فيما يخص التسويق والعرض وقد اقيمت في السابق مهرجات متخصصة للتمور و للنحل كما اقيم قبل اسبوعين مهرجان للمناجو في ولاية قريات ،ويهدف مهرجان العنب حسب اللجنة المنظمة الى نشر الفكر الاستثماري لزراعة وتسويق العنب، وتشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على المبادرة بإنشاء شركات لتعبئة وتغليف وتسويق المحصول لتعزيز القيمة المضافة، وتشجيع القطاع الخاص على الإسهام في دعم وتطوير زراعة العنب وترسيخ فكرة الزراعة التعاقدية من خلال الجمعيات الزراعية، وإيجاد فرص عمل للباحثين عن عمل .
وقد تم تدشين الهوية التسويقية لمهرجان العنب، كما شهد حفل الافتتاح توقيع مذكرات تفاهم «لتسليم أراضي الانتفاع» على المُزارعين، وتوقيع مذكرة تفاهم مع بنك التنمية العماني لدعم وتمكين المَشَارِيع والفرصِ الاستثمارية في القطاع الزراعِيِ بالمحافظة، وفتح آفاق جديدة للمساهمة في دفع عجلة التنمية الاقتصادية بالمحافظة، بالإضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم مع الشركة العمانية الهندية للسماد «أُومِيفْكُو» التي هدفت إلى التعاون مِن أَجْل تطوير مشروع تمكين صغار المزارعين لإنشاء مزارع تخصصية نموذجية لزارعة وإنتاج العنب بولايات محافظة شمال الشرقية.
هذه المذكرات لاشك انها سوف يكون لها دور كبير في اقامة شراكة حقيقية بين القطاع الخاص والمجتمع المدني والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة العاملة في القطاع الزراعي والتي ينقصها التمويل احيانا واحيانا اخرى الخبرة في التسويق وعدم استطاعتها الوصول الى الاسواق البعيدة.
مثل هذه المهرجات يمكنها المساهمة في تنمية المنطقة ودعم المزراعين و زيادة الرقعة الزراعية والانتاج المحصولي والتوسع في الانتاج كما انها تشجع السياحة الداخلية والخارجية وتدعم ما يسمى بالسياحة الزراعية وفي المستقبل يمكن تخصيص وتهيئة بعض المزارع لتكون مزارا سياحيا يقصده السواح من داخل وخارج السلطنة بحيث يتمكنوا من قطف العنب أثناء موسم الانتاج مع وجود بعض المرافق مثل مقهى صغير وبعض العاب التسلية للاطفال ويكون الدخول برسوم رمزية كما هو في العديد من دول العالم والتي تهتم بالسياحة الزراعية .
ويمكن لمهرجان العنب مسنقبلا أن يلعب دورا هاما في تمكين الشباب العماني وعمل مشاريع استثمارية في الانتاج والتصنيع ، بالاضافة الى زيادة المساحة المزروعة و مضاعفة كمية الإنتاج ، وفتح منافذ تسويقية للمزارعين ونشر الفكر الاستثماري لزراعة وتسويق العنب وزيادة الفرص الاستثمارية وتشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على المبادرة بإنشاء شركات تهتم بالقيمة المضافة والتصنيع الغذائي والمتمثلة في تعبئة وتغليف وتسويق العنب لتعزيز ، بالإضافة إلى تشجيع القطاع الخاص على المساهمة في دعم وتطوير زراعة العنب، وتعزيز فكرة الزراعة التعاقدية من خلال الجمعيات الزراعية.