محمد محمود عثمان يكتب: الدبلوماسية الاقتصادية ومعرض المنتجات المصرية بمسقط

مقالات رأي و تحليلات الأحد ١٨/يونيو/٢٠٢٣ ١٤:٤٤ م
محمد محمود عثمان يكتب: الدبلوماسية الاقتصادية ومعرض المنتجات المصرية بمسقط
محمد محمود عثمان

قامت مؤسسة الأهرام وهى مؤسسة صحفية بدور اقتصادي ووطني هام للترويج للمنتجات والصناعات المصرية بالخارج من خلال معرضها الأول بسلطنة عمان للتغلب على المعوقات والصعوبات الاقتصادية التي يعاني منها الجميع ، والمساهمة في تسويق وترويج المنتجات وفتح أسواق جديدة والمشاركة في استثمارات مشتركة متنوعة وهو توجه جيد تطبيقا لسياسة "الدبلوماسية الاقتصادية ".

ويجب أن تقتدي به أو تولية كل المؤسسات المعنية بالاقتصاد والتنمية اهمية خاصة ،إلى جانب الوزارات والسفارات بالخارج والمؤسسات الاقتصادية والتجارية المتخصصة والمعنية بذلك ، لتحقيق التعاون والتكامل في الأدوار والسياسات ، فقد أخبرني سعادة عبد الله الرحبي السفير العماني بالقاهرة بأن السفارة كان لها دور أساسي في تجميع الأطراف وتوقيعهم في مبني السفارة على اتفاقية تنظيم المعرض بسلطنة عمان ،تحت شعار "الدبوماسية الاقتصادية " كما استضافت السفارة العديد من رجال الأعمال وأصحاب الشركات من مصر وسلطنة عمان ، بالإضافة إلى مساهمة السفارة العمانية بالقاهرة في البحث عن الاستثمارات وتوقيع مذكرات التفاهم والاتفاقيات الثنائية مع الجانب المصري و بعض سفارات الدول الأخرى المعتمدة في مصر ، 

كما قدم أعضاء النادي الاجتماعي للجالية المصرية بمسقط دعما للعارضين من الشركات المصرية ، خلال فترة المعرض الذي استمر لعدة أيام ، بمركز عُمان الدولي للمعارض 

وفي هذا الصدد يمكن القول بأن أداء سفارات الدول بالخارج يعطي أولا: مؤشرا على ارتباط ذلك برؤية وخطط وسياسة الدولة التي تمثلها في المقام الأول 

وثانيا: مدى فهم هذه الرؤية والاستراتيجية والقدرة على تنفيذها بالشكل والصورة التي تحقق الهدف منها بالنمط الصحيح ، والاستفادة بما تملكه من قوة ناعمة وتأثير إيجابي غير رسمي، من منطلق ما تفرضه المتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية في السنوات الأخيرة، التي تفرض واقعا جديدا، وهو جعل "الدبلوماسية الاقتصادية "من الأركان الأساسية لعمل السفارات ، واعتبارها مركزا دائما لجذب الاستثمارات والترويج للصادرات ، وعقد الاتفاقيات والصفقات ،حتى لا تحمل دُولها أعباء إضافية في الوظائف والنفقات ، ولا شك أن ذلك يحتاج إلى مضاعفة الجهد والعمل الجاد ، بالإضافة إلى المهام الأخرى السياسية والبروتكولية بما لديها من أعضاء في السلك الدبلوماسي والقنصلي والتمثيل التجاري و العمالي إذا وجد ، وقد طالبت قبل ذلك في العديد من المقالات "أن تضع وزارات الخارجية ذلك في إطار المهام الأساسية للسفارات بالخارج لأن الكثير منهم ، يعتبر ذلك عملا أو عبئا إضافيا على العاملين بالسفارات ،

على الرغم من أن ميزانيات الدول تتحمل نفقات باهظة من أجور ومرتبات وإيجارات ومميزات وبدلات لتيسير أداء البعثات الدبلوماسية بالخارج ،لعلها 

 تُحد من الممارسات السلبية من بعض السفارات التي تغلق الأبواب على نفسها أو تنعزل عن الآخرين ، لأنه من الضروري قيامها بتكثيف الجهود في الدول المضيفة ؛ ومن خلال سفارات الدول الأخرى بقدر المستطاع ؛ لتحفيز وتعزيز العلاقات السياحية والاقتصادية والتجارية ،وفتح المزيد من الأسواق أمام المنتجات الوطنية لمضاعفة الصادرات ، والبحث عن فرص ومجالات للعمل، وزيادة الإيرادات من العملات الدولية "

وأن تُؤدي السفارات دورا هاما واساسيا في تنمية العلاقات السياسية والاقتصادية وأن يكون لها نشاط إيجابي في زيادة المشاريع الاستثمارية و حجم التبادل التجاري  

بالإضافة إلى دورها التقليدي في خدمة مواطني الدولة التابعة لها، ومساعدتهم في تسهيل أعمالهم والدفاع عن حقوقهم، إلى جانب تيسير إجراءات الإقامة والسفر لرعاياها ، بالإضافة إلى دور القنصليات في حل كافة النزاعات القانونية وضمان المحاكمة العادلة للمخالفين من مواطنيها، وهذا هو التوصيف العام لأهم المسؤوليات للسفارات والقنصليات في الخارج، و إن كانت هذه الأمور معلومة بالضرورة ، 

لأن هناك صورة ذهنية قديمة نُريد أن نُغيرها حول بعض الممارسات للبعثات الدبلوماسية ، المنغلقة على نفسها ، والتي يعلو لديها الأنا في تعاملاتها مع مواطنيها ، ولا تعي حقيقة أهميتها كظهير خارجي لسياسات الدولة في الخارج ،لكونها عين ثاقبة ترصد وتحقق وتدقق كل البيانات والمعلومات، وتساعد في التوقيع على الاتفاقيات والعقود والبرامج، التي يمكن أن تفيد في تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية والسياحية والثقافية المتبادلة ،والترويج للمشروعات والاستثمارات والعمل على جلبها وتوطينها في دولتها  

وفي هذا الإطار لا ننكر دور السفارة العمانية بالقاهرة التي بذلت جهدا كبيرا في تنظيم معرض الأهرام الدولي الأول للمنتجات والصناعات المصرية بالسلطنة ،وفي تنظيم لقاءات رجال الأعمال العمانيين مع المسؤولين المصريين ، حيث كانت السفارة العمانية بالقاهرة هى السقف الذي تجمع تحته هؤلاء حتى تم توقيع الاتفاق بين المنظمين ومؤسسة الأهرام ،،تحت شعار " الدبلوماسية الاقتصادية".