مسقط - الشبيبة
يعتبر الفن رحلة شخصية لكل فنان يتخذ قرارًا بالانغماس فيه. وهو وسيلة تواصل عميقة تعبر عن الأفكار والمشاعر التي لا يمكن أحيانًا وصفها بالكلمات العادية.
فنانونا هم رواد الجمال والإبداع، يستطيعون تحويل العادي إلى استثنائي وإشعال الحماس في نفوسنا برؤيتهم الفريدة للعالم. ومن بين هؤلاء الفنانين الموهوبين والمتميزين تبرز شخصية موزة سعيد الهاشمية، خريجة من الكلية العلمية للتصميم بدرجة البكالوريوس في الفنون الجميلة، حسب موقع مجلة "هنّ".
تعتبر موزة من بين الفنانات الشابات الواعدات، حيث تتميز أعمالها بالواقعية ودقة التفاصيل. تتلمس أناملها الفنية الروح الجمالية في كل لوحة تخلقها، حيث تتمحور أعمالها حول حياة الأفارقة البسيطة كما أنها تجلب أصالة الثقافة العمانية وتراثها في أعمالها. تنسجم أعمالها بروعة بين الحضارتين العمانية والأفريقية، حيث تبرز الروحانية والبساطة في تعايش الأفراد رغم الصعوبات التي يواجهونها في حياتهم. إليكم المزيد عنها:
هل يمكنك أن تشاركينا قصتك وكيف بدأت اهتمامك بالرسم؟
بالطبع. أنا سعيدة بالتحدث عن رحلتي الفنية. بدأ اهتمامي بالرسم في مرحلة الابتدائية، حيث كان والدي يشجعني بشكل كبير ويعلمني تقنيات الرسم الأساسية. تطورت مهاراتي مع مرور الوقت، وبدأت في استكشاف المدارس الفنية المختلفة وأعمال الفنانين العالميين. كان الفنان الذي أثر فيّ بشكل كبير هو ليوناردو دافنشي.
ما هي التقنيات التي استوحيتها من دافنشي وكيف تم تطبيقها في أعمالك الفنية؟
لقد استوحيت الدقة والواقعية من أعمال دافنشي. في البداية، كانت أعمالي تستلهم من حياة الأفارقة البسيطة، حيث تظهر الطبيعة الإيمانية للشخصية الإفريقية التي تعكس أسلوب حياة متكامل يرتبط بالجسم والعقل والروح. يظهر في أعمالي بساطة العيش والابتسامة، على الرغم من صعوبات الحياة ومأساة الفقراء الذين يواجهونها. أيضًا، قمت بتسليط الضوء على العلاقات التاريخية بين سلطنة عمان وجنوب إفريقيا في بعض أعمالي.
هل يمكنك أن تشاركينا بعض الإنجازات التي حققتها والجوائز التي حصلت عليها في المسابقات والمعارض المحلية؟
بالتأكيد! لقد حصلت على العديد من الشهادات في المسابقات والمعارض المحلية. شاركت في معرض عمان تاريخ وحضارة الذي أقيم في الكلية العلمية للتصميم، حيث قدمت لوحتي “حكايات العمانية”. كما شاركت أيضًا في معرض الأعمال الصغيرة الذي أقيم في الجمعية العمانية للفنون التشكيلية، وفي هذا المعرض تم عرض 25 عملاً فنيًا. كما شاركت في فعالية في جراند مول، حيث قمت برسم جدارية تعبر عن الفنون والحرف العمانية.
إنها بداية رائعة! ما هي خططك المستقبلية ومشاريعك المقبلة في مجال الفن؟
في مشاريعي القادمة، سأركزعلى التراث العماني الأصيل ونهضة عمان. أسعى إلى استكشاف المزيد من جوانب التراث وتجسيدها في أعمالي الفنية. أرغب أيضًا في استكشاف تقنيات وأساليب جديدة واكتساب خبرات جديدة في مجال الفن. أهدف إلى المشاركة في معارض دولية وتوسيع نطاق انتشار أعمالي.
ما هو الوقت المفضل لك للرسم؟
من وجهة نظري فإنه لا توجد أوقات معينة للرسم. الوقت الذي أشعر فيه بالإلهام اتجه إلى المرسم وأرسم.
كفنانة شابة، ما هي نصيحتك للفنانين الشباب الذين يسعون لتطوير مهاراتهم وتحقيق النجاح في مجال الفن؟
نصيحتي لكل فنان شاب إذا كنت تشعر بداخلك بالرغبة والشغف لتكون فنانًا، فلا تتردد في ممارسة الفن. يأتي الفن بالممارسة والتجربة المستمرة. ابحث عن أساليب مختلفة واستكشف المدارس الفنية المتنوعة. قم بدراسة وتعمق في عالم الفن واكتسب خبرات جديدة. اكتشف ما يلهمك وما يجذبك واستخدمه كمصدر للإبداع الخاص بك.
الفن هو فقط بوابة جديدة تتيح لك التعامل مع الحياة بروحانية فريدة. لذا، اجعل الفن جزءًا لا يتجزأ من حياتك وابحث عن الجمال والتعبير من خلاله. قد تواجه تحديات في الطريق، لكن لا تستسلم واستمر في النمو والتطور.
علاوة على ذلك، حاول توسيع مجال رؤيتك وتطوير قدراتك في جميع المجالات الفنية. قد يساعدك ذلك في تطوير أسلوبك الخاص وتميزك عن الآخرين. كن مستعدًا للمشاركة في المعارض والفعاليات الفنية المحلية والدولية لعرض أعمالك وبناء شبكة اتصال قوية مع الفنانين والجمهور.
في النهاية، لا تنسى أن تستمتع برحلتك الفنية وتظل ملتزمًا بتعبيرك الفني الفريد. الفن هو وسيلة للتواصل والتعبير عن ذاتك، لذا استمتع بكل لحظة وكن متحمسًا لاكتشاف المزيد من إبداعاتك.