محمد محمود عثمان يكتب: معرض المنتجات المصرية بمسقط.. خطوة على الطريق

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٠٤/يونيو/٢٠٢٣ ٠٩:١٢ ص
محمد محمود عثمان يكتب: معرض المنتجات المصرية بمسقط.. خطوة على الطريق

احتضان العاصمة العمانية مسقط لمعرض الأهرام الدولي الأول للمنتجات والصناعات المصرية بالتزامن مع معرض المنتجات العمانية 

ويأتي في أعقاب الزيارة الناجحة لجلالة لسلطان هيثم بن طارق لجمهورية مصر العربية مع الرئيس عبدالفتاح السيسي ،وتوقيع العديد من الاتفاقيات الاقتصادية ومذكرات التفاهم التي ساعدت كثيرا على تنشيط العلاقات الاقتصادية بين مصر وعُمان التي تربطهما علاقات تاريخية راسخة وعميقة 

لذلك فإن معرض الأهرام للمنتجات والصناعات المصرية خطوة وطنية من مؤسسة الأهرام ، وترجمة لذلك ، لأنها خطوة هامة يجب أن يتبعها خطوات أخرى على الطريق ، نظرا لأمرين الأول: وهو تعزيز العلاقات والروابط التجارية بين مصر وعُمان ، لترتقي إلى مستوى العلاقات الدبلوماسية المتميزة بين قادة الشعبين 

والثاني :هو تنشيط الصادرات المصرية وفتح آفاق جديدة لترويج وتسويق المنتجات والصناعات المصرية لزيادة حجم الصادرات وحصيلة موارد الدولة من العملات الصعبة ،وإتاحة الفرصة للمنتجات المصرية للمنافسة مع منتجات وصناعات الدول الأخرى التي سبقت في دخول هذه السوق الواعدة،  

حيث تعد المعارض التجارية طريقة مهمة لجمع معلومات السوق والتعرف على أحدث اتجاهات المستهلكين من خلال مقابلة العملاء المحتملين والتعرف على المنتجات الجديدة والاطلاع على أداء الشركات الأخرى. و بناء علاقات معها 

كما أن المعارص منصات هامة لعرض التجارب وتبادل الأفكار واكتساب الخبرات في طرق العرض والتسويق واكتساب العملاء الجدد

لذلك تهتم الدول المتقدمة بتنظيم المعارض بمختلف أنواعها ، لأنها دليل عملي على التقدم الصناعي للشركات وهى فرصة لعرض آخر منجزاتها واختراعاتها

وإبراز مدى اتساع قاعدتها الاقتصادية 

لذلك نحتاج إلى نظرة مستقبلية بعيدا عن الفكر التقليدي الذي يفكر أولا في العائد السريع والمباشر من المعارض الخارجية للمنتجات الصناعية أو الزراعية ، لأن الفوائد المتوقعة على المدى الطويل هي هدف الإدارات الناجحة ، وهو الذي يجب أن تخطط له ، لأن هذه المعارض تتيح للشركات الوصول إلى عدد كبير من العملاء المحتملين والالتقاء بهم دفعة واحدة في مكان واحد وتحت سقف واحد ، ، بالإضافة إلى المزايا المفيدة للشركات الصغيرة والمتوسط ، حيث تخفف عنها الكثير من نفقات العرض والتسويق والترويج ، بالإضافة إلى سهولة الوصول إلى الأسواق الخارجية لأن نجاح هذه الشركات يمثل قيمة مضافة حقيقية للاقتصاد ، ويدعم أنشطة القطاع الخاص وأصحاب المشروعات الشبابية التي تنخرط فيها بعد أوصدت الجهات الحكومية ومؤسسات القطاع العام أبوابها في وجه توظيف شباب الخريجين من الباحثين عن عمل 

لذلك كان من الضروري أن تسعى غرفة تجارة وصناعة عُمان بصفتها الممثل الرسمي لشركات القطاع الخاص للتنسيق لتنظيم لقاءات لرجال الأعمال العمانيين وشركات القطاع الخاص العماني والشركات الصغيرة ، للاستفادة من وجود الشركات والمنتجات المصرية في المعرض على أرض السلطنة ،للتعرف على مواصفاتها و جودتها وملاءمتها للمستهلك ومن ثم عقد الصفقات المناسبة لهم ،

وإن كانت هناك إشكالية في المنافسة السعرية ليست في صالح المنتجات والصناعات المصرية التي تؤثر عليها المشاكل اللوجستية المزمنة والتي تحتاج إلى إنشاء خط ملاحي مباشر بين مصر وسلطنة عُمان ، الذي يُسهم في زيادة حجم التجارة البينية ، ويساعد بصورة إيجابية مباشرة على أسعار المنتجات المصرية والعمانية ـ في تدعيم قدرتها على المناسفة الشريفة مع المنتجات والصناعات المستوردة ، على أنه يمكن الاستفادة من الخط الملاحي لتقديم الخدمات للدول المجاورة ونقل منتجات المصانع والشركات العمانية إلى مصر لتكون منفذا لها إلى الدول الإفريقية الأعضاء في مجموعة "الكومسا" الاقتصادية ، ويا حبذا لو كان الخط الملاحي استثمار مصري – عُماني مشترك ، 

بالإضافة إلى أن وجود الشركات المصرية على أرض عُمان فرصة لرجال الأعمال والشركات العمانية لبحث فرص الشراكة والدخول في استثمارات متبادلة ، لتتمكن من مواجهة الأزمات الاقتصادية المتكررة التي ضربت بالاقتصادات العالمية وتأثرت منها بشدة الدول النامية ومنها الدول العربية خاصة غير النفطية .