نوار السعيد: حقائب نواريز تجمع بين التراث العماني والأناقة العصرية

مزاج الثلاثاء ٠٦/يونيو/٢٠٢٣ ١٠:٣٨ ص
نوار السعيد: حقائب نواريز تجمع بين التراث العماني والأناقة العصرية

مسقط - الشبيبة

نوار حمدان السعيد عُمانية طموحة ومبدعة، هي صاحبة مشروع “نواريز للحقائب”، التي أصبحت رمزًا للتصميم العماني الأصيل والتراث المحبوب. تُعتبر فكرة تصميم الحقائب الفريدة والمميزة شغف حقيقي لـ نوار، أخذ يُحفّزها ويدفعها إلى استكشاف طرق جديدة للمشاركة في عالم الموضة والتجارة. بناءً على هذا الشغف المتواصل، قررت نوار أن تبدأ مشروعًا خاصًا بها لصناعة حقائب تكون مختلفة عن أي شيء موجود في السوق العماني، حسب موقع مجلة "هنّ".

تمتاز حقائب نواريز بأنها تحمل اللمسة العمانية التقليدية بجمالها وفخامتها، في الوقت نفسه تحافظ على روح الموضة الحديثة والتصميم العصري.

وتتجلى رؤية نوار في توظيف التراث العماني في تصميماتها الفريدة، حيث تستوحي أفكارها من الحلي العمانية التي كانت تُزيَّن بها النساء العمانيات في الماضي وحتى اليوم. وتقوم نوار بتحويل هذه الحلي إلى قطع تزيينية رائعة تُضاف إلى تصاميم الحقائب الخاصة بها.

مصممة الحقائب نوار حمدان السعيد

فكرة تصميم الحقائب

تقول نوار: جاءت هذه الفكرة بعد ملاحظتي أن معظم التصاميم الموجودة في السوق العماني واردة من الخارج، كما أنه كان لدي محل بيع الحقائب والأحذية منذ عدة سنوات وكنت أجلبها من الخارج مما أكسبني بعض الخبرة، ولكن لظروف خارجة عن الإرادة اضطررت إلى إغلاق المحل، ولكن ظل هذا الشغف إن صح التعبير يراودني إلى أن فكرت في أن أبدا في مشروع لصناعة حقائب تكون مختلفة عما في السوق بحيث تتميز بلمسة عمانية تقليدية مع مواكبة الموضة الحديثة.

توظيف التراث العماني في الحقائب

نجحت نوار في توظيف التراث العماني في حقائبها بطريقة لافتة وعن ذلك تقول: “أستنبط من خلال الحلي العمانية التي كانت تتزين بها النساء العمانيات قديما ولا زلن ما يناسب تصميم حقيبة معينة ثم أقوم بطلب تنفيذ الحلي من إحدى الحرفيات العمانيات حسب التصميم المطلوب، وليس هذا فقط بل قمت أيضا بتصميم بعض الحقائب من خلال توظيف الأقمشة التي تستخدم في الأزياء التقليدية وأخرى من خلال توظيف الفن التشكيلي وقمت بإطلاق مجموعة من الحقائب الجلدية والقماشية تم رسم الحلي التقليدية عليها، وآخرها كان مجموعة يوم المرأة العمانية ٢٠٢٢م بحيث جسدت المرأة العمانية بأصالتها وزيها التقليدي الذي لا زالت أمهاتنا وجداتنا تفتخر به وترتديه.

وتصمم نوار حقائب مختلفة منها حقيبة الكتف – حقيبة الكلتش أو الباوش- حقيبة البوكيت أو الدلو – حقيبة المقبض العلوي – حقيبة التوت.

آخر مجموعة لها

أطلقت نوار آخر مجموعة لها في مارس الماضي وقبل عيد الفطر المبارك. تقول: “مجموعتي الأخيرة أسميتها “البناجري، العقام، الشمبر” حيث أدخلت حلي البناجري وهي أساور اليد على شنط صنعتها من الجلد. أما العقام الذي كانت تستخدمه النساء قديما لتثبيت غطاء الشعر وللتزين به فأضفته على الشنطة بطريقة جذابة، في حين أن الشمبر أيضا هو واحد من الحلي التي كانت توضع على مقدمة الشعر للتزين ووظفته في الحقيبة بطريقة مبتكرة.

وعن الخامات المستخدمة تقول: أستخدم لتصميم حقائبي الجلد الغير طبيعي المصنع ذو الجودة الممتازة، إضافة إلى المخمل والشمواه الطبيعي، وأحيانا أوظف بعض الأقمشة بطريقة جميلة.

التسويق للمشروع

تسوق نوار لمشروعها من خلال منصة الإنستغرام nawariz.om والبيع أون لاين، كما تشارك في بعض المعارض التسويقية المتخصصة بالأزياء والاكسسوارات في عمان. وبالنسبة للأسعار فإنها تختلف تبعا للخامات المستخدمة، ولكنها عموما لا تتجاوز ٣٠ ريالا عمانيا.

صعوبات تجاوزتها

البدايات لا تكون سهلة دائما ووفقا لنوار فإنها جابهت الكثير من التحديات التي عملت على تجاوزها. تقول: كانت بداية مشواري في العام ٢٠١٥ صعبة حيث لم يكن استخدام منصات التواصل الاجتماعي له التأثير كما أصبح عليه اليوم، والتسويق كان يقتصر على المعارض التي أشارك بها والتي كانت أيضا مختلفة عن الوقت الحالي، وكانت النساء تتوجه غالبا إلى المحلات المعروفة أو تتبضع من الخارج عند السفر.

ولكن ومع مرور الوقت أصبح الأمر أفضل والقوة الشرائية تحسنت من خلال الزبائن ومن خلال مؤسسات خاصة تقدم حقائبي هدايا لموظفاتها في يوم المرأة العمانية، كما تم عرض حقائب نواريز في مطار مسقط الدولي، إلى جانب مشاركتي في عدد من المعارض الخارجية.

وتضيف: طبعا لا ننسى أن جائحة كورونا ألقت ظلالها السلبية على القطاع الاقتصادي حيث تأثر السوق وضعفت القوة الشرائية على مدى سنتين ورغم ذلك فإنني أجاهد لأرقى بمشروعي إلى المأمول.

طموح مستمر

لا تتوقف طموحات نوار عند ما حققته حتى اليوم فالأحلام كبيرة والعمل جار لتحويلها إلى واقع. تقول: بالطبع لدي طموحات كبيرة فأنا أعمل على أن تتسع قاعدة الزبائن لدي لتصل إلى كافة محافظات السلطنة أولا ثم الخليج العربي والعالم. كما أطمح أن أضيف حقائب أخرى متنوعة مثل حقائب الكمبيوتر المحمول وحقائب المكياج وغيرها إلى سلسلة حقائبي. أنظر للمستقبل بتفاؤل وأعمل بشغف كبير لتحقيق هذا.