الذكاء الاصطناعي بلاء لابد منه وواقع سيعيشه العالم خلال السنوات القادمة فما فيه من سلبيات وايجابيات فهو لا مفر منه ووسوف يدخل هذا الواقع في كل مناحي حياة الانسان وستحل الالة محل الايدي العاملة في كثير من الاعمال ونحن هنا سوف نتحدث عن جانب مهم ينبغي ان نعمل له الف حساب وهو توفير فرص العمل في ظل هذا الواقع ،والذكاء الاصطناعي مرتبط ارتباطا وثيقا بالتكنولوجيا والتي من المتوقع ان تحل فيها الالة والاجهزة الاكترونية محل الايدي العاملة في كل شيء تقريبا.
يرتبط سوق العمل إرتباطا وثيقا بالعرض والطلب المتوفر من الوظائف والمهن فكلما توفرت تخصصات يحتاجها سوق العمل كلما انعكس ذلك على إستيعاب السوق لمخرجات التعليم والعكس صحيح ، وخلال الفترة الاخيرة لاحظنا بعض المهن بدات تختفي تدريجيا وبالتالي من يدرسها يكون مكانه في البيت.
منذ بداية النهضة الصناعية التي شهدها العالم حلت الالة محل العمل اليدوي بالتدريج وكثير من الاعمال التي كانت تنجز باليد اصبحت يتم إنجازها عن طريق الالة بل ان بعض الدول مثل الصين واليابان اخترعت الرجل الالي الذي يحل محل الانسان في تقديم نشرات الاخبار وفي الضيافة والاستقبال وفي المستشفيات لمساعدة المرضى والعناية بكبار السن كما بدأنا نلاحظ الانسان الالي يقدم الخدمات ومساعدة المسافرين في المطارات وكذلك في المطاعم اصبح هناك النادل الالي .
العديد من المهن والوظائف من المتوقع إختفائها خلال السنوات القادمة ، لذا ينبغي التركيز على بعض الوظائف التي يمكن ان يستوعبها سوق العمل وتتناسب مع التحول الكبير الذي يشهده العالم في ظل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة وشبكة المعلومات وتقنية النانو وغيرها من الوسائل التي تغزوا العالم والتي صنعها الانسان بنفسه .
اصبحت هذه الوسائل تنافس الانسان وتحل محله في تنفيذ العديد من المهام والمسئوليات ولعل من أبرز التخصصات التي سوف يحتاجها سوق العمل خلال السنوات القادمة حسب منظمة العمل الدولية والمنظمات ذات العلاقة هي مهندس التعلم الآلي ومهندس بيانات وعالم كمبيوتر ومهندس روبوتات ومهندس نظم ومهندس برمجيات وعالم روبوتات وعالم أبحاث ومحلل بيانات ومطور ذكاء الأعمال ومتخصص شبكات وأخصائي تواصل اجتماعي وغيرها من المهن والوظائف التي تلبي متطلبات السوق خلال الفترة القادمة.
نظام التعليم العام والمناهج وطرق التدريس في الجامعات والكليات ينبغي ان يتواكب مع المتغيرات العالمية والتركيز على التخصصات التي يحتاجها السوق المحلي والعالمي لبناء جيل يستطيع ان يتكيف مع ظروف المستقبل ويجد الوظيفة المناسبة في سوق عمل مهياء ، ولابد من الاسراع في تعديل طرق التدريس وتطوير المناهج والتركيز على المواد ذات الصلة بالذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي وينبغي التوجه الى التعليم المهني والتخصصي والذي يرفد سوق العمل بمخرجات مناسبة أما إذا استمر الوضع على ماهو عليه الان فسوف نخرج جيل من العاطلين والذين يشكلون عالة على الحكومة وعلى المجتمع.