مسقط - الشبيبة
قال سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي ، مفتي عام سلطنة عمان في تغريدة رصدتها "الشبيبة": إن ما يجري في الغرب الآن، لا سيما في الولايات المتحدة الأمريكية أمر يستدعي انتباه أصحاب الروية الذين لا يزالون يتمتعون بشيء من العقل، ولا شك أنهم منتبهون لذلك، ولكن ضجيج الإعلام الهادر المشجع للرذيلة أخفى أصواتهم، فلم يسمع لهم نصح، ولم يطع لهم رأي وهذا ليس أمرا غريبا بالنظر إلى أحوالهم، فقد سبق منذ ثلث قرن أو أكثر أن توالت صيحات النذر من أولي الرأي الذين كانوا في مقدمة رجال السياسة عندهم تحذرهم مما هم مقبلون عليه من المستقبل الأسود الرهيب.
وأضاف: من بين هؤلاء (زبينجيو بريجنسكي) الذي كان مستشار الرئيس كارتر لشئون الأمن القومي في البيت الأبيض، ويعد أكبر صناع السياسة الأمريكية في العصر الحديث، وقد نال شهرته متنبئا بالتغير الحضاري حين ألف كتابا إبان ازدهار الشيوعية - يتنبأ فيه أنها ستختفي قريبًا بوصفها قوة في العالم، وقد وقع ذلك، ثم أنذر بلاده بمثل هذا المصير ملوحا بأن قيم الدين التي في الإسلام هي المخلص من هذه الكوارث، وقد تطرقت لكلامه قبل عقود من السنين للمرة الأولى إحدى الصحف الأمريكية الواسعة الانتشار واسمها (نيو) برسبكتفز كوارترلي).
وتابع: وفي إصدار خاص لهذه الصحيفة قد ما يسمى بـ عقيدة) (بريجنسكي) التي تؤمن بأن المجتمع المنغمس في الشهوات لا يستطيع أن يسن قانونا أخلاقيا للعالم، وأن أي حضارة لا تستطيع أن تقدم قيادة أخلاقية سوف تتلاشى . والمحرر لهذه الصحيفة ناثان جارولز) قدم لهذا الإصدار الخاص بمقال افتتا حي تحت عنوان (روح) النظام العالمي)، يوحي فيه أن روح الإسلام قد تصبح قريبا هي العلاج الوحيد للمشكلات المستعصية التي سببتها علمانية الحضارة الغربية.
وأوضح أن من كبار رجال السياسة الأمريكية من لم يكتف بالإشارة إلى هذا، بل طبق ذلك باعتناق الإسلام وهو (روبرت كرين)، الذي أعلن إسلامه وتسمى باسم (فاروق عبد الحق)، ودعا الغرب عموما والمجتمع الأمريكي خصوصا إلى اعتناق الإسلام وقد شرح هذا في محاضرته التي ألقاها بمجمع أبي النور بدمشق في ذي الحجة لعام ١٤١٥هـ بعنوان (القيادة الإسلامية في القرن الحادي والعشرين، وأكد ذلك في كثير من لقاءاته. والمذكور كان كبير المستشارين السياسيين في البيت الأبيض في عهد الرئيس نكسون)، لا سيما ما يتعلق بالسياسة الخارجية،ومن بين الذين صدعوا بالإنذار بهذا (باتريك جيه بوكانن) - الذي كان مستشارا في البيت الأبيض لثلاثة من الرؤساء الأمريكيين في كتابه (موت الغرب)؛ فهل وعى المسلمون هذا الأمر ليتحملوا مسئوليتهم في إنقاذ هذا العالم. كم نتمنى أن نشاهد ذلك!