يقلم - محمد الرواس
"أن احرص الناس من كانت مودته لوطنه وأهله فعالج ما استطاع من إزاله لهموم المعسرين من الناس منهم ، وزرع ثمار الخير وغرسها بمجتمعه ، ولا اخال الا إنه وجد في نفسه من الغبطة والسرور الشي الكثير فحرص على كتمان ما يفعله من خير طلباً للأجر والثواب من رب العباد ".
حدثني صديق عزيز يعمل موظفاً بأحدي المحاكم بالسلطنة عن جميل نبل افعال مجموعة من الشباب المحامين الذين لم يالو جهداً في فك كرب بعض المعسرين أثناء تواجدهم بالمحكمة فكانوا يقومون بما يستطيعون اليه سبيلاً في فكك كربهم وبطريقة نبيلة لا يرجون من ورائها سمعة او جزاء من احد من الناس ، وأضاف قائلاً لي : لقد كانوا يقومون بفك كرب العديد من المعسرين سواء بالترافع عنهم او دفع بعض المبالغ عنهم خاصة اولئك الذين اوقعتهم ظروفهم المالية في محن قضائية قد لا يكون لبعضهم يداً فيها او بمبالغ متواضعة جداً ، فلم يالو هؤلاء المحامين جهداً في مساعدتهم بعد ان اطلعوا على احوالهم ، وعندما أبلغت احدى وسائل الاعلام من القنوات الاذاعية الخاصة بالسلطنة لكي يقوموا بتغطية مثل هذه الاعمال الخيرية التطوعية التي يقوم بها هؤلاء الشباب من اجل نشر فضيلة العون بالمجتمع ، وعندما قامت هذه الجهة الإعلامية بالاتصال بأحدهم رفض رفضاً تاماً الفكرة وفضل كتمان ما يقومون به من عمل خيري تطوعي ، واعتذر من جراء لقاء إذاعي مع هذه القناة بهذا الشأن .
هنيئا لأولئك الرجال من المحامين سواء منفردين ، أو من خلال جهود مجتمعة مثل برنامج فك كربة الذي تحتضنه جمعية المحامين العُمانيين ، هنيئاً لهم على ما يبذلونه من جهد لفك كرب بعض المعسرين سواء كان ذلك بالكتمان او بالعلن ، سواء بالمرافعة دون مقابل او دفع مبالغ مالية .
لم تكن مبادرات فك كربة والتي نسمع ونقرأ عنها بين الحين والأخر بوسائل التواصل والوسائل الإعلامية والتي تهدف الى الافراج عن من قادتهم ظروفهم الصعبة ليصبحوا ضمن الحالات الإنسانية التي تستحق المساعدة بالفعل الا واحدة من فضائل المجتمع العُماني الأصيل ، ولا شك ان دراسة الحالات وانطباق الشروط عليها لتصبح من ضمن المستحقين لفك كربهم من الأمور التي توليها الجمعيات الاهلية والجان والفرق الخيرية والافراد الاهتمام ليتضح صدق ممن سيفرج عنه بالمجتمع المدني ، فكان التنسيق والتعاون بين المؤسسات الحكومية المعنية والمحسنين قبل وضع الحالة ضمن المستحقين .
إن هناك مئات القصص والمواقف التي نسمع عنها بين الحين والأخر بالمحاكم تدمي القلب لما لها آثار ونتائج مجتمعية جراء سجن ممن فرضت عليهم الظروف والاقدار تواجدهم في مثل هذه المحن ، لذا تعاون الجميع يرفع عنهم كربتهم ويفرج ازمتهم ، فهنياً لمن عالج هموم الناس بمجتمعه ما استطاع لذلك سبيلا ، فاسعد أسر المعسرين واظلهم بإحسانه ومروته وجميل فعله.
إن المجتمع العُماني الأصيل مجتمع متأزر ومتكاتف بدرجة سخية وهذا الأمر كان ولا يزال متأصلا ومتجذراً به ، وهناك بالفعل من يقوم بدوره النفعي ولو منفرداً بالمجتمع لاستمرارية واستدامة فعل الخير هذا بالمجتمع